ترجمات عبرية

يديعوت – مشاركة الشباك ، مثال العنب والناطور ..!!

يديعوت– بقلم  ميخائيل ميلشتاين  – 5/10/2021

” اشراك الشباك في الكفاح ضد الجريمة في الشارع العربي كفيل بان يساعد في تخفيض مستوى لهيب التهديد. نجاح كهذا كفيل بان يشكل اساسا لمعالجة عميقة متعدد الابعاد “.

ان مسألة اشراك الشباك في الكفاح ضد الجريمة والعنف في المجتمع العربي تلمس المشكلة الاكثر اشتعالا من ناحية الجمهور العربي اليوم التي تثبت مكانتها كتحدٍ استراتيجي لعموم دولة اسرائيل. على هذه الخلفية  يثور جدال عميق في الجمهور العربي بين رافضي اشراك الشباك الذين يدعون بان هذا سيكون تراجعا الى عهد “الحكم العسكري” والذي سيترافق مع معاملة المواطنين العرب كـ “عدو”، وبين المؤيدين للفكرة الذين يعتقدون بان الدرك الاسفل الذي وصل اليه المجتمع العربي يفترض اتخاذ خطوات متطرفة وان كانت اشكالية باساسها ولكنها افضل من استمرار التدهور  الذي يفكك المجتمع العربي. 

ان معسكر الرافضين لزج الشباك في المعركة وان كانوا اكثر صخبا بكثير من اولئك المؤيدين، ولكن الاخيرين يحظون بتأييد هاديء وواسع في الجمهور العربي. والمجسد الاكثر اصابة لذاك النهج هو رئيس راعم منصور  عباس الذي اعلن مؤخرا: “اريد أن آكل العنب لا ان اقاتل الناطور” – وبتعبير آخر على الجمهور العربي أن يكون عمليا وواقعيا وان يفهم بان لا مفر من اشراك الشباك بقدراته المهنية في الكفاح ضد هذا الوباء الذي عطل  مراكز الحكم التي لم  تنجح في منعه حتى اليوم.

ان الحوار بشأن الشباك يعكس معضلة عميقة في الجمهور العربي بالنسبة لسلم الاولويات الجماعي: بين اولئك الذين يضعون المسائل السياسية على الرأس وبالتوازي ايضا يتمسكون بالمؤامرة القائمة على الارض وبموجبها الشباك هو في واقع الامر مصدر الجريمة في المجتمع العربي، بزعم أنه يعطي الرعاية لمنظمات الجريمة بل ويوجهها – واولئك الذين يعطون اولوية للمشاكل المدنية ومستعدين لتعاون مخترق للطرق مع اجهزة الدولة، بما فيها تلك الامنية. 

ان زج الشباكفي المعركة ضد الجريمة في المجتمع العربي يستوجب الحساسية والحذر  من جانب الدولة في ضوء حقيقة أن “اهداف” الكفاح هذه المرة هم مواطنون اسرائيليون.  على هذه الخلفية نوصي الا يكون الشباك في رأس حربة الكفاح الذي ينبغي ان تقوده الشرطة بل كجهة تساعدها وتركز  على مجالات توجد لها فيها  قيمة  اضافيه، وعلى رأسها الاعمال ضد حيازة او تجارة الوسائل القتالية. 

ان القيادة السياسية مطالبة بغلاف اعلامي  وثيق  بالخطوة التي  ترافقها شبهات وتخوفات عميقة في الجمهور العربي. في هذا الاطار  مطلوب  الشرح بان اشراك الشباك في الكفاح ضد الجريمة سيتم بحساسية شديدة وفي ظل الحرص على عدم المس بحقوق المواطنين العرب، ولكن ايضا بالايضاح بان هذه ليست “صيغة سحرية” ستؤدي الى اختفاء المشكلة وان تقليصها سيستغرق زمنا وسيكون مليئا بالتقلبات. 

ان اشراك الشباك بالكفاح ضد الجريمة في الشارع العربي كفيل بان يساعد في تخفيض “مستوى اللهيب” للتهديد، ولا سيما من خلال  المس بمنظمات الجريمة في المجتمع العربي. نجاح كهذا كفيل بان يكون اساسا لمعالجة عميقة متعددة الابعاد لظاهرة العنف في المجتمع العربي والتي ينبغي أن تتضمن اعمالا في مجالات التعليم، الرفاه، الاقتصاد، البنى التحتية والجيل الشاب وتترافق ودور فاعل للجمهور العربي وتعاون وثيق بينه وبين اجهزة الحكم بما في ذلك العمل على مبادرات للخدمة المدنية للشبان العرب وتجنيد واسع للمواطنين العرب في الشرطة. كل هذا كفيل بان  يساعد في وضع الاساس للتسوية ولصيغة العلاقات بين الدولة وبين مواطنيها العرب والتي لم تسوى بعد كما ينبغي منذ 1948. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى