ترجمات عبرية

يديعوت: لا مكان لأي يهودي في شرق أوروبا: اخرجوا بسرعة

يديعوت 2022-07-29، بقلم: سيفكر بلوتسكر

سواء أنجحت إسرائيل في تأجيل إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية في روسيا أم لا فإن الصورة الكبرى واضحة: ليس ليهود روسيا ما يبحثون عنه في روسيا. نوصي بحرارة الـ 120 إلى 150 الفاً ممن تبقوا فيها أن يبدؤوا على الفور بتحزيم أمتعتهم وإعداد أنفسهم بكل وسيلة ممكنة للخروج من الدولة. قبل أن تغلق بواباتها وقبل أن تستيقظ بكل شدتها اللاسامية الروسية السوداء.

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالتأكيد ليس مصاباً باللاسامية، فهو يكبحها ويقاتل ضدها، ولكن محيطه محمل باللاسامية. لم يعد ممكناً تجاهل الأقوال اللاسامية الفظة لوزير خارجيته، سيرجيه لافروف، والنزعة القومية المتزمتة وكراهية الأجانب المنتشرة كالنار في قيادة الحكم. تستخدم يهودية رئيس أوكرانيا، وليس بالتلميح، دليلًا مزعوماً على نكران الجميل لدى الشعب اليهودي تجاه الأمة الروسية التي هزمت النازيين في الحرب العالمية الثانية، وبذلك أنقذت ما تبقى من اللاجئين.

يحصل هذا ليس فقط في روسيا. فقد تحول شرق اوروبا الى منطقة جغرافية من الأفضل لليهود أن يخرجوا منها، وأن يغادروها بأسرع وقت ممكن. وبين هذا وذاك فهي تفرغ منهم تماماً تقريباً. في بولندا لم يعد هناك يهود؛ الأخيرون غادروها منذ اقيم في وارسو تحالف برئاسة حزب القانون والعدالة المحافظ – القومي. كما لا يوجد يهود في تشيكيا، وسلوفاكيا (دولة مع تاريخ من اللاسامية الإجرامية)، رومانيا (كما اسلفنا) وبلغاريا. نحو 40 ألف يهودي هنغاري لسبب ما يصرون على البقاء فيها، رغم التنكر الدائم لمتصدري الرأي العام في بودابست لجرائم النازيين والهنغاريين تجاه اليهود. بعد التصريحات العنصرية لرئيس وزراء هنغاريا، فيكتور اوربان، الذي يطلق مؤخراً مواعظ علنية للطهارة العرقية، لا مكان لأي يهودي على أرضها.

بالنسبة لاوكرانيا ليس معروفاً كم يهودياً لا يزال يعيش فيها. من المعقول ان ليس اكثر من 20 الفاً. في هذه الأيام هم يعانون مثل كل أوكراني آخر، لكن ليس متعذراً تصور سيناريو يبدأ فيه استمرار الحرب ضد الغازي الروسي الوحشي يبدو في نظر أبناء الدولة المنهكين نوعاً من المؤامرة اليهودية، اذا أخذنا بالاعتبار الأصل اليهودي للرئيس زلينسكي وغير قليل من زملائه في الحكم. يحتمل ألا يحصل هذا؛ ولكن ماذا اذا حصل؟

كانت اوروبا الشرقية، من البحر الأسود حتى البحر البلطيق، بلاد ملايين اليهود الكثيرين ممن خلقوا فيها ثقافة دينية وعلمانية رائعة، وكذا اقليماً ملعوناً، وقعت فيه الملاحقات، الاعتداءات الجماعية، والكارثة. بعد الكارثة بقي في الاتحاد السوفياتي الأوروبي وشرق أوروبا نحو مليوني يهودي. آمن بعضهم بالخلاص الشيوعي، ورأى بعضهم أنفسهم ناجين يواصلون حماية الذكرى والتقاليد، وحلم بعضهم بصهيون دون أن يسمح لهم بتجسيد حلمهم. بالتدريج عقداً بعد عقد، غادر معظمهم تقريباً، هاجروا الى إسرائيل او هاجروا الى غرب أوروبا والى الولايات المتحدة. والآن نضجت الظروف لإغلاق الفصل الأخير في تاريخ يهود شرق أوروبا، تاريخ بلا سابقة وبلا شبه في تاريخ الإنسانية. لا في بهائه ولا في ثنائه.

اخرجوا من هناك، ايها اليهود. صحيح ان ترك العمل، التعليم، السكن والأصدقاء والانتقال الى بلاد بعيدة صعب وأليم، لكن يبدو ان لا مفر لكم. إذ انه اذا ما وعندما ينهار النظام الديمقراطي – الليبرالي هناك مرة أخرى ويحل محله فاشية جديدة محلية، حتى وان كانت رقيقة، أين ستختبئون؟ انتهى زمن آخر اليهود في شرق أوروبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى