ترجمات عبرية

يديعوت: يكفي النظر إلى الشرطة لنعلم إلى أي حضيض تدهورنا

يديعوت 2023-08-22، بقلم: عيناب شيفيكفي النظر إلى الشرطة لنعلم إلى أي حضيض تدهورنا

جملة “شيء ما سيئ يمر على شرطة إسرائيل” لم يعد ممكنا كتابتها، ليس بجدية على الأقل، إذ إن شرطة إسرائيل توجد تحت ذاك “الشيء السيئ” منذ أكثر من الفترة الزمنية التي يمكن الحديث فيها عن الظاهرة كموضوع موسمي: عندهم تجاوز هذا منذ الآن إلى المرحلة المزمنة، بل ربما غير القابلة للشفاء.

إذا كنا نريد أن نعرف ماذا يحصل للجيش الإسرائيلي بعد أن تنهي الحركة الشعبوية الإسرائيلية المعالجة الجذرية التي تسارعت في السنوات الأخيرة وتصل ذروتها في هذه الأيام، مع كل أنواع النداءات لإقامة سلاح جو منافس وتقطيع رئيس الأركان إلى كرات كباب، فلا حاجة للمبالغة في الخيال: يكفي النظر إلى الشرطة كي نفهم اتجاه الإعصار.

لكن صورة عروة الشيخ علي، التي نشرتها شبكة “واي نت”، والتي يبدو فيها وكأن أحدا ما طبع نجمة داود على خده، بعد أن اعتقل، تنجح في أن تبعث إحساسا شاذا بالصدمة والقرف. هذه هي الصورة الجديرة ليس فقط بألف كلمة، بل أيضا بالكثير جدا من المقارنات من النوع الذي نكره سماعه، وفي اغلب الأحيان عن حق. أما في هذه الحالة، كما سيعترف حتى ماقتو الـ”سياقات” أصحاب الورثة بالحد الأدنى، فإنه يوجد ما يمكن الحديث فيه.

عندما تضاف إلى الأثر البصري التفاصيل التي اتضحت حتى الآن عن الحدث (16 شرطيا على مشبوه واحد، ولا كاميرا وثقت الحدث) والرد المذهل للشرطة (“قوة معقولة”، “مصدر الخدش اغلب الظن يعود إلى شيء في لباس احد الشرطة”) لا مجال إلا أن ننفذ الحدث الأكثر رواجا في الدولة ولا يعود إلى نوعا كيلر، أي نشخر بيأس. طوبى للشعب الذي يمكنه أن يختار أي نوع من الاعتقال كان هنا: هل كان عنيفا جدا لدرجة علامة حذاء في وجه المشبوه، أو عنيفا جدا لدرجة الاشتباه بجريمة كراهية. ننتظر لنسمع إذا كان هناك خيار آخر، فلعل المفتش العام يصل لتوه مع قائمة العروض الخاصة.

على أي حال، لم يدعُ الوزير إلى التحقيق على عجل في القضية بعد أن انكشفت أمام نقد حاد من القاضي على الاعتقال. من ناحيته، كما يخيل، خسارة أن الشاب لم يحصل إلا على شكل نجمة داود وليس القبضة الكهانية. على أي حال، لم يشغل باله أيضا وصف زيف ملتسر الذي روى كيف اعتقل في التظاهرة في محطة القطار الخفيف في تل أبيب، يوم الجمعة، بحجة حيازة زجاجة ماء فارغة من الدرجة الأولى. فملتسر لم يعتقل فقط بل زعم أن شرطيا خنقه بينما كان مشلول الحركة على الأرضية، ما يدحض بالطبع ادعاء الشرطة بـ”الاعتداء على شرطي” كتشويه مقصود. صحيح أن الادعاءات ضد ملتسر لم يصمد فيها الماء لأنه لم يكن في زجاجة، فتحرر. من المشوق أن نعرف ماذا كان سيفعل الناطق بلسان الشرطة في منصبه السابق، كصحافي، لو كان مطلوبا منه أن يغطي مثل هذه القصة إعلاميا.

لكن يوجد عجب اكثر إلحاحا: تروي الشائعة بأنه في إسرائيل يعمل جسم أقيم كي يحقق في شبهات الجنايات التي يرتكبها من يفترض بهم أن ينفذوا القانون. يدعي شيوخ صفد أن هذا الجسم كان يسمى “قسم التحقيق مع الشرطة” (ماحش). لا يزال هناك أناس كالقاضي، الذي غضب لرؤيته الشيخ علي ممن لا يزالون يؤمنون لسبب ما بوجود “ماحش” ولهذا يتوقعون منه أن يعمل في أقرب وقت ممكن، وذلك أيضا لأجل منع تشويشات محتملة للتحقيق وأساسا لأجل أن يظهر للمواطنين بأن شرطة إسرائيل ليست الشقيق الشقي لروسيا. لكن في العالم الحقيقي “ماحش” هو النكتة التي يرويها إسرائيل كتروزه بدلا من ضحكات زوجته. أتريدون حماية الشرطة والحماية منها؟ اشتروا نجمة داود، فهذه اكثر نجاعة بكثير.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى