ترجمات عبرية

يديعوت – لا يجب على اسرائيل أن تعتذر

يديعوت – مقال افتتاحي – 17/2/2019

بقلم: شوشانا حن

بان متوش موربسكي، رئيس الوزراء البولندي، يواصل التفكير بانه رئيس الوزراء الدانماركي. مرة اخرى يشعر بالاهانة. فكيف يتجرأ رئيس وزراء اسرائيل على أن يقول على ارض وارسو ان “البولنديين تعاونوا مع النازيين”؟ لقد استدعيت سفيرة اسرائيل الى حديث توبيخ، إذ كما هو معروف بينما هرب الدانماركيون افراد الجالية اليهودية الصغيرة بالقوارب في ظل تعريض أنفسهم للخطر، انشغل البولنديون بجموعهم في اخفاء ملايين اليهود في الغابات وفي العليات منعا لابادتهم.

علم خيال؟ بالفعل، لكل من يعرف ولو قليلا تاريخ بولندا وابادة يهودها في الحرب العالمية الثانية. ولكن رئيس وزراء بولندا، مثل رئيسها أيضا آندجي دودا الذي يسير خلفه، لا ييأسان. اذا ما اجبرا الجميع – بما في ذلك بالتهديدات بالحبس – على أن يؤمنا ببؤس القوزاقي البولندي السليب، فلعلهما ينجحان في تزوير التاريخ. الطريقة واضحة: اذا ما كررت الخدعة المرة تلو الاخرى فستصبح حقيقة، وبالتأكيد في عصر الانباء الملفقة.

مئات الابناء من  عائلتي – رجال، نساء واطفال – لا يمكنهم أن يشعروا بالاهانة. فقد قتلوا في وادي القتل الاكبر للكارثة: بولندا، التي على ارضها اقيم التجمع الاكبر لمعسكرات الابادة بالغاز، مثل اوشفيتس، حلمنو، بلجتس، مايدنك، سوبيبور وتربلنكا، التي اقتيد اليها يهود من دول اخرى ايضا. لم يكن الخيار صدفة: فبلا التعاون بالصمت وبالفعل، ما كانت آلة الابادة الالمانية لقادرة على أن تصل الى الاعداد التي وصلت اليها. نحو 3 مليون من يهود بولندا ابيدوا وقتلوا. الاعداد تتحدث مثل الشهادات، وهي ايضا موجودة في الغالب.

اذهبوا لزيارة مايدنك. أفران الغاز أصيلة. الطوب بقي. “مقارنة بمايدنك، كانت اوشفيتس مصحا”، كانت تقول أمي، التي نجت منهما الاثنين. والمعسكر كله يمكن رؤيته من نوافذ البيوت في لوبلين. رائحة الجثث المحروقة لليهود تبلت وجبات الصباح، الظهر والمساء للجيران، الذين لم يحركوا ساكنا للانقاذ. هذا لم يكن المكان الوحيد.

كان هناك بولنديون تصرفوا بشكل مختلف. في “يد واسم” اعترف بنحو 6.500 بولندي كمحبي أمم العالم، وذكر كل واحد منهم مبارك، أمام 3.5 مليون يهودي. في هولندا لغرض المقارنة كان 4 الاف محب أمم العالم حيال 300 ألف يهودي. عدد البولنديين الذي كانوا “صيادي” و “واشي” اليهود، ممن سلموا المختبئين في الغابات، في العليات وفي الخنادق في المدن وفي الغابات، احد لم يعدهم. ويحصي المؤرخون مئات الالاف. في غيتو وارسو ولودج كانوا يخافون ممن كانوا يوشون بهم ويسلمونهم للسلطات من البولنديين ممن يشيرون الى من نجح من الفرار من الغيتو أكثر مما كانوا يخافون من الالمان.

إذن هل نطلب المغفرة؟ لا يا نتنياهو. رئيس وزراء بولندا هو الذي يجب أن يطلب المغفرة. طلب المغفرة عن اللعبة الوحشية المتكررة في ذاكرة وألم أنسال المقتولين في آلة الابادة الالمانية، مع معاونيها المخلصين – بينهم بولنديون، اوكرانيون، ليتيون ولتوائيون، هنغاريون وغيرهم. دون الزيت الذين غذوا به دواليبها، ما كانت لهذه الالة ان تكون ناجعة بهذا القدر.

*     *    *

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى