ترجمات عبرية

يديعوت: كلّما تقدّم الانقلاب في إسرائيل قلّت قوة الردع

يديعوت 2023-03-21، بقلم: ناحوم برنياع: كلّما تقدّم الانقلاب في إسرائيل قلّت قوة الردع

تدللنا. في إسرائيل ما قبل الروتمانية، وما قبل اللفينية، كانت هناك مفاهيم مفهومة من تلقاء ذاتها، أما الآن فلم تعد هكذا. كل من يأتي إلى التظاهرات يعرف القائمة: ديمقراطية، سلطة القانون، حماة الحمى، جيش واحد، جهاز قضاء مستقل، لا سياسي. لهذه القائمة المحترمة يجدر بنا أن نضيف لاعباً آخر: الولايات المتحدة. السحابة التي تحوم فوق منظومة العلاقات مع أميركا ليست ملموسة بعد في كل بيت في إسرائيل، وحسن أنها هكذا، لكنها ملموسة جيداً في مكتبَي رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وفي كل أذرع الأمن. يوجد لكل هؤلاء الأشخاص أسباب وجيهة للخوف.

لقد ولد التشريع المناهض للديمقراطية والاحتجاج ضده مفاجآت عديدة: مدى الثورة وتطرفها، والعدد الذي لا يعقل (124) لمشاريع القوانين الجديدة، والوقاحة، والفساد، وتصميم رواد الانقلاب على السير إلى الأمام، بخلاف إرادة أغلبية الناخبين، والمثابرة والتواجد العالي للشباب فيه.

يدا جو بايدن مليئتان بمواضيع داخلية وبمواضيع خارجية على حد سواء. ليس لديه في هذه اللحظة اهتمام في أن يفتح جبهة مع حكومة إسرائيل، لا في ما يتعلق بسياسة الحكومة في المناطق ولا في ما يتعلق بإضعاف المؤسسات الديمقراطية داخل إسرائيل. وقد وجد طريقاً خاصاً به لمعاقبة نتنياهو: أمر إبعاد. ينتظر نتنياهو حتى التعب الدعوة من واشنطن، لكنها لا تأتي. كانت هناك مكالمتان هاتفيتان، إلى جانب مكالمة أول من أمس. هذه وليس أكثر. اغتراب كهذا لم يشهده نتنياهو ولا حتى من رؤساء مثل كلينتون وأوباما، رغم أنه تآمر ضدهم في بيتهم في واشنطن. أميركا، وطنه الثاني، مغلق في وجهه، لأنه لا يوجد بيت أبيض ولا يوجد “أيباك” أيضاً، ولا يوجد كونغرس، ولا يوجد أفنجيليون، ولا يوجد يهود. من الجهة الأخرى يرى نتنياهو أميركا ولا يتمكن من الوصول إليها.

نتابع بدهشة نزعات السفر التي ألمت بنتنياهو. بداية روما، بعد ذلك برلين، والآن لندن. للبعض تبدو هذه مثل الإجازات التي ليست في أوانها للآخرين هروباً. يمكن أن نرى في هذه السفريات تعويضاً أيضاً: لما كانوا يمنعونه السفر إلى أميركا، فإنه يطير إلى تلك المقاصد التي توافق على استقباله. دون الصلة الأميركية فإن رئيس وزراء إسرائيل مطلوب أقل في عواصم العالم.

يحصل كل هذا فيما تستعد إسرائيل والولايات المتحدة لعملية عسكرية محتملة ضد إيران. أجرى وزير الدفاع، لويد أوستن، هنا زيارة عاجلة ومثله رئيس الأركان الأميركي الجنرال ميلي. يتدرب طيارو سلاح الجو مع طيارين أميركيين في نافادا. تستمر النشاطات لأنه في هذه اللحظة توجد للإدارة مصلحة في أن تري الإيرانيين الخيار العسكري على الطاولة. وحسب أحد المصادر، عرض أوستن على إسرائيل خطة متداخلة. وحسب المصدر ذاته، رفض نتنياهو تبني الخطة، ربما عن حق: كل رؤساء وزراء إسرائيل تحفظوا على خطط متداخلة مع الأميركيين خوفاً من أنه في لحظة الأمر يوقف رئيس الولايات المتحدة العملية. العناق الأميركي من شأنه أن يتبين عناق دب.

في مثل هذه المفترقات يوجد معنى هائل لعلاقات الثقة بين الرئيس ورئيس الوزراء. في الأحاديث الثنائية، في البيت الأبيض يمكن الوصول إلى تفاهمات هادئة، سرية، من إيران وحتى رام الله. حاول نتنياهو، أول من أمس، أن يقنع بايدن بأنه في الموضوع الفلسطيني هو وحكومته ينثنيان على طول المدى. من المشكوك فيه أن يكون أقنع الرئيس. في هذه اللحظة ليس فقط لا توجد ثقة، بل لا يوجد استعداد في واشنطن لإخفاء انعدام الثقة.

كان نتنياهو يود أن يفصل بين الموضوعين. مثلما قال، أول من أمس، في مستهل جلسة الحكومة، بين إيران في جهة، و”الإرهاب”.

وهذه أيضاً مفاجأة، مفاجأة كبرى: كل من وقف في رأس ذراع أمنية في إسرائيل في العقود الأخيرة، وكل من عيّن في منصبه من قبل نتنياهو، وقع في الأسابيع الأخيرة على عريضة ضد الخطوة المناهضة للديمقراطية. ثلاثة عللوا قرارهم في مقابلات صحافية بارزة: تامير باردو، ونداف أرغمان في “عوفدا” إيلانا ديان، وزئيف شنير في مقابلة مع نداف إيال في “7 أيام”.

إن الحساسية التي يبديها كبار رجالات جهاز الأمن المتقاعدين لمتانة النظام الديمقراطي تبعث على التقدير. يبدو أنهم قلقون بقدر لا يقل من ظاهرتين مرافقتين. الأولى، مظاهر تمرد الضباط ورجال الاحتياط في الوحدات الأكثر نوعية في الجيش الإسرائيلي، والثانية تضعضع التحالف العسكري مع أميركا.

هم يعرفون ما يميل الإسرائيليون إلى كبته: لا أمل في وقف إيران في الطريق إلى النووي إلا بمساعدة أميركا. يبدأ هذا بإسناد دولي لأعمال إسرائيلية وينتهي بطائرات لشحن الوقود، القنابل وقطع الغيار. توجد صلة واضحة ومقلقة بين قدرة إسرائيل على كبح وردع إيران وبين الثورة النظامية للفين، روتمن، نتنياهو، ودرعي. كلما تقدم الانقلاب ابتعد الردع. يمكن أن نقول هذه بهذه الطريقة أيضاً: كلما اقتربت إسرائيل بنظامها من إيران هكذا تضعف في حربها ضد إيران. أحياناً يكون هذا بسيطاً إلى هذه الدرجة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى