ترجمات عبرية

يديعوت – هذا ليس الاقتصاد .. !!

يديعوت – بقلم  اللواء احتياط عاموس جلعاد ود. ميخائيل ميلشتاين  – 2/1/2022

” تحسين شروط الحياة لسكان القطاع لن يشكل بالضرورة كابحا في وجه الايديولوجيا المتطرفة لحماس. على مقرري السياسة في اسرائيل بان يفهموا بان هذا النموذج فشل مرات عديدة في الشرق الاوسط “.

الجهود المتزايدة لحماس لتشجيع الارهاب في الضفة، حادثة اطلاق النار على حدود القطاع في الاسبوع الماضي واطلاق الصاروخين امس سواء في اعقاب خلل  فني او عن قصد – يفترض أن تشعل اضواء حمراء امام مقرري السياسة في اسرائيل بشأن الفجوات في التسوية المتشكلة في غزة والتحذير من التباهي الزائد في الهدوء النسبي في هذه الجبهة. مقارنة بين اعلانات حماس واسرائيل في النصف سنة الاخيرة تجسد الفجوة بين الطرفين: في اسرائيل يعملون بنشاط على تنمية نسيج الحياة في القطاع ويستندون الى نظرية تقضي بان الغزيين الذين تتحسن حياتهم كفيلون بان يمنعوا يحيى السنوار من العمل على مبدأ الجهاد الوجودي من ناحيته. اما حماس، من جهتها، فتتباهى في اعادة البناء المتسارع لقوتها العسكرية استعدادا لمعركة مستقبلية وتهدد دون انقطاع باستئناف التصعيد اذا لم تلبى مطالبها على المستوى المدني او في ضوء التوتر الناشيء في القدس، في الضفة او في اوساط السجناء الفلسطينيين.

ان اصحاب القرار في اسرائيل مطالبون بتغيير في الوعي وفي العمل بالنسبة للقطاع.  اولا، مطلوب الاعتراف بقيود التفكير الغربي الذي يفترض بان اقتصادا جيدا يشكل كابحا امام الايديولوجيات المتطرفة. هذا النموذج فشل مرات عديدة في العقود الاخيرة في الشرق الاوسط بما في ذلك في حملة حارس الاسوار التي بدأت فيها حماس الحملة بمبادرتها لاول مرة في تاريخها بدوافع ايديولوجية ودينية في ظل خرق فظ للتسوية ودون أن يسبق المواجهة اي احتكاك في القطاع الذي تحسن فيه الوضع المدني بالذات حتى ذلك الحين.

ثانيا، ثمة حاجة ماسة لصب مضمون عملي في الشعار الذي رفع في اثناء حملة حارس الاسوار: “ما كان لن يكون”. فالعمل على بادرات مدنية واسعة النطاق تجاه القطاع (وعلى رأسها خروج العمال الى اسرائيل) دون  أن تكون حماس مطالبة بثمن ما في موضوع الاسرى والمفقودين وتعاظم القوى العسكرية وتواصل تشجيع الارهاب في الضفة والقدس وان كان ينتج هدوء في المدى الفوري، الا ان من شأنه أن يصبح تحديا استراتيجيا في المدى البعيد. تنطوي السياسة الحالية على اعتراف بحماس كحقيقة قائمة، تعزز مكانتها في الساحة الفلسطينية (اساسا قبيل “اليوم التالي” لابو مازن)، وتقلص امكانية الاحتجاج الجماهيري ضدها والاحتمال لعودة السلطة الى القطاع.

تقف اسرائيل في غزة امام معضلة بين بديل سيء واسوأ، وامام مشكلة متعاظمة ليس لها حل سحري. فاتخاذ نهج متصلب وجباية ثمن من حماس على الرفض وعلى الخرق للتسوية (في الضفة ايضا) ستجر على ما يبدو احتكاكات امنية في القطاع ولكنها كفيلة بان تعزز الردع تجاه منظمة الارهاب وتفاكم العلاقات بينها وبين الجمهور الغزي وتشوش مساعي تعاظم القوة لديها في طريقها لان تصبح مثابة “حزب الله على الحدود الجنوبية لاسرائيل”.

وفوق كل شيء، مطلوب تحسين قدرة التحليل الاسرائيلية لمنطق حماس. فالحديث يدور عن جهة تحركها قوة السعي الى العمل والى الاشتباك لغرض تحقيق اهدافها الايديولوجية بعيدة المدى. حماس تسمح بين الحين والاخر بفترات هدوء – مثل الان، بدوافع مصلحية، ولكن تطلعها المركزي ليس للحياة الطيبة والهادئة للفلسطينيين، هذا اعتبار وليس اضطرار، وصعب على اسرائيل احيانا ان تفهم “الاخر” الذي يحركه عالم قيم مختلف، وبخاصة عالم مفعم بالحماسة الايديولوجية.

ان نموذج التسوية المترسخ في غزة، بالتالي، ليس مثابة ضمانة الا  تخرق حماس مرة اخرى التفاهمات في ضوء اعتباراتها، وتخرج الى المعركة حين تكون هذه المرة  قوة الاصابة لاسرائيل والمفاجأة من شأنها ان  تكون أليمة اكثر من الماضي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى