يديعوت: كتب التعليم الفلسطينية تحرض على الجهاد، والتمديد للاونروا يشجع عدم الاستقرار

يديعوت 18/12/2025، آفي كالو: كتب التعليم الفلسطينية تحرض على الجهاد، والتمديد للاونروا يشجع عدم الاستقرار
قبل نحو شهر نشرت في “يديعوت احرونوت” معطيات تقرير معهد البحوث والسياسة الدولية الاعتباري IMPACT-se الذي يستعرض مضامين كتب التعليم في العالم بما في ذلك السلطة الفلسطينية. وحسب التقرير بقيت كتب التعليم الفلسطينية محملة برسائل لاسامية وبالتحريض رغم الوعد الصريح من رئيس السلطة أبو مازن للولايات المتحدة، للاتحاد الأوروبي وللرئيس الفرنسي ماكرون بإزالة مضامين عنيفة من المناهج التعليمية في كل المواضيع (بما في ذلك المواضيع الواقعية) وفي كل الأطر.
يشدد التقرير على “الاستمرارية المطلقة” للمضامين التي تقدس العنف، الجهاد والموت في كل مستويات العمر، فيما يمجد المنهاج التعليمي العنف كواجب ديني ووطني. وحسب التقرير فان جهاز التعليم الفلسطيني يعرف الجهاد كـ “واجب عين لتحرير فلسطين وكقمة الإسلام”، مع توصيفات ثواب رباني و 72 حورية في الجنة لمن يضحون بحياتهم في “القتال مع العدو”. كل هذا بخلاف تام مع روح خطة ترامب للسلام، قرار مجلس الامن واتفاقات الإصلاح التي وقعتها السلطة مع الاتحاد الأوروبي في صيف 2024.
هذا التعليم العنيف والهدام في لب جهاز التعليم الفلسطيني يعود ليثبت القطيعة التامة بين وابل الاعتراف الوهمي بدولة فلسطينية من دول مثل بريطانيا وفرنسا – وما يجري على الأرض. وكما زعم هنا قبل بضعة اشهر، رغم المحبة الكاذبة من الاسرة الدولية بحلول سريعة لازمات معقدة، فان العجلة في هذه الحالة أيضا هي من الشيطان. “استقلال”، مهما كان ضحلا، للفلسطينيين يستوجب مبنى المجتمع الفلسطيني السير في مسيرة أجيال (من تحت الى فوق) وليس العكس. وها هو يأتي: الجمعية العمومية للأمم ا لمتحدة قررت مؤخرا تمديد تفويض وكالة الغوث “الاونروا” حتى العام 2029 رغم المعارضة الامريكية والإسرائيلية الحادة للخطوة في ضوء حقيقة ان رجال الوكالة شاركوا في فظائع أكتوبر. منذ إقامة الوكالة في العام 1948 ولاحقا، أصبحت جهة مركزية في تصميم وعي اللجوء والثأر في الهوية الفلسطينية، وعمليا خلدت الرواية الفلسطينية للضحية ليس فقط في مناطق الضفة وغزة بل وأيضا في ارجاء الشرق الأوسط وفي السنوات الأخيرة في أوروبا وأستراليا أيضا.
في تمديد إضافي للتفويض، فان الأمم المتحدة بوكالاتها لا تعود فقط لتعكس انعدام قدرتها، حتى وان كانت الأكثر أساسية لتكييف نفسها مع الواقع المتغير – بل مرة أخرى تعرض التحيز البنيوي والحاد ضد إسرائيل والذي في نهاية المطاف يغذي انعدام الاستقرار بسبب تشجيع وتأييد رواية اللجوء الفلسطينية. هذه الرواية السامة تغذي ضمن أمور أخرى الظل الإسلامي الذي ينتشر على قارة أوروبا ويهدد بتغييرها من الأساس (مثلما عرضت إدارة ترامب مؤخرا).
ان من يتوقعون صحوة أوروبية في مسألة النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني من شأنهم أن يخيب أملهم. فقوى السوق التي تجذب المشاعر المناهضة لإسرائيل آخذة في التعزز، وكذا الصورة في الولايات المتحدة التي بعد ترامب لا تشجع في هذا السياق. معنى الامر هو أن القيادة الإسرائيلية التالية ستكون ملزمة بمعالجة عمق الموضوع الفلسطيني وعرض رؤيا حذرة، بعيدة السنين لمسيرة انفصال واعية في ظل ربط اللاعبين ذوي الصلة في الساحة الدولية – وكبح سيناريو كابوس الدولة الواحدة. كل هذا في ظل إبقاء مصيرنا في أيدينا، القيمة التي توجد في قلب الفكرة الصهيونية. وعلى حد قول بن غوريون فان “مصيرنا ليس متعلقا بما يقوله الاغيار – بل بما يفعله اليهود.



