ترجمات عبرية

يديعوت: لا يمكن تسليم الأمن الإسرائيلي لمن لا يعرف إلا سكب الوقود!

يديعوت 14-11-2022، بقلم: ناحوم برنياع: لا يمكن تسليم الأمن الإسرائيلي لمن لا يعرف إلا سكب الوقود!

للائتلاف الذي يشكله نتنياهو ميزة بارزة واحدة مقارنة مع سابقه، فهو متماسك، وموحد في آرائه، ويقف صلباً من خلف زعيم واحد. لا يملك أي ائتلاف آخر أياً من عناصره – لا الحريديم، ولا “شاس”، ولا “الصهيونية الدينية”، ولا “الليكود”. أمامنا كتلة كاملة، ومتماسكة، ومتراصة، وحزب كبير، حزب حاكم، على رأسها. في مثل هذه الكتلة رئيس الوزراء غير قابل للابتزاز. لا أحد يمكنه أن يهدده، لا كتلة، ولا نائب فرد. هو حر في أن يشكل حكومة أحلامه كما يشاء.

فور اتضاح نتائج الانتخابات، حدد نتنياهو لنفسه سلم أولويات. مثل سائق على الطرق سأل نفسه ما هو الأهم لي أن أصل إلى الهدف في أسرع وقت ممكن أم أن أصل بأكثر أمان ممكن؟ اختار نتنياهو المسار السريع. ترسيم الحكومة في غضون أيام حاجة عليا. كل ما تبقى – تعيينات، وميزانيات، وقوانين، وخطوط أساس – سيلقى به من المركبة، على ألا يتأخر احتلال مكتب رئيس الوزراء للحظة. الشركاء المستقبليون للائتلاف ليسوا أغبياء. فقد شنوا الضغط وتصرفوا بما يتناسب مع ذلك. كسر السياسيون الحريديون رؤوسهم كي يجدوا بنودا ظلم فيها ناخبوهم في الحكومة المنصرفة. كانوا يعرفون أن مهمتهم ستكون صعبة: رغم كل الادعاءات بالشرور، والكراهية، واللاسامية السلطوية، فإنه عمليا لم يقع لناخبيهم أي شر. القليل الذي حاول ليبرمان أن يغيره عرقله نير اورباخ وعرقله الآخرون. وعلقت الإصلاحات التي تصدرها يوعز هيندل ومتان كهانا في معظمها في محكمة العدل العليا.

عندما لا يكون هناك شيء يستوجب الإصلاح فإنهم يختلقون مطالب جديدة: مضاعفة المخصصات لطلاب الدين، ومنحا مالية للمؤسسات الحريدية، التي ترفض إدخال التعليم الأساس ودرة التاج؛ وهي فقرة الاستقواء التي ستمنع الرقابة القضائية على خطة الائتلاف، بما فيها الخطوة التي ستسوغ نهائيا الإعفاء من التجنيد. الفقر، والجهل، والانغلاق، هذه هي الإنجازات التي تجلبها الأحزاب لناخبيها.

السياسيون الحريديون متواضعون مقارنة ببن غفير وسموتريتش. عن ترشح بن غفير لوزارة الأمن الداخلي كتبت غير قليل، قبل وبعد الانتخابات. من كل أفعال وأعمال نتنياهو، بما في ذلك الملفات التي يتهم بها، فإن هذا الأمر في نظري هو الأكثر تسيبا. يتبين أني في الأقلية: الساحة السياسية وأيضا مراسلو التلفاز يتعاطون مع إيداع شرطة إسرائيل في يد صاحب سوابق كموضوع طبيعي، سليم ومعقول. يتوقع الناس منه أعمالاً عظيمة – يأمل بعضهم في أن يحل مشاكل الأمن الشخصي لديهم، ويأمل آخرون في أن يفجر باستفزازاته الشرق الأوسط.

وقاحة خصمه وشريكه سموتريتش لا تقل إبهارا. فهو يطالب بأن يعين وزيراً للدفاع أو وزيراً للمالية. يسير نتنياهو باتجاهه: فقد ضاقت أمامه الطريق. سألت واحدا من رؤساء الائتلاف المستقبلي هل يوجد احتمال لأن يعين سموتريتش وزيرا للدفاع؟ هذا غير معقول لكنه ليس متعذرا، قال لي. قبلت: لنفترض للحظة انه سيكون هو الرجل الذي سيستقر في الطابق الـ 14 في المجمع الذي يحمل اسم اسحق رابين، ماذا يعني هذا؟

إن الوظيفة التقليدية لوزير الدفاع هو أن يكون جسرا بين الجيش والقيادة السياسية، والأدق أنه جسر وسور. عندما سيجلس في “الكابينت” اللاحق شخصيات مثل بن غفير وسموتريتش والمجرورون وراءهم من “الليكود” فإن وظيفته أن يكون سوراً. في قسم كبير من الهجمات والعمليات العسكرية خلف الحدود هو المحطة المقرة – أو اللاغية – الأخيرة. هو يمكنه أن يكون مواطنا لم يخدم في الجيش. آرنس وبيريس نموذجان جيدان، لكن توجد أهمية كبرى للتجربة التي تراكمت في الكبد وفي لجنة الخارجية والأمن.

يعرف سموتريتش، مثل بن غفير، جهاز الأمن من الجانب المعاكس، كمشبوه بمخالفات إرهاب تهرُّب من المحاكمة والعقاب. هذه ليست بالضبط التجربة اللازمة لوزير دفاع. احد المواضيع المركزية في عمر وزير الدفاع هو العلاقة مع جهاز الأمن الأميركي. ماضي سموتريتش هو بداية غير ناجحة، ولا سيما مع إدارة ديمقراطية. هو بداية غير ناجحة أيضا مع الأوروبيين، ومع الأردن، ومع مصر.

عملياً، وزير الدفاع هو صاحب السيادة في الضفة. معظم القرارات التي تتعلق بالسكان اليهود ومنظومة العلاقات مع الفلسطينيين تمر عبره. التقى غانتس بين الحين والآخر أبو مازن. التنسيق مع السلطة حيوي للأمن. سموتريتش لن يلتقي، ولن يخلي بؤرا استيطانية، ولن يستخدم الجيش الإسرائيلي ضد مجرمي “تدفيع الثمن”. كيف سيفعل هذا حين يكون بن غفير ينفخ في قذالته. كل هذه المبررات تتقزم أمام النقطتين التاليتين. الأولى، في حكومة يمين متطرف انت لا تسلّم الأمن والأمن الداخلي في يدي سياسيين كل ما يعرفانه هو سكب البنزين. الثانية، ألا تسلّم امن الدولة في يد من لا يعرف قيود القوة. قدر زائد من الطموح، وقدر زائد من المسيحانية، وقدر اقل من النضج والفكر. سموتريتش يمكنه أن يكون وزير أديان، ليس وزير دفاع.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى