ترجمات عبرية

يديعوت– عنصر التوازن

يديعوت– بقلم  سيفر بلوتسكر- 19/4/2021

” امام بيني غانتس توجد فرصة لان يشكل كابحا لسيطرة اليمين المتطرف على جدول الاعمال السياسي”.

       ثمانية مقاعد حصل عليها حزب أزرق أبيض (المقلص بدون يوجد مستقبل) في الانتخابات للكنيست الـ 2021، اكثر بكثير مما  توقعت له الاستطلاعات. ومعنى الانجاز النسبي لرئيس الحزب، الفريق احتياط بيني غانتس، واضح: نحو 300 الف من ناخبي ازرق ابيض برروا مشاركته في حكومة نتنياهو كرئيس وزراء بديل، وبذلك منحوا ايضا أزرق أبيض الاذن الانتخابي للانضمام – بشروط محددة – لحكومة جديدة برئاسة نتنياهو كي يكون فيها عنصر رسمي موازٍ، يحمي جمرة الديمقراطية الاسرائيلية الليبرالية. يوجد هذا الخيار الان على جدول الاعمال. امام النائب غانتس مفتوحة الفرصة لان يكون كابحا لسيطرة اليمين القومجي المتطرف على جدول الاعمال السياسي واللجم بيد قوية الغرور المتصاعد لبيبي، والذي يجد تعبيره في لحظات ظهوره وفي خطواته. ففي مغازلته لدعم النائبين سموتريتش وبن غبير من شأن نتنياهو أن يعد ممثلي حزب الصهيونية الدينية بحقائب هامة في الحكومة، فيطهر بذلك الدنس لارث الكهانية. على غانتس ورفاقه في أزرق أبيض أن يسألوا انفسهم إذن هل يسمح لهم بان يتجاهلوا خطرا على هذا القدر من الوضوح والفورية على اسرائيل – والا يحركوا ساكنا كي يحبطوه ويطرحوا على نتنياهو شرطا: عليك ان تختار – إما غانتس او سموتريتش.

       المهر الانتخابي لحزب ازرق ابيض، ثمانية نواب، اكبر بكثير من مهر حزب الصهيونية الدينية. اضافة الى ذلك، فان تفكر وتجربة بيني غانتس الهائلة في ادارة منظمات امنية هي ذخر رسمي لا مثيل له، مميز في التركيبات السياسية – الحزبية في الكنيست الحالية.

       دون التقليل من الاحتمال لاقامة حكومة برئاسة النائب يئير لبيد الذي يقف على رأس الحزب الثاني الاكبر في الكنيست، فان حكومة بيبي  – بيني – بينيت افضل من انتخابات جديدة ومن تنفيذ نداء الدعاية الذي اطلقه نتنياهو في حملة الانتخابات لـ “حكومة يمين على المليء”. فعلى اي حال اعلان نواياه لم يكن، كالمعتاد، صادقا: نتنياهو سيفضل الوقوف على رأس حكومة اكثر تنوعا، يسود فيها توتر سياسي بين اليمين والوسط. وهو سيفضل النائب غانتس، المعروف له كرئيس اركان سوبر – مهني في حملة الجرف الصامد على خريجي “فتيان التلال” و “كاخ” الصارخين والمتآمرين عليه.

       في اثناء القسم في الكنيست التقطت الكاميرات نتنياهو وغانتس يديران الظهر الواحد للاخر، في استعراض او بلا انتباه.  غير أن الصورة اللحظية لا تعكس الواقع المعقد. صحيح أن الرجلين اصطدما غير قليل في اثناء سنة الشراكة الائتلافية الهزيلة وفي النهاية فككاها، ولكنهما تعلما ايضا كيف يتغلبا على الخلافات، يتساومان ويعملان معا. هذه بنية تحتية زعامة هامة على نحو خاص في مواجهة التحديات متعددة المجالات المرتقبة للحكومة التالية تماما خلف الزاوية.

        حزب أزرق أبيض ازاح نفسه جانبا عن اللعبة الائتلافية. وهكذا يكون يفوت الدور الذي هو وحده قادر على ان يؤديه في الواقع السياسي الاسرائيلي المحرج والمضني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى