يديعوت: نجاح زيارة الرئيس السوري الى الولايات المتحدة قدم فيها أجوبة لمسائل معقدة

يديعوت 13/11/2025، سمدار بيري: نجاح زيارة الرئيس السوري الى الولايات المتحدة قدم فيها أجوبة لمسائل معقدة
صورة الرئيس السوري (المؤقت، كما يعرف) هو نفسه أحمد الشرع يرتاح على أريكة في جناح الفندق الفاخر سانت ريجيس في واشنطن قبيل اللقاء مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض تروي القصة.
حتى قبل أقل من سنة لم يكن الشرع يعرف الا باسمه السري، الجولاني، وعلى رأسه عرضت جائزة 10 مليون دولار. والان تلتقته الكاميرا ينظر بتركيز في لوحة شطرنج. عند التصوير لم يكونوا يعرفوا في الجانب السوري اذا كان البيت الأبيض، الذي ابعد وسائل الاعلام وأصر على ادخال الشرع من باب جانبي، يعتزم نشر صورة من اللقاء. ووجدت الصورة النور فقط عندما اجرت “واشنطن بوست” مقابلة مع الرئيس السوري بمعنى ان كل الأطراف استعدت لجملة من الإمكانيات.
تبين الرئيس السوري بانه في غاية الذكاء. فقد جاء الى الحدث مسنودا بدعم السفير الأمريكي في تركيا، توماس براك الذي هو أيضا المبعوث الخاص لشؤون سوريا، ووزير الخارجية التركي هكان فيدان، رجل سر مركزي للرئيس اردوغان، الذي “قفز فجأة” الى واشنطن. الشرع قدم عرضا. فهو يعرف كيف يبتسم في الأماكن الصحيحة لكن أيضا أن يكون متصلبا عند الحاجة، في ظل اظهار التفهم لكل الأطراف بالطبع. عندما سأله الصحافيون الامريكيون كيف يواجه الادعاءات عن المذابح بالعلويين في سوريا – أبناء طائفة الرئيس السابق الأسد – والأقلية الدرزية، أجاب بدبلوماسية: “نحن نوجد فقط في بداية المسيرة، مصممون على توحيد الشعب”. وعندما طلب الصحافي الذي قابله ان يسمع عما يحصل في الساحة مع إسرائيل تلقى جوابا قاطعا: “نحن نجري حوارا مباشرا”. هذه هي الكلمات، دون إبقاء وسائل الاعلام في العاب التظاهر، بصراحة مفاجئة، دون محاولة إخفاء لقاءات الوزير السابق رون ديرمر مع وزير الخارجية السوري حسن الشيباني. ويوجد أيضا طيف: فقد اختار الا يستخدم العبارة الدائمة التي تنسب دوما لإسرائيل: “الكيان الصهيوني”.
واشنطن الرسمية وان كانت منفعلة لشخصية الرئيس الجديد الا انها لا تزال لم تشطب الشبهات حول نواياه الحقيقية. فحتى بعد أن منح مقابلتين صحفيتين تم اختيارهما بعناية، الأولى لـ “فوكس نيوز” – حبيبة الرئيس دونالد ترامب والثانية الأكثر إثارة للاهتمام “الواشنطن بوست” التي شنت حرب إبادة ضد سلفه في المنصب بشار الأسد – لا توجد صورة واضحة من هو وما هي نواياه. الشرع لم يهجر بعد حلمه في أن يجلب الأسد الى محاكمة عامة في دمشق بتهمة قتل عشرات الاف المواطنين السوريين. الرئيس بوتين رفض طلبه بدعوى “منحت بشار لجوءاً سياسيا”. الشرع سيواصل الانتظار. عندما طلب الصحافيون ان يسمعوا عما يفكر الرئيس السوري بشأن عمليات البرجين التوأمين في نيويورك في 2001 والتي نفذها تنظيم القاعدة الذي كان الشرع ينتمي اليه، غطى وجهه بتعبير لبق وأعلن: “كنت في تلك السنة ابن 19 فقط ولم أكن انتمي في حينه الى القاعدة”. وذروة الذرى: اعلن الشرع بانه سينضم الى التحالف الدولي في الكفاح ضد داعش، تنظيم الإرهاب الذي نشأ منه.
قبل يومين من سفر الشرع الى واشنطن أمر الرئيس ترامب بإلغاء بنود “قوانين قيصر” التي فرضت على الرئيس السوري وعلى وزير الداخلية أنس خطاب بسبب انتمائهما لتنظيم إرهابي ومنع دخولهما الى أمريكا. كما أن الجائز المالية على رأسيهما اختفت. لكن ليست كل بنود القانون الأمريكي، التي جاءت أصلا في اعقاب التعذيبات في سجون نظام الأسد، الغيت. عشرات المستثمرين والشركات الامريكية بانتظار الغاء العقوبات الاقتصادية على الدولة كي يبدأوا بالاستثمار في إعادة بناء سوريا وبيع البضائع والخدمات المختلفة للدولة.
وزير الخارجية الشيباني وصف اللقاء في البيت الأبيض كـ “تاريخي”. وبالفعل، لا يمكن للمرء الا يتأثر من استقامة الشرع، وهذا بالتـأكيد ليس سمة سائدة لدى زعماء العرب ومن حقيقة أنه نجح في ان يصد خطط ترامب لضم سوريا الى اتفاقات إبراهيم. في هذه الاثناء، فانه يوضح بكلمات جلية، ستكون فقط اتفاقات امن، “وعلى الجيش الإسرائيلي أن يرفع سيطرته عن الأراضي السورية”. كان مشوقا ان نرى انه لم يقدم بعدم قولا واضحا عن الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان. اما مستشاروه الكبار فلا يترددون بالوعد: “هذا لا بد سيأتي”.



