ترجمات عبرية

يديعوت: ما يجب أن تطلبه الولايات المتحدة من إسرائيل لتحقيق الاستقرار الإقليمي

يديعوت 2023-01-06، بقلم: أفرايم سنيه: ما يجب أن تطلبه الولايات المتحدة من إسرائيل لتحقيق الاستقرار الإقليمي

لا بد أن شريكي نتنياهو في الحكومة، الوزيرين سموتريتش وبن غفير، سيسارعان إلى تحفيز سياقات تجعل كل تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين متعذرة، وكدليل أولي على ذلك ما رأيناه، قبل ايام، في حجيج الوزير حديث العهد للامن القومي الى الحرم. هما سيعملان على تحطيم السلطة الفلسطينية، وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وضم كامل للضفة الى اسرائيل، ومنع كل امكانية للانفصال عن الفلسطينيين وتغيير الوضع الراهن القائم في الحرم منذ 1967. كل هذه، بمساعدة “حماس” و”الجهاد الاسلامي”، ستشعل في البلاد و”المناطق” نزاعا عرقيا – دينيا عنيفا، ستشعل العالم الاسلامي بنار كراهية لاسرائيل، وستعمق انعدام الاستقرار الاقليمي.

حتى لو لم يكن الشرق الاوسط في رأس اولويات الولايات المتحدة، فانها غير معنية بالتطرف الاقليمي، وبضعضعة الاستقرار في الدول التي بعضها هي حليفتها، كالاردن مثلا. كما أن نزاعا عنيفا على طول وعرض اسرائيل، وليس فقط في “المناطق”، يتعارض مع ما ترغب الولايات المتحدة في أن تراه. فالشراكة القيمية بين اسرائيل والولايات المتحدة والتي يمجدها الجميع سيتحداها جدا الواقع الذي ستخلقه اغلب الظن الحكومة الجديدة.

تقدم الولايات المتحدة بشكل دائم مساعدة عسكرية لاسرائيل بمعدل سنوي مقداره 3.8 مليار دولار. وتضاف الى هذه رزم مساعدة خاصة بمئات ملايين الدولارات، ولا سيما في مجال الدفاع ضد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية. في الامم المتحدة تتمتع اسرائيل باسناد أميركي تلقائي في كل التصويتات. موقف الأميركيين القاطع ضد ايران نووية يمنح اسرائيل اسنادا استراتيجيا من الدرجة الاولى في الموضوع الاهم لامنها.

تعطي هذه المساعدة السخية الولايات المتحدة حقاً اخلاقياً لتطالب اسرائيل الا تتخذ خطوات تتعارض نتائجها جوهريا مع المصلحة الأميركية. اما حجة “احترام الحكومة التي انتخبت هنا بشكل ديمقراطي” فلا تنطبق هنا، إذ ان الحديث لا يدور عن قرار لفرض الضريبة على حيوانات أليفة أو عن قرار عدم فرض ضريبة على مشروبات كثيرة السكر. فالخطوات موضع الحديث، ولا سيما في مناطق الضفة الغربية التي توجد من الان تحت صلاحية سموتريتش أو الحرم الذي يؤتمن بن غفير على ما يجري فيه، هي ذات تأثير متفجر في الدائرة الشرق اوسطية حيث توجد للولايات المتحدة مصالح واضحة متعلقة بالاستقرار وبالسلام. على هذه المصالح يفترض بالادارة أن تدافع حتى لو كانت الاغلبية في الكنيست تعتقد خلاف ذلك. لكن في الجمهور الاسرائيلي ايضا لا تتمتع خطوات الوزيرين المتطرفين باجماع وطني واسع. اسرائيل منقسمة الى قسمين، واحترام الديمقراطية الاسرائيلية معناه ايضا احترام ارادة النصف الذي ليس في الحكم الان.

وعليه، فان على الادارة في واشنطن ان تطلب من حكومة نتنياهو الجديدة ثلاثة امور اساسية. أولا – وقف الضم الزاحف. ليس فقط الامتناع عن خطوات ادارية معناها ضم الضفة الغربية لاسرائيل بل ايضا الامتناع عن توسع المستوطنات وتبييض نحو 200 مزرعة وبؤرة غير قانونية. ثانيا، على اسرائيل أن تسمح بوجود وعمل السلطة الفلسطينية. في مجالات اخرى ليس فقط في الامن، يوجد تعاون هو بركة للطرفين – وعلى اسرائيل ان تحترم التزاماتها المالية للسلطة والا تستخدم وقف اموال الضرائب التي تجبيها كي تخنق وتشوش عمل السلطة. وثالثا، اسرائيل ملزمة بان تحافظ على الوضع الراهن في الحرم والا تخرقه باستفزازات متطرفين وذوي مصالح سياسية. الوضع الراهن منصوص عليه في الاتفاقات بين اسرائيل، الاردن، والولايات المتحدة ولا يوجد موضوع اكثر تفجرا منه في العالم الاسلامي.

مطالب كهذه، اذا ما جاءت من واشنطن ستكون الفعل الاكثر تأييدا لاسرائيل في هذه الساعة.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى