ترجمات عبرية

يديعوت – ناحوم برنياع يكتب – حان وقت الحسم

يديعوت– بقلم ناحوم برنياع – 23/3/2021

” اربع جولات انتخابية في غضون سنتين هي إساءة للديمقراطية الإسرائيلية. الرد السليم على هذه الإساءة هو عدم التوجه الى البحر – الرد السليم هو معاقبة من تسبب بها في صناديق الاقتراع “.

سيتوجه الكثيرون اليوم الى صناديق الاقتراع مثلما توجهوا الى حقنة التطعيم الاولى. بخليط من الخوف، الامل، الغضب الكبير والاحساس بالواجب الوطني. لست واثقا من ان تنير النتائج هذه المرة الوجه لهم: يتبين أن من الاسهل ايجاد تطعيم لوباء الكورونا من ايجاد تطعيم لوباء يضرب الساحة السياسية في اسرائيل.

في الانتخابات يوجد دوما شيء ما احتفالي: يوم العطلة، لقاء الناس في الحي على طول الطابور، الصفوف المزينة في المدرسة، الاحتفال القصير الذي يمنح حقا متساويا للجميع، يهودا وعربا، فقيرا وغنيا، شيخا وشابا. هذه المرة لا يمكن للاهالي أن يأخذوا ابناؤهم الى ما وراء الستار، بسبب الكورونا. بلا مفر سنكتفي باحتفالية اقل، ولكن عن حق الاقتراع لن نتنازل. اربع جولات انتخابية في غضون سنتين هي إساءة للديمقراطية الإسرائيلية. الرد السليم على هذه الإساءة هو عدم التوجه الى البحر – الرد السليم هو معاقبة من تسبب بها في صناديق الاقتراع.

لندع الماضي للحظة – المستقبل هو ما ينبغي أن يشغل بالنا. مطلب واحد مشترك لكل الناخبين الذين سيتوجهون اليوم الى صناديق الاقتراع: ان تولد الجولة الحالية حكومة مستقرة، مقبولة على معظم الجمهور، تكون قادرة على اتخاذ القرارات والاستدامة. هذا هو الاختبار الأول.

رئيسا الحزبين المتصدرين، نتنياهو من جهة ولبيد من جهة، عرضا على الناخبين شعارين مختلفين. شعار الانتخابات لليكود كان: حكومة يمين على المليء. شعار الانتخابات لـ يوجد مستقبل كان “حان الوقت لحكومة سوية”. شعاران جميلان، حادان، واضحان، تستحقهما كل نفس. ولكن توجد فقط مشكلة واحدة: كلاهما كاذبان.

عندما يتحدث نتنياهو عن “حكومة يمين على المليء” فهو يقصد حكومة تتشكل من الليكود، من الحزبين الحريديين، من كهانيين سموتريتش وبن غبير ومن يمينا بينيت. مع جهد قليل آخر وحظ قليل آخر، فان جملة هذه الأحزاب كفيلة بان تحصل على 61 مقعدا.

المشكلة هي انه لا يمكن إدارة حكومة تعتمد على 61 مقعدا. في ائتلاف ضيق كهذا كل نائب هو  ملك، كل نزوة غبية هي هزة أرضية. الوضع خطير بشكل خاص عندما يكون جماعة سموتريتش، بن غبير وآفي ماعوز يمسكون في ايديهم مصير الحكومة. الكهانيون يدخلون الحكومة ليس فقط كي يجلسوا على كراسي من جلد الغزال ويتلقون الرواتب والسيارات، جيش من المساعدين والموازنات لتمويل مؤيديهم. توجد لهم اجندة. هم، وليس نتنياهو، سيعرفون في حكومة  الـ 61 ما هو اليمين. يمينهم واضح جدا: أولا، حرية العمل للارهاب اليهودي في المناطق؛ ثانيا، إبادة الجهاز القضائي؛ ثالثا، ابرتهايد في داخل إسرائيل، فصل عنصري في المستشفيات، في الجامعات، في خدمة الدولة، في الجيش الإسرائيلي؛ رابعا، تمييز في النوع الاجتماعي؛ خامسا، سيطرة الدين بصيغته الحريدية القومية. هم لا يلعبون.

افترض أن نتنياهو يعتقد ان بوسعه أن يقيم حكومة بمساعدتهم. وبعد ذلك عندما تكون الحكومة حقيقة قائمة، يمكنه أن يجلب بدلا منهم واحدا أو اثنين من الأحزاب التي توجد خارج كتلتهم. سيناريو كهذا كان يمكن ان يكون معقولا لو لم يحرق نتنياهو علاقاته مع زعماء كل ا لاحزاب الأخرى، من اليمين ومن الوسط. وهو رهينة في ايدي الكهانيين. عندما أسمع نتنياهو يستجدي الناخبين للتصويت لهذه القائمة، فيما يعد باخضاع جهاز التسفير الهائل الذي سيشغله الليكود اليوم لاحتياجات القائمة، أتساءل لمعرفة ماذا يفكر الناخبون المخلصون لليكود عن زعيمهم. هل هم أيضا اصبحوا كهانيين.

اما شعار لبيد فمدحوض هو الاخر، لاسباب أخرى. لنفترض للحظة ان كتلة فقط لا بيبي ستحصل على اغلبية في الانتخابات اليوم. ولنفترض ان كل إعلانات المقاطعة المتبادلة ستشطب دفعة واحدة، بينيت يوافق على الجلوس مع منصور عباس وايمن عودة، ساعر، بينيت ولبيد يتوصلون الى  مرشح متفق عليه لمنصب رئيس الوزراء ويوصون به كرجل واحد لرئيس الدولة فكيف ستؤدي الحكومة مهامها عندما تنتهي احتفالات طرد نتنياهو من بلفور، كيف ستتغلب على الازمات، كيف ستحافظ على سواء العقل. ليس عندي جواب جيد على هذه الأسئلة. ولست واثقا انه يوجد للبيد.

في الدائرة الداخلية، في داخل كتلة الوسط – اليسار، توجد الأحزاب المترنحة. ازرق ابيض وميرتس شرعا في حملة صرخة نجدة. عمليا قالا للناخبين: لا تنتخبونا لأننا جديرون بذلك؛ انتخبونا لانكم اذا لم تفعلوا ذلك فكل الكتلة ستسقط ونتنياهو سينتصر. وقد جعلوا الناخبين رهائن.

لم يكن لهم مبرر: هذا ما تفعله الأحزاب عندما تقف على شفا الهوة. لا يوجد شرف عظيم في هذه الخطوة، ولا مستقبل لامع أيضا. المسكنة لا تصنع سياسة.

يحتمل أن يكون البطل المأساوي لهذه الانتخابات هو بينيت. فقد سعى لان يصل  الى يوم الانتخابات بصفته لسان الميزان: الوحيد الذي يمكنه أن يختار مع  أي كتلة سيسير الى الحكومة. في اللحظة الأخيرة أصيب بالفزع. التزامه الاحتفالي الا يجلس تحت لبيد ذكر بحلاقة شنب عمير بيرتس. بحيلة واحدة فقد أيضا الناخبين الذين ملوا نتنياهو وكذا الناخبين الذين أملوا في أن يدخل بقوة الى داخل حكومة نتنياهو. مثلما في القصة القديمة عن جورج برناردتشو والسيدة إياها، بات الناخبون يعرفون ما هو. والسؤال هو فقط كم سيكلف هذا.

هذه السيناريوهات بشعة جدا، ولكنها فقط سيناريوهات: المفاجآت يمكن أن تحصل. وهذا سبب آخر الا نتخلى عن الحق للتوجه والتصويت.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى