ترجمات عبرية

يديعوت – “قمة النقب” .. مخاوف مشتركة و”إطلالة” على المسألة الفلسطينية

يديعوت ٢٧-٣-٢٠٢٢م – بقلم: سمدار بيري

حتى كتابة هذه السطور مساء أمس، لم يأت تأكيد بأن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي سينضم إلى القمة التي ستعقد في “سديه بوكر”. جرت مساع لإقناع الصفدي بالانضمام في اليوم الأخير. وفي توقيت غير مصادف، يلعب الجانب الأردني دوراً أساساً حيث ينطلق الملك عبد الله ووزير الخارجية القديم الصفدي اليوم في زيارة دعم لدى أبو مازن في رام الله.

 إذا فكر أحد ما للحظة قصيرة بأن زعماء العالم العربي سيأتون لاستعراض عضلات من نوع جديد في إسرائيل ويتجاهلون الموضوع الفلسطيني، فسينضم الصفدي مباشرة من الضفة الغربية كي يذكر ما يفضل الجانب الإسرائيلي نسيانه.

 كيفما نظرنا إلى الحدث الذي هبط علينا، مفاجئاً، بإدارة الوزير لبيد، فلا جدال في أنه حدث تاريخي واستعراض مبهر للقوة. فبعد بضعة أيام فقط من القمة الثلاثية بين بينيت والسيسي وبن زايد في شرم الشيخ، تنعقد قمة ثلاثية (ويحتمل سباعية) لوزراء الخارجية في النقب. وستكون لأنتوني بلينكن فرصة لإعادة تنظيم العلاقات العكرة مع الإمارات ومصر، والتي لا ينسى الرئيس بايدن التلويح بموضوع حقوق الإنسان وتذكير السيسي بها.

 ستكون هذه أيضاً فرصة لتأكيد اتفاقات التعاون العسكري الجديدة مع المغرب، والتي سيمثلها في قمة القدس وزير الخارجية ناصر بوريطة، كما ستكون فرصة لإبهار جمهور المشاهدين من كل أرجاء العالم بالحلف الوثيق بين الإمارات والبحرين، التي تمثل “على الورق” السعودية أيضاً. وإذا ما ذكرنا السعودية، فسنذكر أموراً قالها ولي العهد محمد بن سلمان مؤخراً، الذي قضى بأنه إذا ما توصلت إسرائيل إلى حل للمشكلة الفلسطينية في “المناطق” [الضفة الغربية] فلا مشكلة للسعودية للانضمام إلى المسيرة السياسية مع إسرائيل.

 لكنها ستكون قبل كل شيء فرصة للبحث في موضوع النووي الإيراني. بلينكن يمثل موقفاً يواصل الإصرار على تحقيق اتفاق مع الإيرانيين، وإخراج الحرس الثوري والحوثيين في اليمن من قائمة داعمي الإرهاب. وأوضحت إسرائيل بصوت عال بأنه إذا ما تحقق اتفاق بالفعل فستسمح لنفسها باتخاذ أعمال ضد إيران دون تنسيق مع الأمريكيين. ومثلنا بالضبط، فإن الإمارات قلقة من الاتفاق المقترب. وتمثل البحرين، كما أسلفنا، الموقف السعودي. حاول بن سلمان التوصل إلى “توافقات” مع الإيرانيين بل وبعث برسل إلى طهران، فخرج بأيد فارغة. والآن تبنى الموقف الإسرائيلي وفوض وزيري خارجية الإمارات والبحرين لتمثيله في قمة “سديه بوكر”.

نقفز للحظة كي نذكر برئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. أين هو وأين القمة التاريخية التي ستعقد من تحت أنفه؟ مسموح لنتنياهو أن يعلن بأنه هو الذي رسم العلاقات مع الإمارات ونجح في مراكمة منظومة علاقات قريبة مع الرئيس السيسي. ولكن من اللحظة التي فقد فيها الكرسي، شطبه زعماء العالم العربي من دفاتر هواتفهم ويندفعون الآن إلى الأمام مع سياسة بينيت ولبيد التي ترفض الارتياح.

 من المهم التشديد على أن الجانب العربي يحفظ وزير الدفاع غانتس بخطوات التقرب مع الفلسطينيين. فالسفارات العربية عندنا تبلغ أوطانها بالقطيعة بين بينيت-لبيد، وغانتس. بل وتقدر بأن غانتس كفيل بالقفز إلى عربة الليكود على نحو مفاجئ. وهاكم الكشف: في الجانب العربي سجل غانتس كمنفتح وأكثر استعداداً من بينيت ولبيد بتقويم الخط الإسرائيلي وفتح قنوات مع أبو مازن والفلسطينيين. والجانب العربي يأخذ ذلك بالحسبان.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى