ترجمات عبرية

يوآف ليمور يكتب – تقدير شعبة الاستخبارات : قطع الانتخابات عن الوضع في القطاع

اسرائيل اليوم – بقلم  يوآف ليمور – 15/2/2019

أدى الارهاب غير مرة دورا مركزيا في الحملات الانتخابية في اسرائيل. مقتل هيلينا راف في بات يام كان احد الاسباب المركزية لخسارة اسحق شمير في انتخابات 1992. وموجة عمليات الباصات لحماس كانت العنصر الحاسم في هزيمة شمعون بيرس في 1996. كما أن حملات الانتخابات التي جرت في النصف الاول من العقد الماضي وقفت في ظل عمليات الانتفاضة الثانية. أكثر من الف قتيل، الاف الجرحى وانعدام الاحساس بالامن كانت عنصرا أول في قرار الناخب اي بطاقة ينزلها في صندوق الاقتراع.

اما في السنوات الاخيرة فقد تغير الميل قليلا. فالارهاب الفلسطيني في الضفة هزم والارهاب الفلسطيني في غزة تم التحكم به في اعقاب سلسلة من المعارك العسكرية. وانتقل الاهتمام الامني الى الساحة الشمالية – الى مثلث ايران، سوريا، حزب الله – ولكن هو ايضا مؤطر في حجومه المناسبة: بينما كان العالم العربي يعيش دوامة كنتيجة للثورات والحروب الداخلية، نمت اسرائيل وازدهرت وبرزت كجزيرة سواء عقل في منطقة من الجنون.

تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” للعام 2019، والذي نشر هذا الاسبوع، يقضي بان هذه الميول المركزية لم تتغير. فاسرائيل لا تزال اقوى بكثير من خصومها – وتتمع بمكانة قوة عظمى اقليمية. واحتمال أن يقرر أحد ما المبادرة الى حرب بقي متدنيا، ولا يزال لاسرائيل مجال مناورة ذو مغزى يسمح لها بالحفاظ على مصالحها الامنية في ظل القدرة على اخذ مخاطر لا بأس بها.

ورغم ذلك، فان معطى واحد تغير دراماتيكيا منذ التقدير الذي نشر في بداية السنة الماضية: الساحة الفلسطينية. فالوضع في غزة وفي غزة يرفع دراماتيكيا احتمال المواجهة العسكرية، وشعبة الاستخبارات تقدره بانه احتمال عال. هذا كفيل بان يحصل بشكل مباشر حيال غزة التي تختنق تحت وضع اقتصادي صعب ويأس عام  وتبحث عن تغيير مصيرها عن طريق الحوار – وان لم يكن فبالوسائل العسكرية، وهذا كفيل بان يحصل كنتيجة للوضع في الضفة.

مثل هذا التصعيد غير ملزم بان يندلع بقرار من فوق. وهو سيكون من شبه المؤكد كنتيجة، مثلما حصل في صيف 2014 حين ادى اختطاف الفتيان الثلاثة الى حملة الجرف الصامد. ورغم الضربة القاسية التي تلقتها حماس في حينه فانها تمتنع عن استيعاب الدرس وتواصل مساعيها لدحرجة العمليات الجماهيرية في الضفة في تفكير (مغلوط) بانه حتى لو نجحت فانها ستبقى حصينة في غزة.

نشر جهاز الامن العام “الشاباك” اول امس تفاصيل عن سلسلة عمليات خطط لها واحبطت. وتم التفعيل من القطاع بينما كان يفترض بالتنفيذ أن يكون من الضفة ومن شرقي القدس، في شبكات واسعة مع طاقة كامنة فتاكة. في عدة حالات كانت المسافة بين الاحباط والعملية قصيرة جدا؛ واضح للجميع بانه رغم نسب النجاح العالية، في كل لحظة من شأن عملية أن تخلف عشرات الاسرائيليين القتلى.

بالضبط الى هناك تسعى حماس كجزء من حربها ضد اسرائيل وكذا كي تضعضع الوضع في الضفة في اطار مساعيها للسيطرة عليها في المستقبل. وتأثير اسرائيل على هذه السياقات جزئي فقط وحجم الاحباطات يدل على ان تحذيراتها لا تقنع القيادة في غزة بتغيير الاتجاهات. وتجري هذه المسيرة دون صلة بحملة الانتخابات في اسرائيل. يبدو أن لحماس لا يهم من يجلس في مكتب رئيس الوزراء في القدس. في كل الاحوال ستحاول العمل. اما التدخل الاجنبي الموجه، اذا ما كان، فمن شأنه أن يأتي من جانب ايران، وربما ايضا روسيا.

ولكن عملية جماعية، اذا ما وقعت، فلا بد ستسيطر على جدول الاعمال الاسرائيلي وتؤثر دراماتيكيا على الانتخابات، ولا سيما بسبب آثارها اللاحقة – نشاط عسكري واسع في الضفة بل وحملة عسكرية واسعة في القطاع. رئيس الاركان أفيف كوخافي، في احد قراراته الاولى، أعد الجيش الاسرائيلي لمثل هذه المعركة المحتملة. ومن أجل ان تمتنع اسرائيل عنها فان اسرائيل مطالبة بمناورة سياسية – اقتصادية مع غزة (عصي وجزر قد تقنع القيادة في القطاع بان تفكر، ولو مؤقتا، بطريق آخر)، ولكن بالاساس ان تهتم أمنيا وتقوم باعمال متواصلة تتأكد منها بان نتائج الانتخابات في اسرائيل لم يقررها القطاع.

*     *    *

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى