ترجمات عبرية

يديعوت: هل ينجح هوكشتاين في منع انفجار اللغم اللبناني؟

يديعوت أحرونوت 2/8/2022، بقلم: سمدار بيري 

الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين على وعي تام بحقل الألغام اللبناني: فمن جهة، ممثلو أذرع السلطة، من جهة أخرى “حزب الله” ومن خلفه إيران، وفي الوسط أعضاء البرلمان، بعضهم مؤيدو الحكم المدني وآخرون ممثلون شبه رسميين أو مؤيدين واضحين لـ”حزب الله”.

بدأت المحادثات حول طوافات الغاز منذ تشرين الأول 2020، وسجل حتى الآن ست جولات في بيروت وعدد مشابه في القدس. في الجولة الحالية ذهب أولاً هوكشتاين والسفيرة الأمريكية الممتازة دوروتي شيا، لمؤيدي الحكم، أولئك الذين يريدون رؤية اتفاق غير مباشر ومغلق بين إسرائيل ولبنان: رئيس جهاز الأمن العام إبراهيم نمر، وزير الطاقة وليد فياض، ورئيس الأركان جوزيف عون. صحيح أن رئيس الأركان ليس قريباً لعائلة الرئيس ميشيل عون، لكنه يعدّ أحد المرشحين البارزين للحلول محله في القصر بعد سنة.

بصبر شبه لا نهاية له تقريباً، بدد هوكشتاين الشائعات القائلة بأن إسرائيل تخطط لتنفيذ تنقيبات غاز مشتركة مع لبنان (وليس صدفة أن أعلنت شركة التنقيب الفرنسية “توتال” الآن بأنها ستنفذ التنقيب بموافقة أمريكية). كما شدد أيضاً على أن لا نية لتوزيع أرباح الغاز بين إسرائيل ولبنان. أقنع محادثيه في بيروت: وزير الطاقة، والمسؤول عن الأمن، ورئيس الأركان، أعلنوا أنهم سيؤيدون الاقتراح الجديد، حتى لو، هكذا ألمح، كان يستند إلى خطة وضعت في مكاتب هيئة الأمن القومي الإسرائيلية.

في المرحلة الثانية، اجتمع الرئيس عون، ورئيس الوزراء نجيب نيقاتي، والقديم في العصبة رئيس البرلمان نبيه بري، ابن الطائفة الشيعية، في قصر بعبدا. وبعد تنسيق المواقف، التقوا هوكشتاين والسفيرة. كان ثمة تقدير عقب اللقاء، وهو قبول الاقتراح حتى وإن كان سيضيف بري في اللحظة الأخيرة ملاحظات تستهدف تقييد إسرائيل.

وحرص هوكشتاين، الذي يصر على ألا يبرز هويته الإسرائيلية – اليهودية – الأمريكية، على إطلاع محادثيه الإسرائيليين على التطورات. فقد أعلن بأن في نيته إنهاء الاتفاق حتى نهاية الصيف. من المهم التشديد على أن موضوع الحدود البحرية يلح على لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة. وإذا لم يكن للبنان ما يكفي من مشاكل، فقد وقع في نهاية الأسبوع -بعد سنتين من انفجار مرفأ بيروت الذي أدى إلى مقتل نحو 200 شخص- وقع انفجار في صومعتي حبوب في أقصى المرفأ. ولم يسجل ضحايا في الأرواح هذه المرة.

قبل رحلة هوكشتاين، نشر “حزب الله” شريطاً من دقيقة أوضح فيه “نتابع كل سفينة”. وفي خطابه الأخير، كلف نصر الله نفسه عناء الإعلان بأن ليس لتنظيمه صلة بالمفاوضات، وأن “حزب الله” سيواصل كونه الذراع الأمنية للبنان. إذا ما ظلمت الحقوق من جانبنا، كما يحذر نصر الله، سندخل إلى العمل. ومن المتوقع أن يعود هوكشتاين في أيلول، وتفاؤله يقلق قيادة “حزب الله” أساساً؛ إذ يوضح كل قادة الحكم المدني في لبنان بأن “هذا الاقتراح جيد وعادل”. يجدر الانتباه أيضاً إلى ما قاله أمس وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، الذي تسلح بالشجاعة وأوضح بأن تهديد “حزب الله” لتفجير طوافة الغاز كاريش لا يمثل الموقف الرسمي للبنان.

في السطر الأخير، إذا أخذنا العرض السخي لهوكشتاين والتجند التركي لحمل الحبوب من أوديسا إلى لبنان، ثمة مجال للتفاؤل، بالضبط كما قال الوسيط الأمريكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى