ترجمات عبرية

يديعوت – يوسي يهوشع – ما الذي استدعى دخول إسرائيل إلى ملعب بوتين في سوريا؟

بقلم: يوسي يهوشع – يديعوت 21/2/2021

اكتملت صفقة تحرير الشابة السورية التي اجتازت الحدود إلى سوريا، بوساطة روسية، بعد أن أعيدت إلى البلاد. ولكن الحدث كله يطرح سلسلة من الأسئلة العسيرة، ولا سيما حول الثمن الشاذ: وفقاً لمنشورات أجنبية، دفعت إسرائيل لروسيا مبلغ 1.2 مليون دولار – خصص لتمويل نقل لقاحات كورونا للأسد.

رسمياً، لم تعترف إسرائيل بأن هذا المقابل اندرج في الصفقة. فقد منعت الرقابة العسكرية نشر التفاصيل، وتسربت هذه في نهاية الأسبوع إلى وعي الجمهور الإسرائيلي في جملة من الطرق: شائعات، وشظايا معلومات في الشبكات الاجتماعية، وتغريدات كثيرة التلميحات للنواب (أحمد الطيبي هو الذي “تساءل” إذا كانت ثمة حاجة إلى إسرائيلية تجتاز الحدود إلى غزة كي يتلقى سكان القطاع اللقاح). ولاحقاً، الطريقة المعروفة أكثر من غيرها: نشر معلومات عبر وسائل إعلام ليست إسرائيلية، ويسمح لها بالنشر في البلاد تحت اسم سري: “مصادر أجنبية”.

تعرضت الرقابة العسكرية ورئيسها العميد دورون بن باراك، إلى النار في نهاية الأسبوع. فقد اتهم الرقيب بتوفير سترة واقية سياسية لحكومة إسرائيل ولرئيسها الذي قدم – وفقاً لمنشورات أجنبية، بالطبع – بادرة إنسانية لواحد من أكبر أعدائنا، الرئيس المجرم السوري بشار الأسد. والحجة المركزية كانت أن إخفاء بند تمويل اللقاح عن الجمهور يستهدف ظاهراً حجب النقد عن نتنياهو في ذروة معركة الانتخابات.

غير أن مصادر أمنية رفيعة المستوى مطلعة على تفاصيل الصفقة تعرض صورة أخرى تماماً. فعلى حد قول هذه المحافل، فإن فرض السرية على ذاك البند ليس سياسياً، بل وليد طلب روسي لا لبس فيه. أما إسرائيل، كما تقول هذه المحافل، فتحتاج إلى معونة الروس فيما يجري في سوريا أكثر بكثير مما تحتاج روسيا لمعونة إسرائيل. وبالتالي، يجب اللعب في ملعب بوتين وفقاً لقواعد بوتين.

وحسب تلك المحافل، أصرت روسيا على السرية كي تحافظ على كرامة الأسد. كما أن الطلبات الرسمية لنزع التعتيم والتي نقلت إلى موسكو في عدة قنوات، ردت. ولكن هناك معلومات حول رد الروس للطلبات وصلت إلى علم الرقيب، الذي واصل التعتيم.

من المهم أن نفهم بأن روسيا تمنح إسرائيل مجال مناورة كبيراً في كل ما يتعلق بالأعمال العسكرية ومنع نقل وسائل القتال في الأراضي السيادية للأسد، إذا كان ممكناً أن نسمي سوريا “أرضاً سيادية للأسد”. الروس هم الذين يسمحون للجيش الإسرائيلي بالمهاجمة. لا يدخل أي رجل دفاع سوري واحد لمنظومة إس 300 التي نصبوها في المنطقة؛ كي يتعلم كيف يستخدمها. وبالتالي، إذا كانت روسيا تصر ألا تنشر جزءاً من الاتفاق، فليس أمامنا إلا السير على الخط والموافقة. عندما تجند وسيطاً لمثل هذا الحجم، فإنك تحترمه وتحترم طلباته.

سؤال آخر يثور في الحدث، وهو الطريقة التي اجتازت بها تلك الشابة الحدود. لقد سبق أن علم بأن الاجتياز تم بمنطقة جبل الشيخ ومجدل شمس، حيث لا يوجد سياج. ولكن من المهم أن نفهم بنية المنطقة أمام تساؤل: كيف ينجح شخص، بل شخص ليس مقاتلاً كبيراً، في اجتياز السياج سيراً، ولا يوجد سبيل لنصب عائق أمام السير بالأقدام في منحنى طبوغرافي منحدر كهذا. وعليه، فإن الجيش الإسرائيلي يعتمد على وسائل تكنولوجية متطورة. وتتركز هذه الوسائل في مسار الدخول إلى إسرائيل بهدف منع تسلل جهات معادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى