ترجمات عبرية

يديعوت: نتنياهو يفقد السيطرة

يديعوت 2023-06-17، بقلم: سيما كدمون: نتنياهو يفقد السيطرة

من هم المتمردون (الخونة، الفارون)؟ هذه هي المسألة التي يجري الحديث فيها في الساحة السياسية. من كان الأربعة، وربما اكثر، من بين أعضاء الائتلاف، ممن دخلوا، الأربعاء الماضي، خلف الستار وصوتوا إلى جانب كارين الهرار مندوبة المعارضة في لجنة اختيار القضاة.

أناس المعارضة، الذين يبدو أنهم يعرفون السر، ملؤوا أفواههم بالماء. على وجوههم كانت ابتسامة خفية معناها: سرهم محفوظ معنا. وكأن هذا هو الرمز السري لحقيبة السلاح النووي. إذاً، بداية يجب استيضاح ماذا يعني الخونة حقا. ومن خانوا. هل خانوا رئيس الوزراء الذي جرّ خلف شركائه كي ينفذ مناورة التصويت “مع وضد” من خلال ترشيحين بنية ألا ينتخب أي منهما فتتأجل الانتخابات إلى ما بعد نحو شهر؟ إذاً، هذا هو، ليس مؤكدا. ثمة من يعتقدون، وليس بدون منطق، أن نتنياهو نفسه كان بين أولئك “المتمردين” وصوت للهرار؟ لكن الحقيقة هي أن أحدا لا يعرف لمن صوت نتنياهو بالضبط مثلما لا يعرف احد ما الذي يريده. فلعله هو نفسه أيضا لا يعرف.

كشفت الأحداث في الكنيست عن حقيقة أنه يعمل في الائتلاف، اليوم، معسكران ذوا مصالح متناقضة. أمام نتنياهو ينمو مركز قوة مع مصلحة مختلفة عن مصلحة رئيس الوزراء، بما في ذلك حليفه حتى وقت غير بعيد، يريف لفين، وشريكاه الائتلافيان سموتريتش وبن غفير. إذاً، ضد من كان التمرد الذي نفذ في صندوق الاقتراع؟ ضد نتنياهو الذي قد يكون انتخاب الهرار بالذات مناسبا لإرادته أم ربما ضد لفين الذي يتعاظم الغضب تجاهه داخل “الليكود” وثمة من يتمنون استقالته؟

من الخطأ التفكير بأن نتنياهو سياسي موهوب، فهو ليس كذلك. “رأيته في لجنة الخارجية والأمن هذا الأسبوع”، يروي احد ما. “رأيت رجلا لامعا، ذكيا، يفهم في الأمن وفي السياسة، رجلا على المستوى الأعلى”. أما بعد يومين، يقول، “رأيت الرجل إياه وقد ضرب رأسه في ثلاث أشجار مثل آخر الأغبياء. من الهذيان التفكير بأنه الرجل ذاته”.

يجدر بالذكر أن السيرة الذاتية لنتنياهو لم تتضمن أبدا منصب نائب عادي. فدوما كان إلى جانبه أناس أداروا له الشؤون السياسية، والكل يمكنه أن يشهد انه يمكن خداعه بسهولة. وإذا كان هناك أحد ما يعرف هذا بشكل افضل من الجميع، فهو لفين، الذي كان هناك في موقف المخادع ويعرف ميل نتنياهو للتأجيل قدر ما يستطيع. قبل يوم من التصويت حاولوا في الائتلاف تأجيل التصويت لساعات الليل. من منع هذا كان الكين الذي ادعى أمام مسؤولي المعارضة بأنه محظور إعطاء نتنياهو يوما إضافيا للعمل على هذا. يجب حشره في الزاوية، قال الكين، الخبير في شؤون البيبية، فسار لبيد معه.

بدلا من العمل قبيل التصويت مع النواب، انتظر نتنياهو. أما في المعارضة بالمقابل، فقد لاحظوا في أوساط الائتلاف أناسا مع أسباب ومصالح للتصويت معهم. من عمل معهم، كان ميراف بن آري، زئيف الكين، حيلي تروبر والمحامي رونين افياني. في الوقت ذاته عمل لابيد على رص صفوف المعارضة انطلاقا من الفهم بأنه لن يجدي نفعا إذا ما جلبوا أناسا من الجانب الآخر بينما في جانبه كسر الناس الخطوط.

خطـأ نتنياهو الأساس كان انه لم يجبر نفسه على أن يقرر قبل أسبوع ما الذي يريده. فلو أعلن انه معني باختيار مندوب من المعارضة ومندوب من الائتلاف، لما سجل احد للتنافس. ولا حتى تالي غوتليف. لم يفعل نتنياهو ما تفترض القواعد فعله في أوضاع كهذه: أخذ القرار للتصويب على الهدف. ولكن في الائتلاف لم يتخذوا القرار، ولم يعملوا بشكل مرتب، فخرجت كل القصة عن السيطرة. ناور نتنياهو ألا يقرر مسبقا بشأن المندوبين، واحد مقابل واحد، حيث قالوا له، إنه لا بأس في أن يسجل الناس انفسهم للتنافس، ففي الحد الأقصى سنختار لاحقا.

لكن عندها جاء يوم التصويت وخرج كل شيء عن السيطرة. رفضت غوتليف سحب ترشيحها. وخوّف لفين وشركاؤه نتنياهو من أنه إذا توجه الآن إلى الانتخابات فإنه سيحصل على غوتليف. ومن هنا وُلد لقاؤها الهاذي مع نتنياهو الذي انتهى بالفشل. وساهم بن غفير بدوره حين قال، انه إذا انتخبت غوتليف بدلا من اسحق كرويزر فسيكون هذا خرقا للاتفاق معه.

ادعى احد ما على مسمعي بأن حقيقة أن نتنياهو رافق سارة زوجته إلى المطار بينما دارت في الكنيست كل هذه الجلبة، تثبت بأنه شعر أن كل شيء تحت السيطرة. لم اتفق معه. ربما ببساطة نتنياهو تحت سيطرتها أكثر، كما اقترحت.

لا يوجد، اليوم، إلى جانب نتنياهو شخص واحد لديه الفهم والرغبة في أن يساعده حقا دون أن يتزلف له. لم يسبق أن كان مثل هذه الثلة الضعيفة حول رئيس وزراء تجعله رهينة أناس مع أجندات أخرى. لو كان إلى جانبه احد ما كهذا لأخذ صفحة وأراه رقميا بأن غوتليف ببساطة غير ذات صلة، وانه لا توجد حالة تنتخب فيها.

كذبوا عليه، خدعوه، وكشفوه في ضعفه وانعدام سيطرته. نتنياهو، اليوم، يدفع كل الأثمان. أُهين، وأدخل نفسه في ورطة في الوقت ذاته. بسبب تجميد المحادثات، حتى لو كانوا مع المحادثات وتوصلوا إلى تفاهمات، لن يتمكنوا من التشريع في دورة الصيف، وسيكون طلب اليمين تشريعا أحادي الجانب. إذا فعل هذا فستتفجر المحادثات. ما يمكن لنتنياهو أن يفعله كي يسيطر على الفوضى هو أن يقرر بسرعة انتخابات استكمالية لأجل تشكيل لجنة انتخاب القضاة. لا حاجة لانتظار شهر. قد كان هذا هو الطريق للخروج من المتاهة.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى