ترجمات عبرية

يديعوت: موت الإحساس تجاه مغنيستو يفضح العنصرية الإسرائيلية

يديعوت 2023-01-19،بقلم: حن آرتسي سرور: موت الإحساس تجاه مغنيستو يفضح العنصرية الإسرائيلية

في النهاية، تكون هذه هي المشاعر. في المكان الذي يوجد فيه تضامن يجب أن نتصور مواطنا كـ”واحد منا”. كابننا جميعا، إن شئتم، لكن ابرا منغيستو لم ينل في أي يوم مشاعر جماهيرية منذ أن وقع في أسر “حماس”، منذ اكثر من ثماني سنوات. وعليه، فإنه عندما تطوعت “حماس” بتحرير شريطه كان سهلاً جداً التشكيك في ذلك، ووضع علامة استفهام فورية حول مصداقية الشريط، والتلبث في الرد الرسمي، والغموض، والخداع، والنبرة المتدنية. فقط كي لا يغضب احد، وحتى لا نوقظ الجمهور من سباته.

ليس لابرا منغيستو حظ. فقد ولد للعائلة غير الصحيحة، وللطائفة غير الصحيحة، باللون غير الصحيح وبالحالة الصحية غير المناسبة. كرجل سليل أثيوبيا من عائلة مهاجرين كادحة يعيش مع مرض نفسي، ليس لابرا أي فرصة. من يرى ألمه؟ أي أم أو أب يمكنهما أن يتنقلا بين استديوهات التلفاز؟ من سيوافق على تسميته ابنا ضائعا دون مكتب إعلانات؟ في دولة تقدر قيمة العائلة كل غريب فيها أخ، كل جندي هو ابن، لكن أبرا غير مرئي.

جلدته القاتمة تجعله لا يرى، وعليه ففي لحظة دراماتيكية بهذا القدر أيضا، حين تتلقى عائلته إشارة حياة ذات مغزى، وترى عيني الابن الضائع، تدحر القصة إلى الهوامش. لم تصرخ العناوين الرئيسة، ولم ينشد الفنانون الأناشيد، ولم يعد احد الأيام.

انغلاق القلب، العمى، ليسا فقط تجاه الإنسان – ابرا منغيستو وأبناء بيته – بل تجاه طائفة سليلي أثيوبيا كلهم. بينما تتجول طائفة كاملة منذ يومين بعاصفة نفسية، بتحفز، بتوتر وبترقب، نحن في طمأنينة نفس. والألم والنهاية هما ليسا فقط تجاه ابرا وتجاهل وضعه بل تجاهل جماعة مقصية دوما في المجتمع الإسرائيلي، جرحها وألمها لا يعنيان أحدا.

يمكن أن ننتقد بشدة الشكل الذي أدارت فيه دولة إسرائيل تحرير الأسرى في الماضي. صفقة شاليت، حين حرر 1.027 سجينا مقابل الجندي جلعاد شاليت، كلفت دماء كثيرة عندما خرج “مخربون” من السجن، وعادوا إلى الإرهاب دون أن يرف لهم جفن. لكن كل من يبرر عدم الاكتراث الجماهيري والحكومي في وضع منغيستو بصدمة شاليت، يكذب في روحه.

على الدولة أن تتعلم الدروس، وان تبلور سياسة بل أحيانا أن تعمل بتصلب. لكن العقد غير المكتوب والمفهوم من تلقاء ذاته هو أن الجمهور هو الذي يفترض أن يكافح من أجل من يوجد في ضائقة. أن يرفع الوعي، أن يكون متضامنا، أن يحث تلك الدولة حقا. على الأقل أن يخلق روافع ضغط وحلولا بديلة. عندما يصم الصمت الأذان، من السهل جدا وضع سياسة متصلبة على ظهر الرجل الذي لا صوت له. على ظهر طائفة تعرف بأن لا سند لها. أبرا منغيستو هو مشهد لاذع للمجتمع الإسرائيلي. فهو يعكس بوضوح صامت العنصرية، الإقصاء وانغلاق القلب. لكن في النهاية لا يفترض بالإنسان أن يكون عديم العقل. في النهاية في عسقلان يوجد أب وأم ينتظران ابنهما، الذي يحتاج إلى المساعدة والى البيت. وهو في هذه اللحظة قيد الأسر الوحشي لدى “حماس”. العار كله لنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى