ترجمات عبرية

يديعوت – وزير المخابرات المصري: نعمل لصفقة شاملة في غزة

يديعوت – بقلم نداف ايال – 4/11/2021

في غلاسكو هذا الاسبوع جلست مجموعة من الرجال المصريين معظمهم في اعمار 30 – 40 وهم اعضاء في الوفد المصري للمؤتمر وامامهم كان رجل اكبر سنا يتحدث في لطف وصبر هو وزير المخابرات المصري الجنرال عباس كامل، الرجل الاقوى في مصر بعد الرئيس السيسي. وفي الصحافة المحلية يسمونه “ظل الرئيس” او “حارس الاسرار”.

كامل هو الرجل الذي يبعث به السيسي للقاء رئيس ورزاءبينيت؛ كامل هو من يقف على اتصال مباشر مع يحيى السنوار في قطاع غزة، وهو الذي يستضيف صالح العاروري وخالد مشعل عندما يصلان الى القاهرة. وقفنا الى جانبه، زميلي الصحافي باراك رابيد وأنا وانتظرنا الى ان يتفرغ. الرجال من حوله سألوا أسئلة طويلة واحيانا سريعة فاجابهم كامل الواحد تلو الاخر بلا عجلة. فلا يوجد الى أين يذهب المرء في مؤتمر المناخ. فالخطابات كتبت مسبقا والنتائج ستجمع في الغرف المغلقة بعيدا عن الخطاب المنتفخ. 

بعد ذلك خرج رئيس المخابرات المصري لفرصة اشعال سيجارة، وخرجنا وراءه. عرضنا انفسنا كصحافيين من اسرائيل. بكياسة مصرية مميزة اقترح نارا وقدم ولاعة (انا لا ادخن، ولكن احيانا ولا سيما في حديث مع محفل اقليمي هام جدا، يوجد استثناء). المسؤول المصري كان مرتاحا والحديث تدفق.

كشف كامل عن حكمة دبلوماسية: لم يقل كلمة سيئة بحق أحد. عندما سأل زميلي رابيد عن الفارق بين نتنياهو ورئيس الوزراء بينيت، مد كلتي يديه الى اقصى حد جسده مما يعني عمليا ان الفرق هو بين السماء والارض؛ ضحك ولم يضف كلمة. العلاقات بين السيسي ونتنياهو كانت بالتأكيد طيبة وعلى ما يبدو كان هو يقصد المواضيع التي تتعلق بالاسلوب. كما أنه افلت ضحكة قصيرة عندما سُئل عن شخصية السنوار، السنوار اياه الذي يوجد في شعبة الاستخبارات الاسرائيلية من يعتقدون انه يبدي بوادر مقلقة من جنون العظمة. 

ولكنه في الغالب تحدث، وتحدث بصراحة. مجرد استعداده للحديث كان استثنائيا. توجد ايام، وهي لم تكن بعيدة حين كان التوجه الى رجل دولة مصري ما – ولا يهم ما هو منصبه، وبخاصة الرجل الثاني في اهميته في مصر،  ينتهي على الفور بقطع سريع، إدارة ظهر باردة. لم يكن هذا هو الوضع، فقد كان يسر وزير المخابرات المصري ان يتحدث. العلاقات بين مصر واسرائيل “ممتازة” على حد تعبيره، واللقاء بين بينيتوالسيسي في شرم الشيخ كان جيدا جدا، وقد وجدا لغة مشتركة. روى أنه يعتزم الوصول الى اسرائيل في نهاية الشهر الحالي وشرح الخطوة المصرية بالنسبة لقطاع غزة، اعمار القطاع، اعادة الاسرائيليين المحتجزين لدى حماس ابرا منغيستو وهشام شعبان السيد وحل مسألة جثماني مقاتلي الجيش الاسرائيلي اورون شاؤول وهدار غولدن، وامكانية تهدئة، وقف نار طويل المدى وتسوية. برأيه، يجب عمل كل شيء معا. 

هذا النهج المصري، لم ينشر حتى الان على الاطلاق. “لا معنى بتنفيذ هذا على مراحل”، قال كامل، “لا حاجة لصفقة في عدة  مراحل. خطوة واحدة: البدء بتحرير سجناء صغار، نساء وشيوخ، وبالتوازي تهدئة بعيدة المدى”. 

يمنح المصريون في الاشهر الاخيرة تسهيلات لنظام حماس عبر معبر رفح، محاولتهم لاستقرار الوضع في القطاع – اقتصاديا ومن ناحية المواجهة مع اسرائيل. قال كامل ان مصر تعمل على مسألة التسوية “ليل نهار” على حد تعبيره، في اتصال دائم ويومي مع الاسرائيليين والفلسطينيين. وامتنع عن ان يقول كلمة حماس. 

اضافة الى ذلك، قال وزير المخابرات المصري، على اسرائيل أن تبدأ في اقرب وقت ممكن بمفاوضات سياسية مع السلطة – “البدء بمستوى 3 – 4، التقدم الى مستوى 2 وهكذا الى الامام”. “نحن كل الوقت  نعمل على العلاقات الامنية”، قال كامل، “ما نحتاجه هو مزيد من التسهيلات في المعابر، دخول اضافي للعمال، توسيع مدى الصيد”. 

في ضوء المعارضة القاطعة من جانب حكومة بينيت لتحرير جماهيري للسجناء الفلسطينيين، كما تطالب حماس، يبدو ان القاهرة تفهم بان التسهيلات ونوع من التسوية الضيقة هي حاليا ما يوجد على الطاولة. 

وصف وزير المخابرات المحاولة المصرية لاقناع السلطة للعودة بطرق مختلفة الى التواجد السياسي في قطاع غزة، لان تستعيد لنفسها الشرعية والقوة التي فقدتها في صالح حماس. “في أمور صغيرة في البداية، وبعدها التوسع”. ووافق عندما اشرت الى ان حماس لن يسمح لهذا بان يحصل، ليس بحجوم واسعة.

تحاول مصر ان تدفع الى الامام كل الوقت بمشروع حكومة  الوحدة الفلسطينية؛ مشكوك ان يحصل هذا. عدنا وسألنا عن حكومة بينيت– لبيد في اسرائيل. “هذه حكومة يمكن العمل معها”، اجاب، “يوجد فيها كل انواع الاطراف التي تشد في اتجاهات مختلفة تماما، ولكن يسرنا اذا ما بقيت”. توادعنا بعد بضع سجائر وبعد أن همس رجاله بضع كلمات في اذنه. الجنرال المصري وضع يده على صدره وقال انه يعتذر، لديه لقاء آخر. شكرا، أجبنا بالعربية. كان هذا حديثا طبيعيا تماما بين صحافيين ومحفل رفيع المستوى في دولة مجاورة؛ دليل استثنائي على وضع العلاقات الحالي بين القاهرة والقدس.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى