ترجمات عبرية

يديعوت – يوفال كارني – مسرحية الازدواجية الاخلاقية

يديعوتبقلم  يوفال كارني – 30/12/2021

ففي غياب مسيرة سياسية او افق سياسي فان اسرائيل ملزمةبان تحافظ على الاقل على قناة حوار مع الفلسطينيين. حتى لوكانت المعارضة تهاجم ووزراء اليمين في الائتلاف  يلوكونبالسنتهمفان غانتس قام بالخطوة الصحيحة. حتى لو لم تكنشعبية “.

اليمين وبنيامين نتنياهو كانوا 12 سنة على التوالي في الحكم. فيهذه السنوات لم يلغوا اتفاقات اوسلو، لم يقطعوا الصلة مع الزعامةالفلسطينية في الضفة ولم يعرفوا السلطة الفلسطينية ككيان عدو أو ارهاب. كما ان نتنياهو لم ينفذ الوعد الانتخابي المركزي له عشية انتخابات 2009: اسقاط حكم حماس. دعكم. فالامور التي ترى من الخارج (او من موقفالمعارضة) ترى بشكل مختلف من مكتب رئيس الوزراء او من مكتب وزيرالدفاع في الكريا.

على خلفية هذه الاقوال من الصعب عدم اخذ الانطباع بان انتقادنتنياهو واليمين للقاء غانتس ابو مازن هو مسرحية سخيفة من الازدواجيةالاخلاقية. فقبل ان يتمكن رئيس السلطة الفلسطينية من العودة الى مكتبهفي رام الله فاذا بالليكود (اي نتنياهو) قرر بان هذا لقاء هو خطر على دولةاسرائيل. “الحكومة الاسرائيليةالفلسطينية لبينيت تعيد ابو مازنوالفلسطينيين الى جدول الاعمال، قال نتنياهو. “تنازلات خطيرة على امناسرائيل هي مسألة وقت فقط. حكومة بينيتساعرلبيد خطيرة علىاسرائيل“.

التقى رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن مع وزير دفاع  اسرائيلغانتس ليس كي يدفع الى الامام مسيرة سياسية (وهي مسألة جديرة ببحثمنفصل) بل كي يبحث في مواضيع امنية ولبابها التعاون بين اسرائيلوالسلطة الفلسطينية واجهزة امنهما في الضفة. هذه مصلحة اسرائيليةصرفة ويشهد على ذلك رؤساء جهاز الامن، الشباك والجيش الاسرائيلي. احد لا يوهم نفسه: ابو مازن والفلسطينيون لا يحبوننا، هم يقاتلون ضدنا فيالساحة الدولية والدفعات لعائلات المخربين تثير الحفيظة وتغلي الدم. ولايزال، من بين الامكانيات التي لدى  اسرائيل في مناطق الضفةالسلطةالفلسطينية،  حماس او الفوضى التامةفان التعاون مع ابو مازن لا يزالالامكانية الاقل سوءاً. “سنواصل منع الارهاب، قال ابو مازن لغانتس. ينبغي ان نتذكر: أجهزة الامن تساعد في انقاذ الاسرائيليين الذين علقوابالخطأ في مناطق أ والمدن الفلسطينية. وبالاساس، التنسيق الامني مستمر. اما نتنياهو بالذات فقد صادق في الماضي على لقاءات مسؤولين في حكومتهمع ابو مازن. نتنياهو هو الاخر لم ينجح في أن يغير رأي ابو مازن او يجعلهمحبا لصهيون.

توجد لحظات تكون فيها حاجة لابداء المسؤولية والاخذ بالحسبانلاعتبارات سياسية وامنية حتى من صفوف المعارضة. ليس كل شيءسياسيا. فنتنياهو نفسه تصرف بالطريقة ذاتها في اثناء سنوات توليهمنصب رئيس الوزراء: فقد تعانق وتبادل القبل مع ياسر عرفات؛ نتنياهووعقيلته دعيا بود ابو مازن الى بيتهما (نعم، ناكر الكارثة الشهير اياه)؛نتنياهو اياه ادار مفاوضات مع حماس، بدلا من اسقاط حكم حماس كماوعد. ليس لان نتنياهو استسلم للارهاب او لحماس؛  فقد فهم ما هي البدائلوكيف ينبغي التصرف في حارتنا المجنونة. عندما تغيرت قاعدة نتنياهوالسياسية امتنع عن اللقاء مع ابو مازن لكنه حرص دوما على أن يصل اليهالمبعوثون. مرة رئيس الشباك ومرة اخرى وزراء في حكومته.

ان محاولة جني ربح سياسي من لقاء سياسيامني هي محاولةبائسة. ففي غياب مسيرة سياسية  او افق سياسي فان اسرائيل ملزمة بانتحافظ على الاقل على قناة حوار مع الفلسطينيين. حتى لو كانت المعارضةتهاجم ووزراء اليمين في الائتلاف يلوكون بالسنتهمفان غانتس قامبالخطوة الصحيحة. حتى لو لم تكن شعبية.  

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى