ترجمات عبرية

يديعوت: غالانت يقامر بحياته السياسية

يديعوت 2023-03-27، بقلم: يوفال كارني: غالانت يقامر بحياته السياسية

انتظر وزير الدفاع، يوآف غالانت، سنوات طويلة منصب حياته: وزير الدفاع في دولة إسرائيل. لكن هذا المنصب يأخذه أيضا إلى الرهان على حياته السياسية، بعد أقل من ثلاثة أشهر من ترسيم الحكومة: هل سينجح في منع “الثورة القضائية” أو تلطيف حدتها أو ربما بدعوته لوقف التشريع سينهي حياته السياسية مثل وزراء دفاع سابقين في “الليكود” رفعوا علم التمرد ضد رئيس الوزراء وتبخروا من العالم السياسي؟ لا تنقص أسماء لهذه القائمة.

قرر يوآف غالانت اتخاذ خطوة تنطوي على خطر كبير وذي مغزى على مستقبله السياسي.

عملياً قد يخسر أكثر مما يربح. منذ أول من أمس، هاجمت أبواق نتنياهو في وسائل الإعلام غالانت بشدة ووصفته “يساري” و “بوغي رقم 2”. وغرد أرال سيغال: “انتظر غالانت إلى أن يكون بيبي في الخارج وعندها طعنه. وطعننا جميعنا. يا له من بائس”.

أما الموالون لنتنياهو في “الليكود” فلم ينتظروا طويلا كي يطلقوا ردود فعل لاذعة ضد غالانت، بينهم الوزراء شلومو كرعي، جاليت ديستل اتبريان، ورئيس الائتلاف، أوفير كاتس. من ناحيتهم، انتهى غالانت في “الليكود”.

يوم الخميس الماضي استعد غالانت ليطلق تصريحاً علنياً ضد استمرار التشريع في الكنيست. كان الخطاب معدا وجاهزا، وكذا الساعة والمكان. تسرب قرار وزير الدفاع في وقت مبكر أكثر من المتوقع، واستدعي غالانت إلى حديث عاجل مع نتنياهو في القدس في محاولة لإقناعه بإلغاء الخطة. كان الحديث بين نتنياهو وغالانت قصيراً ومشحوناً، لكن غالانت وافق فقط على أن يؤجل الإعلان حسب طلب نتنياهو، لا أن يلغيه. عندما هاجمه المتظاهرون والمحتجون بأنه انثنى وتأرنب، نقل رجاله رسالة بأن الخطاب الذي كتبه يوم الخميس لا يزال ذا صلة في الأيام القادمة أيضا. عمليا، أمس ألقى بالقنبلة حين قال بشكل صريح: “التشريع يعرض أمن دولة إسرائيل للخطر”.

قدّر مسؤول كبير في “الليكود”، أول من أمس، أن غالانت يسير حتى النهاية.

في أحاديث مع محافل في “الليكود” شدد غالانت على أنه يؤيد الإصلاح القضائي، ويطالب بوقف التشريع إلى ما بعد الأعياد كي يهدئ التوتر الداخلي في إسرائيل. وادعت محافل تحدثت مع غالانت بانه لا يخشى المس بحياته السياسية: “ملزمون بفترة وحدة وإشفاء. أدفع ثمنا سياسيا لكني أستلقي على الجدار من أجل دولة إسرائيل”، قال لهم. “عندي سلم أولويات واضح: بداية دولة إسرائيل، بعد ذلك الجيش وكل أجهزة الأمن، وفي النهاية كل ما تبقى”.

في الأسابيع الأخيرة يسير غالانت مع بطن مليئة ضد سلوك لفين، نتنياهو، والائتلاف حول الإصلاح القضائي.

ادعى غالانت على مدى الطريق بأنه يؤيد الإصلاح لكن ليس بالطريقة التي يتم فيها. وبالتأكيد ليس في أعقاب الآثار على الجيش، جهاز الأمن، وجاهزية إسرائيل للتهديدات الأمنية من الخارج.

في الخلفية، التظاهرات أمام بيته، والأحاديث مع الأصدقاء من الوحدة البحرية، والانشقاق، والشرخ في المجتمع الإسرائيلي، وأساسا التوافق في الرأي في جهاز الأمن، كل هذه هي التي دفعته لإعلان حاد على الملأ ضد استمرار التشريع في الكنيست.

سؤال واحد يتبقى مفتوحاً: حل حقا سيسير حتى النهاية حتى بثمن إقالته من الحكومة؟ رفض غالانت أن يقول هل سيصوت ضد قوانين الإصلاح إذا ما طرحت على الكنيست لإقرارها الأسبوع القادم وبخلاف رأيه.

التقدير هو أن من أعرب عن التخوف على أمن الدولة في أعقاب التشريع لا يمكنه أن يرفع يده ويؤيده. هل سيعارض عمليا، سيمتنع أم يتغيب عن التصويت؟ لكل واحد من هذه القرارات سيكون تأثير مباشر على مستقبله السياسي. لغالانت طموحات سياسية: مع حلول اليوم يرغب في التنافس على رئاسة “الليكود” ورئاسة الوزراء. وهو بالتأكيد لم يتصور أن تقف طموحاته في هزة حين أُشير إليه كمن يقف على رأس التمرد في “الليكود” ضد ثورة الإصلاح.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى