ترجمات عبرية

يديعوت: لماذا الرصيف البحري الأميركي قبالة شواطئ غزة؟

يديعوت 11-3-2024، رون بن يشاي: لماذا الرصيف البحري الأميركي قبالة شواطئ غزة؟

للولايات المتحدة مصلحة في بناء رصيف بحري عائم أمام قطاع غزة لأربعة أسباب رئيسة:

الأول، رصيف بحري سيتيح إنزال شحونات كبيرة وكميات من المساعدات الإنسانية اكبر بعشرة أضعاف واكثر من الكميات التي تصل حاليا إلى القطاع بالشاحنات، وتسلب في القسم الأكبر منها.

السبب الثاني هو أن رصيفا أمام شواطئ شمال غزة حيث توجد لإسرائيل سيطرة ونسبيا ليس فيها سكان بكثافة يهجمون على الشحنات ستضمن أن تصل المساعدات مباشرة إلى وكالات الغوث العاملة في داخل القطاع – دون وساطة “حماس” وعائلات الجريمة.

سبب ثالث هو الحاجة اليائسة لدى إدارة بايدن لإرضاء ناخبي الحزب الديمقراطي، المسلمين ومؤيدي الفلسطينيين، والإظهار لهم بأن الولايات المتحدة تدخل المساعدات إلى قطاع غزة رغم معارضة الجناح القومجي في حكومة إسرائيل. هكذا تتحسن صورة الرئيس بايدن في نظر الناخبين الشبان من الجناح التقدمي في حزبه ممن يهددون بعدم التصويت للرئيس الديمقراطي.

سبب رابع، هو أن الإدارة الأميركية فهمت أن نتنياهو أسير لدى الوزيرين بن غفير وسموتريتش وتهرع لمساعدته. هكذا يتمكن نتنياهو من تبرير إدخال كميات المساعدات الإنسانية الكبرى بإملاء مباشر من الإدارة في واشنطن.

إن الرصيف البحري الأميركي قبالة شواطئ غزة ليس المشروع الوحيد الذي يحاول جلب المساعدات عبر البحر. ففي الأيام القريبة القادمة، ستصل مساعدات إلى غزة تحمل على سفن صغيرة في قبرص، حيث سيفحصها رجال أمن إسرائيليون. لأجل إدخال كميات كبيرة من المساعدات هناك حاجة إلى رصيف عائم سيكون ممكنا عبره إنزال كميات كبيرة من المؤن ونقلها إلى الشاطئ بسرعة كبيرة.

للجيش وللأسطول الأميركي توجد معدات ومخططات جاهزة لإقامة ما يسمونه “قدرة خاصة لنقل المؤن إلى الشاطئ”. هذه القدرة، التي تتشكل من رصيف عائم يرتبط بالشاطئ وسفن توريد يرتبط بها أيضا رصيف عائم، معدة للاستخدام في الأماكن التي ينزل فيها المارينز ولا يكون هناك ميناء لتموين القوات.

المرة الأبرز التي أقام فيها الجيش الأميركي مع الجيش البريطاني رصيفا عائما كهذا كانت في الحرب العالمية الثانية حين نشأت حاجة لنقل المؤن إلى قوات الحلفاء الذين نزلوا في شاطئ نورمندي في فرنسا وهزموا النازيين. مشكلة ميناء عائم كهذا – والذي يتشكل في واقع الأمر من رصيفين، واحد في قلب البحر وآخر مرتبط بالشاطئ هي حساسيته للعواصف البحرية. من الصعب استخدام رصيف كهذا عندما يكون البحر عاصفا وحتى هائجا.

وقال الناطق بلسان “البنتاغون” في ليل السبت، إن “الإرسالية الأولى من المؤن عبر هذا الميناء ستبدأ بالوصول إلى الشاطئ في غزة بعد نحو 60 يوما وفي ذروة أدائه سيوفر نحو مليوني وجبة مساعدات إنسانية في اليوم. وشدد الناطق بلسان “البنتاغون” على أنه لن يكون جنود أميركيون على الشاطئ وأقدامهم لن تطأ قطاع غزة وذلك كي يضمن لمواطني الولايات المتحدة بأن الإدارة لا تعتزم التورط في حرب شرق أوسطية أخرى مع الأرجل على الأرض.

هذه الحقيقة مهمة جدا لإسرائيل وللجيش الإسرائيلي، لأنه إذا كان جنود أميركيون على الشاطئ في غزة أو ينشطون في توزيع المساعدات بأنفسهم، فإن هذا سيقيد حرية عمل الجيش في القتال. هذا الموضوع نسق مع الأميركيين على ما يبدو في أثناء زيارة غانتس إلى واشنطن. يحتمل انه إذا ما تبين للأميركيين وللمنظمات الدولية لاحقا بأن حتى الميناء العائم لن يحل مشكلة توزيع الغذاء وباقي المساعدات الإنسانية للسكان، فإنهم سيطالبون بوضع قدم على الأرض في غزة.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى