ترجمات عبرية

يديعوت: لا يُعقل أن يقود هؤلاء المتطرفون معركة إسرائيل

يديعوت 2023-10-10، بقلم: أمير زيفلا يُعقل أن يقود هؤلاء المتطرفون معركة إسرائيل

استدعي ابني مع الوحدة القتالية التي يخدم فيها الى المعارك الدموية في بلدات غلاف غزة. منذ 48 ساعة لم نسمع منه شيئاً، وأمه وأنا ممزقا الأعصاب خوفا عليه. بالطبع لسنا وحدنا، مثلنا آلاف آخرون من الأهالي وأبناء عائلات الجنود الذين يتواجدون في الميدان، أمام النار. هذه حرب لعينة وقاسية ومخيفة. الأمر الوحيد الذي يمكن أن يقوينا ويقوي الإسرائيليين كلهم هو معرفة أنها تدار من أناس يمكن الثقة بهم.

أعضاء الكابينت الأمني لدولة إسرائيل، حسب القانون، هم بنيامين نتنياهو، يوآف غالنت، بتسلئيل سموتريتش، إيتمار بن غفير، يريف لفين وإيلي كوهن. آسف، هذا لا يعقل.

لا يعقل ان يكون لإيتمار بن غفير، الكهاني العنصري الذي تفكك أمن مواطني إسرائيل تحت يديه بسرعة، والمهرج الاستعراضي المتحمس وعديم التجربة الذي يرتدي بزة وهمية، أي صلة بحياة ابني، او حياة مقاتلين آخرين يضحون بحياتهم الآن في الجبهة.

لا يعقل ان يكون لبتسلئيل سموتريتش، المسيحاني الذي يدق طبول الحروب، حارق حوارة الذي لشدة الفظاعة هو أيضا وزير في وزارة الدفاع، المتطرف من بين المتطرفين والذي لا يوجد لاي من زعماء العالم المتنور استعداد للقائه، أي صلة بحياة ابني او المقاتلين الآخرين في الجبهة.

لا يعقل ان يكون ليريف لفين، الوزير الذي يتآمر على المنظومة التي يؤتمن عليها وصاحب الشعار الوحيد الذي يعنى منذ اشهر برأسه العنيد بسحق وحدة الشعب، أي صلة بحياة ابني او حياة المقاتلين الآخرين في الجبهة.

لا يزال الدم ينزف ومع ذلك يجب ان نتذكر: في ورديتهم، وردية نتنياهو وعصبة شركائه البائسين – حكومة اليمين المليء التي يفترض بالعرب ان يرتعدوا فقط اذا ما نظروا اليها – في وردية أبطال الكلمات الفارغة أولئك، وردية مثيري الكراهية الداخلية، احتلت منظمة “إرهاب” بلا معيق تقريبا بلدات غلاف غزة، الكبيرة والصغيرة؛ وفي ورديتهم سيطرت على قاعدة الفرقة وعلى القواعد المجاورة لها، وذبحت بوحشية مئات المدنيين والجنود، اكثر من 900، واختطفت عائلات كاملة، أكثر من 100 شخص، شيوخا، نساء وأطفالاً، الى قلب غزة. في ورديتهم تحقق كابوس لا يوجد حتى في أسوأ أحلامنا.

هذا زمن الكارثة. ومن المحظور الوقوع في الأوهام. هي ستكبر اكثر. دخول الى غزة سيجبي ضحايا كثيرين، والألم سيكون عصيا على الاحتمال، واشتعال معقول في الحدود الشمالية سيفاقم الوضع عشرات الأضعاف. نقول هذا ليس كي نزرع الخوف بل كي نوضح بان مثل هذه المعركة، ربما في اللحظة الأكثر حساسية التي علقت فيها إسرائيل، يجب أن تقاد من أناس جديرين، مجربين، متوازنين، ويتمتعون بثقة جماهيرية واسعة.

لا يعقل ان يواصل الأشخاص الذين قادونا جميعا الى هذه المصيبة بقصوراتهم المباشرة، وبانعدام كفاءاتهم، وبالتسيب الذي تصرفوا به، وعدم المبالاة النتنة لآثار أفعالهم، ولا يوجد أي طريق آخر لصياغة هذا – الجلوس في الكابينت والتفوه بحماسات فارغة وألعاب كلمات عن “سحق حماس” و “عندما لا بد ان تطلق النار فاطلقها”. ان الفجوة بين عمق القصور وعلو الحديث يغيظ بشكل لا يمكن احتماله.

لا يعقل ان تقاد هذه المعركة من أقصى المتطرفين الذين يسكنون في الكابينت فقط لأن في أيديهم القوة للحفاظ على الحكومة.

عليهم ان ينزلوا عن المنصة مطأطئي الرأس، بخنوع مكلل بالعار، طلبا لمغفرة الجمهور والقول: نحن نخلي المكان، لمن هم اجدر منا واكثر خبرة منا ليديروا هذا من هناك. وجود الدولة على جدول الأعمال، هذه لم تعد لعبة.

أبعدوا أيديكم عن ابني، أبعدوها عن الجنود الذين يقفون هذه اللحظة امام العدو بأجسادهم، أبعدوها عن المواطنين الذين أُخذوا أسرى، وعن دولة كاملة اختطفها من هم غير قادرين على إدارتها وتدفع ثمنا دمويا عصيا على الاحتمال. لا تتجرؤوا على أن تقترحوا علينا ما العمل، ببساطة اخلوا الساحة. قلبنا ممزق من الرعب والقلق. كفى. حررونا.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى