ترجمات عبرية

يديعوت: ما يريده بايدن من جولته في الشرق الأوسط

يديعوت 2022-06-18، بقلم: ناحوم برنياع

مسكين جو بايدن، فبعد أقل من شهر يفترض أن يهبط هنا، وهو لا يزال ليس واثقاً من سيكون رئيس الوزراء الذي سينتظره في مطار بن غوريون. ليس اسماً واحداً يتعين عليه أن يحفظه عن ظهر قلب، ولا اثنان، بل ثلاثة: بينيت، لابيد، نتنياهو. لكل واحد منهم أعدوا في الـ “سي.آي.إيه” ومجلس الأمن القومي ملفاً مفصلاً. السيرة الذاتية، السياسة، الزوجة، الأولاد، النكات، ليس كل ما يضحك بينيت سيضحك نتنياهو.
إسرائيل هي المحطة الأقل أهمية في رحلته. منذ البداية كان الهدف واحداً: إقناع السعوديين بزيادة إنتاج النفط لديهم، على أمل أن يجروا وراءهم الدول الأخرى في الأوبك. فزيادة الإنتاج قبيل الخريف ستؤدي إلى وقف الارتفاع في أسعار النفط بل وربما إلى الانخفاض، عشية الانتخابات الوسطى في تشرين الثاني. بايدن، الذي دعا في حملته الانتخابية لمقاطعة السعودية، اضطر للتراجع. الرياض هي أزمته. السعوديون يبتزونه: فقد زادوا قليلاً الإنتاج بعد أن وعد بزيارتهم. بعد أن يصافح محمد بن سلمان، سيوافقون على فتح إضافي مقنن للصنبور.
حكومة إسرائيل سيسرها أن يقنع بايدن محمد بن سلمان ليضم السعودية لاتفاقات إبراهيم. ودعا غانتس إلى إقامة حلف كهذا في خطاب ألقاه، هذا الأسبوع. وسيطرح بايدن مسألة الحلف في محادثاته في الرياض، لكن احتمال أن يتلقى رداً إيجابياً يقترب من الصفر. السعوديون ليسوا ناضجين، وحكومة إسرائيل غير جاهزة لتدفع الثمن بتنازلات للفلسطينيين. بل إنها غير جاهزة لتبحث في هذا.
يأمل الأميركيون بأن يُنتزع من السعوديين إذن لطيران مباشر للمسلمين (من إسرائيل) إلى مكة في فترة الحج. بدلاً من السفر إلى السعودية بدائرة، عبر الأردن، سيطيرون من مطار بن غوريون. هذه ستكون هدية جميلة لمقترعي “الموحدة”. أما باقي الإسرائيليين فسيكونون أقل حماسة.
سيتصرف الرئيس الأميركي على نحو سليم إذا ما قلل الموعظة. أوباما أكثر من عمل ذلك، وحقق العكس. فقد كان سيأسر لباب الإسرائيليين لو كان بشرهم بإلغاء التأشيرات. لشدة الأسف، يده قصيرة.
سيكثر بايدن من الحديث في القدس، وفي الرياض أيضاً، عن المشروع النووي الإيراني. سيقول: إن المفاوضات عالقة. وهو لن يقول، لاعتبارات الكياسة: إن المفاوضات عالقة لأن الضغط الذي مارسته إسرائيل على الكونغرس أجبره على أن يبقي الحرس الثوري في قائمة منظمات الإرهاب. الإيرانيون شعروا بالإهانة أو تظاهروا بها، فهم فنانون في هذه اللعبة. عندما تعرضوا للشجب من وكالة الطاقة الذرية، شعروا بالإهانة وسارعوا لإطفاء الكاميرات في المواقع. إهانة كانت أم غير إهانة، حالياً لا اتفاق.
إذا كانت أحاسيسه السياسية لا تزال في افضل حال، سيشعر ببعض الندم لدى محادثيه الإسرائيليين. فامتداد المفاوضات لم يؤدِ إلى انهيار إيران اقتصادياً. وبغياب الاتفاق فإنها تدفع المشروع إلى الأمام. عملياً، يمكن للإيرانيين أن يتجاوزوا الـ 60 في المئة من التخصيب إلى 90 في المئة متى يشاءون. ولن يتطلب التنفيذ أكثر من شهر.
فهمت محافل رفيعة المستوى في إسرائيل أنها أخطأت: من الأفضل أن يوقع الاتفاق كما هو. على الأقل سنكسب تجميداً لسنتين. لا يمكن استبعاد إمكانية أن الموت قبل الأوان لعلماء نوويين في طهران لا يؤدي إلى تصفية المشروع. فلعله يطلق تلميحاً رقيقاً للإيرانيين: هيا، وقّعوا.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى