ترجمات عبرية

يديعوت: قمة طهران قمة المصالح

بقلم: سمدار بيري، يديعوت أحرونوت 19/7/2022

قبيل انعقاد مفاجئ لقمة زعماء روسيا وإيران وتركيا في طهران، خرج زعيم القوات الكردية في سوريا مظلوم عبدي، وأعلن بلغة لا تقبل التأويل: “طلبنا تدخلاً أمريكياً لمنع الحملة التركية المخططة”. ويوضح اردوغان، منذ أسبوعين، بأن “قريباً ستنفذ عملية عسكرية واسعة ضد الأكراد في سوريا”. وعلى حد قوله، ستضم “الحملة الكبرى” هذه المرة طائرات تهاجم من الجو إلى جانب قوات برية.

يحلم اردوغان بوضع تكون فيه سوريا منقسمة: قسم دمشق ومحيطها، يحكمه بشار الأسد. وقسم آخر، أساساً الموانئ البحرية للروس؛ والقوات الإيرانية التي تخطط لزيادة حضورها، بموافقة روسية، وتحسن مواقع لأعمال ضد إسرائيل. حسب اردوغان، ينتقل القسم الشمالي – الشرقي من سوريا إلى سيطرة تركية بعد طرد قوات “الحزب الديمقراطي” الكردي.

هل تبدو هذه أضغاث أحلام؟ ربما. لكن من عرف أردوغان يعرف مدى تصميمه، وغير متوقع. وهو يصل إلى إيران، إلى جانب الرئيس الروسي بوتين؛ لبحث الوضع داخل سوريا مع المضيف الإيراني.

هذه قمة لا ذرة توافق فيها بين المشاركين. بوتين، الذي يكلف نفسه للمرة الأولى عناء الوصول إلى إيران-رئيسي، يترك الحرب ضد أوكرانيا، فهو يريد الحصول على مئات المسيرات من إنتاج إيراني لتوسيع ساحات المعركة. الآراء منقسمة؛ هل سبق أن حصل عليها، مثلما يدعي الأمريكيون، أم أن المُسيرات ستصل قريباً. إيران، التي وضعها الاقتصادي سيئ جداً، تسعى للحصول على مساعدة اقتصادية من روسيا، وتركيا هي الأخرى سيسرها الانضمام إلى اتفاقات اقتصادية.

وثمة موضوع آخر سيطرح في لقاءات الأطراف بين اردوغان والرئيسين الإيراني والروسي – كل على حدة – وهو القرار التركي لإعادة مليون لاجئ سوري إلى سوريا. من سيحرص عليهم؟ هل يخطط الحكم السوري للثأر من مواطنيه الفارين؟ لا يهم اردوغان ذلك.

ستكون الأبواب مغلقة في قمة طهران، ولا إعلام، وستستخدم الكاميرات للحظات قليلة. وبالطبع، سيبحثون فيها زيارة الرئيس بايدن إلى إسرائيل، وبيت لحم، وأساساً إلى السعودية. ولا تنسوا: لروسيا علاقات تفاهم مع إسرائيل، كل طرف فيها “يعرف كيف يقرأ” الطرف الآخر، وثمة توافقات واضحة حتى إزاء مدى عمل طائرات سلاح الجو في سوريا – لعدم المس بالقوات الروسية.

وتركيا، الخصم المعلن للرئيس بشار الأسد، تمسك الآن اتفاق سلام جديداً – قديماً، وتطبيعاً مع إسرائيل. ليس واضحاً بعد ما الذي سيقوله اردوغان، إذا ما قرر أصلاً أن يقول، لرئيسي، عن إرسال وكلاء الإرهاب الإيرانيين إلى تركيا بهدف اختطاف إسرائيليين وتصفيتهم.

مسموح التخمين أننا لن نحصل على أي كلمة علنية عن إسرائيل في قمة طهران. سيتحدثون في القاعة المغلقة، بست أو بأربع عيون، ولن يتفقوا. البيان الختامي، كما يمكن التخمين، صيغ مسبقاً، وسيتحدث عن التوافقات. أما في الواقع، فإن اردوغان وبوتين ورئيسي لا يبحثون عن عمل تجسير بين مواقف متعارضة. وعلى أي حال، تم الاتفاق على توريد المسيرات مسبقاً في محادثات سرية. وثمة مسيرات “عادية” ومسيرات “انتحارية” متطورة، صدّرت إلى “حزب الله” وروسيا. الناطقون بلسان الكرملين يكتفون بـ “لا تعقيب”. وزير الخارجية الإيراني يصر: “هذه شائعات أمريكية عديمة الأساس، وكل ما تنشره إسرائيل في هذه الشأن هراء مطلق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى