ترجمات عبرية

يديعوت – كوخافي كان يمكنه وينبعي له أن يفعل اكثر

يديعوت – بقلم  يوسي يهوشع – 23/12/2021

” خطاب رئيس الاركان كوخافي هام – لكن كان يمكنه وينبغي له ان يعمل لصالح المقاتلين منذ بداية ولايته، وليس في سنته الاخيرة في المنصب “.

خطاب رئيس الاركان الفريق افي كوخافي امس في طابور الطيارين عن اهمية كوخافي نفسه، حين كان رئيسا لشعبة الاستخبارات “امان” كان هو الذي ادخل الى الخطاب تعبير “مقاتل سايبر”. قائد الذراع البري في حينه، سامي ترجمان، ادعى بان هذا التعبير يمس بالمقاتلين الحقيقيين، وهو بالفعل يلغي المقاتل في الجيش الاسرائيلي – “الاخيار للسايبر” هي رسالة تعكس فقدان القيمة، فالاخيار هم اولئك الذين يبدون الاستعداد للمخاطرة بحياتهم” –  هو نوع من الخطاب التأسيسي.

يأتي هذا الخطاب في ذروة أزمة قوة بشرية في الجيش، أزمة تكتل فيها الواحد الى جانب الاخر عدد من الميول السلبية: انخفاض في عدد المتجندين، انخفاض شاذ في الدافعية للخدمة القتالية وتفضيل الشبان للتجند للوحدات التكنولوجية – مع التشديد على منظومة السايبر – ضمن امور اخرى بتشجيع من الاهالي، للوصول الى تسريحهم في سن 24 مع بطاقة دخول ممتازة الى سوق العمل الخاصة، بحيث تترتب امورهم بالحياة المدنية.

ومقابل كل هذا، جاء امس رئيس الاركان وعرض على الجمهور الواقع الحقيقي، المعنى الحقيقي للخدمة في الجيش والشكل الذي يعمل فيه الجيش في الميدان. “من يسير في الطابور الصامت ويقبض على القتلة في قلب قرية فلسطينية – هم المقاتلون”، قال. “من ينتشر على طول الحدود ويحبط التسلل – هؤلاء هم المقاتلون. من يقضي اسبوعا إثر اسبوع وهو يجتاز حدود الدولة ويطير ليهاجم وسائل قتالية لاعدائنا – هم المقاتلون”. 

هذه الاقوال الصريحة والضرورية لكوخافي كانت موجهة ليس فقط لاهالي خريجي دورة الطيران الذين استمعوا اليه بل وايضا لاذان الجمهور في البيت – وربما على نحو خاص اولئك الذين يتعرضون لحملة الصيد التي تجريها شركات التكنولوجيا العليا المختلفة لخريجي جهاز السايبر العسكري، بهدف ضمهم المبكر قدر الامكان. ليس صدفة انه اختار التطرق ليافطة الدعاية اياها في هرتسيليا التي في اطار مساعي التجنيد لشركة تكنولوجيا عليا زعم ان “الاخيار للسايبر” على وزن الجملة الاسطورية “الاخيار للطيران”. فأوضح رئيس الاركان قائلا: “لا، لا، هذا خطأ. الرسالة الكامنة في اليافطة اعمق مما تبدو، وهي تعكس فقدان الطريق والمس بالقيم لدى قسم من السكان. تقال الرسالة احيانا دعابة، واحيانا تهكما، واحيانا بالافعال، وهي تتسلل وتضعف اساسات المجتمع وسلم الاولويات اللازم له”.

اضعاف اساسات المجتمع، ليس اقل. وعليه، فقد اراد كوخافي أمس ان يوضح بان الاخيار هم قبل كل شيء المقاتلون – رغم الامكانيات الاقتصادية الكامنة في الخدمة في الوحدات التكنولوجية وبالطبع دون التقليل من اهمية المساهمة الكبيرة التي يقدمونها لامن الدولة. “لكن الاخيار”، كما اوضح قائد الجيش، “يقاسون اولا وقبل كل شيء باستعدادهم للعطاء للدولة، للمخاطرة بحياتهم من اجل الدفاع عن الآخرين”. 

هذه الاقوال هامة جدا، لكن من الصعب التجاهل انها تأتي متأخرة بل ومتأخرة جدا. كوخافي نفسه، عندما كان رئيس شعبة الاستخبارات، كان هو الذي ادخل الى الخطاب عبارة “مقاتل سايبر”. وفي هيئة الاركان دارت في حينه معارك ضارية بينه وبين قائد الذراع البري في حينه اللواء سامي ترجمان الذي احتج على هذا التعبير وادعى بانه يمس بالمقاتلين الحقيقيين. وكنتيجة لذلك الغي بالفعل استخدام تعبير “مقاتل سايبر”. 

اضافة الى ذلك، فضلا عن ان خطاب كوخافي هذا جاء متأخرا جدا، يمكن أن نقول عنه ايضا انه اقل مما ينبغي – عندما نضعه امام القلق على المقاتلين ورفاههم. فلاجل تشجيع الدافعية للخدمة القتالية كان ينبغي منذ زمن بعيد رفع اجر المقاتلين، حتى وان كانت وزارة المالية تجر الارجل. الى جانب ذلك كان ينبغي منذ زمن بعيد تحسين وضع المطابخ العسكرية كي يتوفر للمقاتلون طعاما محترما ووجبات غنية. وفضلا عن ذلك كان ينبغي منذ زمن بعيد معالجة منظومة التسفير للجنود – ممن يخرجون يوم الاحد ويعودون يوم الخميس في الباصات وفي القطارات دون أن تكون لهم اماكن جلوس. في هذا القطاع بالمناسبة ينبغي القول اننا نرى تحسنا في الاسابيع الاخيرة.

والموضوع الاخير الذي يستوجب المعالجة هو الاسناد للمقاتلين: حقيقة ان مقاتلي حرس الحدود ارسلوا الى التحقيق في وحدة التحقيق مع الشرطة بعد قتل مخرب في القدس لا تزيد دافعية الشبان للتوجه الى الخدمة القتالية كما لا  تساعد الاهالي لتأييدهم في مثل  هذه الخطوة. 

وختاما، خطاب رئيس الاركان كوخافي هام – لكن كان يمكنه وينبغي له ان يعمل لصالح المقاتلين منذ بداية ولايته، وليس في سنته الاخيرة في المنصب. 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى