ترجمات عبرية

يديعوت: ليس حسم الناخب وإنما هدم نظام الحكم

يديعوت 2023-01-16، بقلم: شمعون شيفر:يديعوت: ليس حسم الناخب وإنما هدم نظام الحكم

1. حاليا لا يمكن أن نعرف كيف ستنتهي الحرب التي تدور رحاها بين حكومة اليمين الممالئة لنتنياهو وبين اكثر من نصف الشعب الذي نهض للدفاع عن حقوقه الأساس. لكن بعد أسبوعين من قيامها وفرت لنا عناصر الحكومة دليلا دامغا بأنهم لم يتميزوا بلياقات الحكم: فهم لا يأخذون أسرى، ويطلقون النار بلا تمييز. بتسلئيل سموتريتش غرد ضد رئيس الأركان أفيف كوخافي الذي ينهي ولايته غدا، في أنه “تشوش ونسي بأن إسرائيل هي دولة يوجد لها جيش وليس جيش توجد له دولة”. ونزل ياريف لفين باللائمة على رئيسة العليا استر حايوت، وبعده سمحا روتمن الذي دعاها إلى لجنة الدستور كي تبسط هناك حججها ضد الإصلاح القضائي. هم يثبتون بأن لا رب لهم.

الحقيقة، نحن تشوشنا، إذ لم نفهم بأننا بمفاهيم عديدة فقدنا الدولة، بل وحتى لم ننتبه. نتنياهو يعطي ضوءا اخضر لسموتريتش، ولفين وبن غفير لتطبيق خطة مرتبة لضم الضفة وتحويل الحكومة إلى سلطة واحدة. وكل ما تبقى – حكيم.

2. لقد كانت النزاهة ملزمة بأن نمتدح الخطة الاقتصادية التي عرضها نتنياهو وسموتريتش، وألا نسارع إلى وصفها كعديمة القيمة. ماذا أردتم، أن بعد بضعة أيام من الولاية أن يعرضوا خطة ثورة؟ لكن ماذا مع النزاهة الملزمة من ناحيتهم؟ لماذا امتنعوا عن الذكر أن أسلافهم تركوا لهم مليارات من الفوائض في صندوق الدولة وليس انكسارا اقتصاديا؟

3. نتنياهو بطل في ضرب أمثلة تاريخية، أو اقتباس زعماء بهدف إثبات فكره – والتي أحيانا، بعد دقيقة قصيرة، يتبين بأن لا أساس لها في الواقع. الآن، جند رئيس الوزراء الفيلسوف من القرن الثامن عشر كي يبرر عمل حكومته. غير أن مونتيسكيو هو الذي قال أيضا، انهم “لأجل ألا تتمكن القوة من التنكيل، فإن القوة ملزمة بأن توقف القوة”، وكذلك: “فساد الحكومة يبدأ دوما تقريبا في إفساد المبادئ التي أقيمت عليها”.

ما يحصل عندنا ليس “حسم الناخب”، بل هدم المبادئ التي قام عيها نظام الحكم عندنا.

4. باتي ديفز، ابنة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان اقترحت هذا الأسبوع على الأمير هاري بأنه كان من الأفضل له لو كان اختار الصمت على نشر كتاب عن كل ما حصل بينه وبين الأسرة المالكة البريطانية. في مقال نشر في “نيويورك تايمز” كشفت النقاب عن أنها اعتذرت من أبيها قبل موته على نشرها كتابا كشفت فيه كم كانت عائلتها ممزقة. “طريق الحقيقة مخادع”، كتبت ديفز. “الحقيقة كما فهمناها في شبابنا مختلفة عن الحقيقة في كبرنا، وبالشكل الذي يرانا فيه الآخرون. وليست كل الحقيقة يجب أن تقال لكل العالم”.

وأنا اتفق جدا مع هذه المشورة.

5. بعض من معارفي قالوا لي، انهم يعتزمون المشاركة في التظاهرة التي جرت، امس، لأنهم يشعرون بأنه “بلغ السيل الزبى”. في نهاية الأسبوع، التقيت شخصية وصلت إلى موقع دولي رفيع، قال، انه يتضامن تماما مع أهداف المتظاهرين. قصته الشخصية تشهد على الشرخ العميق الذي يتم عندنا: في سن الخامسة، في القطار الأخير الذي انطلق من هولندا في الحرب العالمية الثانية نقلت مع عائلته إلى معسكر الإبادة برزيان في تشيكوسلوفاكيا. وروى انه ذات يوم نجح في أن يتسلل إلى المطبخ في المعسكر ويسرق تفاحة حمراء. “أين جئت بهذه”، سألته امه. “سرقتها من المطبخ”، أجاب. “إذن، ارجعها على الفور”، قالت له. الآن، في التظاهرات والشبكات الاجتماعية، شخص كهذا قد يسمى “خائنا”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى