ترجمات عبرية

يديعوت: فلنبني حائطا حديدا جديدا

يديعوت 4/7/2024، يديديا يعاري *: فلنبني حائطا حديدا جديدا

اصطلاح “مفهوم الامن” حظي منذ الان بسمعة مهزوزة جدا عندنا. فمشاهد 7 أكتوبر والاشهر التسعة بعدها قوضت لدى الكثيرين الثقة في أنه يوجد على الاطلاق مثل هذا المفهوم، الذي بموجبه تدار الأمور – واذا كان ثمة كهذا، فما هو بالضبط المكانة العملية لمحدداته. فلئن كان مفهوم الامن معناه فقط نصر مطلق، فيكفي إذن اصدار الامر لقوات الامن “اذهبوا واهزموهم” وبهذا يتلخص الموضوع.

هذا بالطبع اكثر تعقيدا بكثير وينطوي على ما لدينا من معتقدات واراء مثلما على الأقل ما لدى العدو والجيش الإسرائيلي من قدرات عسكري. يوجد لنا اجماع حول أوضاع البداية، لكن لا يوجد أي اجماع حول وضع النهاية. ما هو واضح هو اننا اذا اخذنا بالمباديء من عهد بن غوريون، “الردع، الاخطار والحسم”، مع إضافة “الدفاع”، التي أضيفت في اعقاب تقرير مريدور – فعمليا نكون نحن لم نستوفي أي من هذه المطالب.

لكن ما انهار في 7 أكتوبر هو قبل كل شيء الصورة الأساس لمفهوم الامن. ساحة تل حي والسور والبرج. الحائط الحديدي، الذي من خلفه يسكن إسرائيل بامان. انهارت الاسوار الافتراضية للمدينة – بداية في الجنوب وبعد ذلك في الشمال. البلدات مدمرة، المخطوفون في غزة، النازحون يحتمون في الفنادق والشهداء في المقابر. وكل هذا بعد أن بني الجيش الإسرائيلي وجهاز الامن كل السنين، منهاجيا، وفقا لمفهوم الامن واستراتيجية الجيش الإسرائيلي بكل صياغاتهما المختلفة. من بن غوريون عبر آيزنكون ومريدور وحتى بن إسرائيل وعميدرور. بما في ذلك كل ما كتب بينهم. بالفعل سمعة مشكوك فيها حتى لو ادعينا في أن الذنب في المنفذين وليس في المصيغين. ومع كل هذا، الامن القومي لا يمكن اقامته بدون مفهوم شامل وخطة عمل. هناك حاجة لمفهوم أمن.

بداية النزول الى الهوامش يمكن أن نعيدها الى حرب لبنان الثانية، مع الدخول المكثف للسلاح الصاروخي والتلقائي الى الساحة وتموضع العدو في المجال المديني. معركة الحركة البرية أصبحت بطيئة، مركبة وكثيرة المصابين. ضد تهديد الصواريخ التي زرعت الخراب في الجبهة الداخلية كان يمكن ان نوقف فقط معترضي القبة الحديدية. ووصلنا مرة أخرى الى سؤال كمي – كم من كل نوع يوجد لكل طرف. المركبات الأساسية في المعادلة وان كانت تغيرت لكن مثل النسبة بين الجيوش العربية والجيش الإسرائيلي، مثلما حلل بن غوريون، هنا أيضا قلب الموضوع هو انعدام التماثل. حين بدلا من جيوش جيراننا، التهديد علينا هو مخزون صواريخ ايران ووكلائها في المنطقة. لا يوجد ردع، الاخطار يقاس بدقائق جو وليس واضحا كيف يكون الحسم. بقينا مع الدفاع، الذي مدى حياته ليس مضمونا. وهكذا، حين تدخل الى الصورة مسألة النووي، تصبح كل المشكلة فرعية. او أن مفهوم الامن الذي يتناول الشرق الأوسط النووي، او المحدث كتهديد تقليدي. مفهوما امن مختلفان – مع وضع انتقالي لإيران كدولة حافة نووية.

لروسيا والصين أيضا توجد أسباب وجيهة لمنع قدرة نووية عن ايران. في كلتيهما عشرات ملايين الأقليات الإسلامية عديمي الهدوء. وتحول نووي لقوة عظمى شيعية كفاحية في وسط آسيا يهددهما أيضا. تجربة الماضي في ميزان الرعب النووي، الحرب الباردة تشير بالذات الى اثر استقراري. وضع يمتنع فيه الطرفان بكل ثمن عن المواجهة المباشرة. العدوانية توجه الى ساحات فرعية. الاجتياحات الى هنغاريا وتشيكيا، خليج الخنازير في كوبا، حرب فيتنام. الشرق الأوسط هو اليوم بالفعل ساحة مختلفة، لكن معنى الخراب المتبادل الممضون واضح بما يكفي حتى هنا.

في الخارج ينشأ واقع جديد. مفهوم امن محدث يستوجب تحييد انعدام التماثل والوصول الى ميزان رعب تجاه ايران. تقليدي او غيره. كجزء من تحالف او لوحدنا. لا يوجد أي سبيل آخر لصده اذا كنا نريد مستقبلا للشرق الأوسط. لإسرائيل توجد قدرة للوقوف في وجه كل ما تطرحه ايران ووكلاؤها ضدها، على أن تعرف كيف تهدد مفهوما واضحا وتوجه الى ذلك مقدراتها.

للجيش الإسرائيلي وللصناعات توجد حلول لكل أنواع الأوضاع. المشكلة هي ان هيئة الامن القومي الجسم الذي يفترض أن يقود مثل هذه الدراسة، اصبح قسما في جوارير العاملين لدى نتنياهو، والحكومة منشغلة باحصاء الأصوات. مصير إسرائيل سيحسم في هذه المسائل، وليس في اعفاء شباب المدارس الدينية وقانون الحاخامين.

 

*قائد سلاح البحرية ومدير عام رفائيل سابقا

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى