يديعوت: ما يحصل حاليا في الوسط العربي سينزلق في المستقبل الى الوسط اليهودي أيضا

يديعوت 11/12/2025آفي شيلون: ما يحصل حاليا في الوسط العربي سينزلق في المستقبل الى الوسط اليهودي أيضا
1-أحد الأمور الخفية عن العين في كل ما يتعلق بتعقيدات العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة يرتبط بانه بالنسبة لدول عديدة في العالم إسرائيل هامة ليس فقط بانها قوية بحد ذاتها بل وأيضا لكونها مفتاحا للبيت الأبيض. هكذا، مثلا، بعض من رغبة الرئيس المصري، السادات، بالتوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل كان يكمن في رغبته في التقرب عبرها من الولاياتا المتحدة. كما أن مفاوضات السلام التي اجراها الأسد الاب مع إسرائيل في التسعينيات كان يمكن فهمها أساسا كرغبته في التقرب من واشنطن عبر القدس وليس بالذات انطلاقا من تطلع صادق للتوقيع على اتفاق مع إسرائيل.
الاعتقاد بان إسرائيل هي المفتاح للولايات المتحدة يقوم أيضا على أساس أراء مسبقة بشأن القوة اليهودية في أمريكا وكذا على أساس تحليل عقلاني للواقعية السياسية، التي استوعبت القرب الحميم لإسرائيل من القوة العظمى الأكبر في المعمورة.
ما يجري تحت إدارة ترامب يغير الميل في هذا السياق أيضا. بمعنى، إسرائيل هي لا تزال الحليف الاستراتيجي الأقرب للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لكن تحت ترامب تصدعت قدرة الوصول الى أمريكا. فمثلا، كل زعيم عربي يريد أن يتقرب من ترامب – انظروا مثلا الجولاني في سوريا او أمير قطر – وللولايات المتحدة توجد مصلحة في العلاقات معه، يتلقى قدرة وصول مباشرة الى البيت الأبيض. التغيير في مكانة إسرائيل في البعد الأقل رواجا من شأنه ان يضعفها في المستقبل، وعدم القدرة على منع بيع طائرات اف – 35 للسعودية ولتركيا هو فقط الطرف البارز والاني لهذا الميل.
2-علم هذا الأسبوع بان إسرائيل ستطلب الغاء مكانة اللجوء للفلسطينيين الذين يسكنون في الضفة وفي غزة مقابل أن يسمح للسلطة بالمشاركة في إدارة القطاع. يوجد منطق جم في هذا مطلب الغاء مكانة اللاجئين الذين يعيشون عمليا في بلادهم وليس خارجها كلاجئين. لكن هذا المطلب لن يكون ذا مغزى الا مقابل استئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين. والا فان موضوع اللجوء سيبقى لعبة اتهامات تناكف بين الفلسطينيين، الذين يصرون على الحق في مكانة لاجيء حتى لابناء الجيش الرابع، وبين الإسرائيليين، الذين يصرون على الغائه دون إعطاء المقابل الوحيد الذي يمكنه أن يصفي هذه المكانة بالفعل: الاستقلال.
3-لقد بدأ تعيين دافيد زيني لرئاسة الشباك بطريقة إشكالية، في حديث قصير دار بين نتنياهو وزيني في السيارة، ناهيك عن ان زيني انزل بالمظلة على الجهاز من الخارج، الخطوة التي وان كانت حصلت في الماضي لكنها هي أيضا شاذة، إذ في الغالب يعين رؤساء الشباك من داخل الجهاز. وقد بلغت الأمور ذروتها عندما احتج رؤساء شباك سابقين ضد تعيين زيني مع تسلمه مهام منصبه. لكن اذا ما حاكمنا التعيين ليس من وراء نظارات سياسية واخلاقية نكتشف أن تعيينات غير عادية بالذات تنجح أحيانا في نفض الافكار التي أصبحت مقدسة رغم انها خاطئة. والمقصود هو القرار الجديد لاشراك الشباك في مكافحة الجريمة في الوسط العربي.
الجريمة في الوسط العربي تستوج معالجة عميقة وفورية قبل كل شيء لان العرب هم مواطنون لا يمكن ان يبقوا سائبين دون اهتمام سلطات القانون. كلما كانوا سائبين فانهم سيتنكرون للدولة اكثر. السبب الثاني هو ان ما يحصل الان في الوسط العربي سينزلق في المستقبل الى الوسط اليهودي أيضا. فالجريمة ليست أمرا يمكن حصرها في حدود ما، وبقدر ما تتعاظم الجريمة في الوسط ومن خلفها يتراكم مزيد فمزيد من المال، فانها بشكل طبيعي ستتجه الى الجمهور المستهدف التالي، الوسط اليهودي. ولما كان في الخلفية يوجد أيضا النزاع القومي فاننا نكون امام وصفة خطيرة لمستقبل الدولة وسكانها جميعا. كان يجمل بالشرطة وغيرها من السلطات أن تنجح في القضاء على الجريمة. لكن اذا كانت غير قادرة، فان مشاركة الشباك ستكون في صالحنا جميعا، عربا ويهودا على حد سواء.



