ترجمات عبرية

يديعوت – كيف يشكل إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية تهديداً استراتيجياً على إسرائيل؟

يديعوت ٢٤-٢-٢٠٢٢م – بقلم: إليشع بن كيمون

“عنف المستوطنين”، هذه إحدى الحملات الأكثر تطوراً في ساحة النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني في السنوات الأخيرة. وقد جرت على مراحل، بشكل دقيق ومنسق، ودخلت الآن في المرحلة الهامة – الضغط الأمريكي على إسرائيل في كل ما يتعلق بالبناء في المستوطنات.
“عنف المستوطنين تهديد استراتيجي وطني. أعمال مخططة ومرتبة تستهدف جر إسرائيل إلى مواجهة وسفك دماء”، هكذا قال وزير الصحة ورئيس ميرتس نيتسان هوروفيتس في “الكابينت” في مداولات جرت الأسبوع الماضي، وفقاً لتقرير المراسلة موريا أسرف فيلبرغ في صوت الجيش. وسنعود إلى أقوال وزير الصحة.
بعد أربعة أيام من ذلك، تظاهر مئات من نشطاء اليسار ومنظمات حقوق الإنسان في مفترق “تفوح” ضد تنفيذ خطة “أفيتار” كما وقع عليها بين المستوطنين ووزير الدفاع غانتس في حزيران الماضي. ووفقاً لكل تقديرات المحافل السياسية، فإن تنفيذ الخطة، بما في ذلك إقامة المدرسة الدينية على الجبل، عالق أساساً بسبب الضغط الأمريكي – كما يترجمه في إسرائيل وزير الخارجية يئير لبيد. ثمة خط مباشر يربط بين حملة عنف المستوطنين والحديث الذي أجراه الوزير عومر بارليف مع نائبة وزير الخارجية الأمريكي في كانون الأول الماضي، وبين الموقف الأمريكي ضد تنفيذ الخطة. كتبتُ هنا أن أقوال الوزير بارليف استهدفت آذاناً أمريكية، أما النتائج فيمكن أن نراها على الأرض.
عودة إلى أقوال هوروفيتس؛ يتحدث وزير الصحة عن “أعمال مخططة ومرتبة تستهدف جر إسرائيل إلى مواجهة وسفك دماء”. بداية، الخطة موضع الحديث لأعمال مرتبة في أوساط أولئك الفتيان الصغار من نشطاء اليمين تكاد لا تكون موجودة. فحسب محافل الاستخبارات المعنية بهذه المسألة، فإن هذه الأعمال تختلف جوهرياً عن تلك التي جرت في 2015 وأدت إلى أحد الأحداث القاسية التي حدثت هنا مع مقتل أبناء عائلة دوابشة.
إن عدد الشبان الذين ينفذون اليوم أعمال تدفيع الثمن نحو العشرات. فهم لا يعملون بشكل منظمة جريمة تراتبية، بل بشكل عفوي. أعمالهم مكشوفة أمام الكاميرات، وفي وضح النهار.
كيف يجري هذا؟ أولئك الشبان يتلقون بلاغاً في الهاتف “توجد فوضى، تعالوا”، أو “جاء يساريون فتعالوا”. فيأتون، يتجمعون ويعملون بعنف. هكذا حصل في الحدث الأخير الذي وقع قرب “جفعات رونين” – لا مرتب ولا مخطط. ببساطة، هم خارقو قانون، ومجرمون، وعندما يقع هذا العنف في يهودا والسامرة فهو عنف متفجر جداً وقد يسرع سياقات تصعيد (هذا لا يعني أن المخربين ينتظرون عملية تدفيع ثمن كي ينفذوا الإرهاب ضد المستوطنين). ينبغي التعاون لمعالجة ظاهرة العنف النكراء هذه التي يمارسها الفتيان من نشطاء اليمين، بما في القيادة المحلية، وكذا رؤساء المجالس، وبالطبع الشرطة و”الشاباك”. ولكن الربط الذي يجري اليوم بين معالجة الجريمة ووقف الاستيطان أصبح لباب الحملة.
وفقاً للوضع الراهن الذي سبق أن تقرر في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يفترض أن تنعقد جلسة التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية كل ثلاثة أشهر. اللجنة تقر، تبعاً لتعليمات القيادة السياسية، البناء في المستوطنات. في تشرين الثاني، انعقدت اللجنة في آخر مرة، ويفترض أن تنعقد مرة أخرى هذا الشهر، ولكن لم يتقرر بعد موعد انعقادها. كما لم تجر مداولات مسبقة. إذا كان المستوطنون يعتقدون بأن “عنف المستوطنين” زلة لسان، فليعيدوا النظر في ذلك.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى