ترجمات عبرية

يديعوت: هل يختفي العمل وميرتس من الخارطة السياسية في الانتخابات القادمة؟

يديعوت 2022-09-09، بقلم: سيفر بلوتسكر

قد يُمحى اليسار الصهيوني السياسي والاقتصادي في الانتخابات القريبة القادمة. حقاً، لماذا سيصوت أحد ما لحزب “العمل” ولـ “ميرتس”؟ لا يوجد لـ “العمل” مواقف اقتصادية يمكن وصفها بأنها “يسارية” وكذلك الأمر بالنسبة لـ”ميرتس”؛ إذ لا يوجد استعداد لاستغلال وضعه كلسان ميزان في ائتلاف محتمل للدفع قدما بأفكاره السياسية. ما الذي يمكن لقيادة هذين الحزبين أن تفعله كي تحسن فرصها في الانتخابات؟ لاستعراض عضلات فكرية على “ميرتس” أن يعلن مسبقاً: لن ندخل حكومة لا يكتب في خطوطها الاساس صراحة أن “الحكومة ستسعى الى اتفاقات مع الشعب الفلسطيني استنادا إلى دولتين للشعبين، وإلى سلام كامل بينهما، والى إنهاء وضع الاحتلال في مناطق يهودا والسامرة”.

قد يفشل الإعلان قيام “حكومة لا – بيبي” ويمكن أن يؤدي بالذات الى تشكيلات حكم اخرى، ولكن في كل الاحوال سيخلق عنوانا لتصويت الإسرائيليين اليائسين من دحر موضوع السلام، “المناطق”، والفلسطينيين الى مكانة نخجل منها.

بالنسبة لحزب “العمل”، فان تفعيل القطار الخفيف في تل ابيب ليس هو ما ينبغي أن يشكل المعجزة لحزب يسار اشتراكي – ديمقراطي رائد. بالاجمال، توجد منذ اليوم منظومة سفريات مجانية في الباصات في غوش دان في ايام الجمعة والسبت، وسيضيف القطار الخفيف اليها بعض الراحة فقط. لأجل العودة الى الحضور الاقتصادي الاشتراكي – الديمقراطي يتعين على حزب “العمل” أن يضع شرطا لا تنازل عنه للانضمام الى الحكومة التالية يتمثل بامور اخرى: تغيير في نظام الضرائب – ضرائب غير مباشرة اقل بكثير وضرائب مالية اكثر بكثير. مثلما اقترح في مقابلة مع “يديعوت احرونوت” البروفيسور مانويل تريختنبرغ، توجيه ميزانيات لاستثمارات في شبكات التعليم والصحة، والبناء الحكومي – نعم، الحكومي – لمئات آلاف الشقق للتأجير ببدل ايجار معقول. وليس عارا ايضا اقتراح الرقابة على الاسعار، رقابة محدودة في المدى وفي الزمن.

لكن “العمل” هو حزب تسيطر عليه سياسة الهويات، وهو يتوجه اساسا الى الطبقة الوسطى المدللة. “ميرتس” من جهته هو حزب مستعد لأن يضحي (بما تبقى) من قيمه السياسية التقليدية حين يسوق لمؤيديه الادعاء بان مستقبل إسرائيل منوط فقط وحصريا بمنع حكومة برئاسة نتنياهو، وليس بالسعي الذي لا يكل ولا يمل لحل سياسي وانسحاب من “المناطق”.

ليس صدفة أن يتعزز جدا في اوساط المراهقين صوت شاذ، جارف وغير متوافق، مثلما تثبت الزيارة الحماسية للنائب بن غفير الى مدرسة ليخ، والاقتحام الاعلامي للشابة التي تعلن بسرور أن الحل لأزمة السكن يوجد في بناء مكثف غاية الكثافة لليهود في الضفة الغربية والى الجحيم بالفلسطينيين.

يعد اليسار في نظر الشبان عديم الاسنان سياسيا، يسار لا يبشر بانعطافة، ومستعد مرة اخرى ليخدم بعد الانتخابات في حكومة وهمية ليمين – وسط بلا بيبي – على أن تقوم فقط. وذلك رغم أن بيبي نجح في ان يجلب، مقابل استعداده للامتناع عن ضم مناطق بالحد الادنى، اتفاقات سلام عملية مع سلسلة اخرى من الدول العربية.

لو كنت شاباً أبحث عن بيت فكري ما كنت لاجتذب للتصويت لـ “العمل” او لـ”ميرتس”، معا او كل واحد على حدة طالما لم يكونا مستعدَين لأن ينطلقا لصراع سياسي لتحقيق الرسائل والافكار التي كانت حتى وقت غير بعيد لباب اليسار الصهيوني الإسرائيلي. لن أحدّ اذا لم يجتز الحزبان نسبة الحسم، ويخليا مكانهما لنتاج حزبي جديد: اليسار في البلاد بحاجة ماسة لهدم إبداعي.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى