ترجمات عبرية

يديعوت: لن تكون إسرائيل بعد الانتخابات يهودية أو ديمقراطية أو صهيونية !

يديعوت 2022-09-20، بقلم: ناحوم برنياع

أتذكرون اليافطات الكبرى على طول أيالون، بطول خمسة طوابق، في الجولة الأولى او الثانية مع صور مشتركة مع ترامب ونتنياهو، بوتين ونتنياهو؟ أتذكرون الشعار الرائع الذي رافقها، مستوى آخر؟ لم افحص في مقر انتخابات “الليكود”، ولكنني يمكن ان أخاطر وأخمن بأن سيتخلى نتنياهو هذه المرة عن رفقتهما.

غزو أوكرانيا، الفعلة الفظيعة، الخراب، الإخفاقات العسكرية، التعابير اللاسامية، بعثت بالصور مع بوتين الى المجزرة. كما بعثت الى المجزرة أيضا الصور مع ترامب: الخسارة في انتخابات الرئاسة، والمحاولة الفاشلة للسيطرة على مبادئ الكونغرس، المكتشفات من داخل البيت الابيض وتحقيقات الـ “اف.بي.اي”، كل هذه استبعدت ترامب ايضا مرشحاً لبوستر.

سيقف نتنياهو، هذه المرة، على الحيطان وحده، بمستوى، وكبديل يمكنه أن يتصور ايضا مع من يوجد معه حقا على الملعب. اذا كان عومر عندي يمكنه ان يرتدي قميص ميسي الممتلئ عرقا، يمكن لنتنياهو أن يرتدي قميص بن غفير. ولا يحتاج الا أن يطلب.

دعاية الانتخابات قصة يرويها السياسيون لأنفسهم. لا أحد لا يأخذ ما يقولونه على محمل الجد، بما في ذلك اولئك الذين يتذنبون وراءهم. لن يشطب نتنياهو غلاء المعيشة، ولن يدمر النووي الايراني، ولن يخفض سعر الشقق، ولن يمول الحضانات من عمر صفر. تتطلب القرارات في هذه المواضيع تخطيطاً للمدى البعيد، واستقراراً سياسياً، وجدول اعمال متفرغاً ولقاء معطيات اقتصادية واجتماعية ليس للحكومة سيطرة عليها. اما نتنياهو فينثر الوعود فقط كي يبدو متفائلاً، نشطاً، ومنتصراً. هذه وعود في الهواء. أتذكرون الوعد الاكبر عشية الجولة الثالثة، لضم غور الاردن والمستوطنات اليهودية في كل مناطق الضفة؟ ذات يوم استدعينا على عجل لمؤتمر صحافي عاجل على سطح فندق كفار همكابيا. لاعتبارات امنية بعثونا الى درج الطوارئ، حيث هناك سلم حديدي يتسلق المبنى من الخارج. استُدعي الوزراء والنواب من “الليكود” هم ايضا على عجل، ولم تكن لديهم أي فكرة. في غرفة أعدت على عجل، بين شبكات الكهرباء وخزانات المياه الشمسية، عرض نتنياهو خريطة ملونة للأرض المضمومة. خريطة رسمت بإهمال، من لحظة الى لحظة. من رسمها لم يكن لديه اي فكرة عن المنطقة.

ما لم نعرفه في حينه هو أن نتنياهو طلب إذناً أميركياً بالضم. ديفيد فريدمان، السفير في إسرائيل، كان الوسيط. كوشنير، صهر الرئيس، قال لا. كانت له خطط اخرى. ترامب قال لا، وغضب على أن نتنياهو غطى عليه في الحدث في البيت الابيض. رفض نتنياهو المساومة. عول على الضغط الذي سيمارسه الافنجيليون على ترامب. في النهاية استسلم. في الجولة الحالية أيضا ينثر الوعود. في هذه الاثناء، لا يذكر اي منها الضم.

وعود لا تقل هزالاً يطلقها خصوم نتنياهو. يبني بيني غانتس قصور رمل حول شراكة مع الحريدين. سيأتي الحريديون اليه غداة الانتخابات لكنهم لن يأتوا كي يتوجوه عليهم، بل كي يقنعوه بالدخول الى حكومة نتنياهو. “وراءه”، يقول الشعار الذي اختاره. وراءه ماذا؟ وراءه الى اين؟ يبحث لابيد عن مجده في عواصم العالم، في كل مكان يتصور فيه زعماء الدول سيلفي. في المجمعات التجارية في بريطانيا كانت دمى كرتونية للملكة اليزابيت الثانية. ثقب دائري كان في دمية الكرتون الى جانبها، بمستوى الرأس. بصفر جهد كان يمكن التقاط الصورة مع الملكة.

الواقع السياسي أقل لمعاناً. إذا حصلت كتلة نتنياهو على 61 مقعداً، فان الوعود الوحيدة التي سيفي بها نتنياهو ستكون الوعود لشركائه: الاعفاء من تعليم المواضيع الاساسية، وتصفية استقلالية جهاز القضاء، وتأهيل كل بؤرة استيطانية، والتدين في الجيش الإسرائيلي وفي الحيز العام، اما لو شكل لابيد أو غانتس حكومة فان وضعهما لن يكون أفضل بكثير.

في معظم سنوات إسرائيل قادها حزب واحد كبير، من حوله احزاب قطاعية تدور في فلكه. في السنوات الاخيرة انقلب الدولاب: تعززت القطاعات؛ وتآكلت المصلحة العامة. نجاح القطاع الحريدي هو نموذج للاقتداء: ينجح ممثلوه في الرقص في العرسين فيحصلون على الاعفاء من الواجبات والميزانيات لناخبيهم، ويؤثرون تأثيراً زائداً على السياسة العامة في الوقت ذاته. العرب هم قطاع ناشئ: ممثلوهم يبحثون الآن عن سبيل لمحاكاة نجاح الحريدين. قطاع ثالث، ناجح على نحو خاص، هو المستوطنون. في كل الاحزاب التي تقوم بين سموتريتش وغانتس رأيهم هو الرأي المقرر.

ويوجد قطاع رابع – البيبيون. لديهم مطالب خاصة بهم، بعضها تتقاطع مع مطالب نتنياهو، وبعضها تبقيه في الخلف. انظروا الفجوة بين ما يقوله نتنياهو الاب وما يكتبه في الشبكة نتنياهو الابن. للبيبة حياة خاصة بها، واجندة خاصة بها.

لا يهودية، لا ديمقراطية، لا صهيونية، بل قطاعية. هذا ما من شأنه أن يحصل هنا بعد يوم من الانتخابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى