ترجمات عبرية

يديعوت – عبدالله لا يثق باحد

يديعوت – بقلم  سمدار بيري – 4/4/2021

” عمان، بالكلمات الاكثر صراحة، تشتبه بنتنياهو الذي كان يسره جدا أن يتخلص من عبدالله “الملك الاخير” وان يرى مكانه حاكما اردنيا آخر “.

من المهم أن ننتبه على أنه رغم القطيعة السياسية والحرد الشخصي اللذين اعلن عنهما الملك عبدالله تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ قبل سنتين، حرص على أن  ينقل رجال الجيش على طول الحدود الطويلة بين الدولتين لنظرائهم الاسرائيليين الرسالة بان “الامور تحت السيطرة”. بكلمات بسيطة: حتى لو كانوا في الموساد وفي البعثة الخاصة لشعبة الاستخبارات العسكرية، سارعوا الى تبليغ نتنياهو في الزمن الحقيقي بما يجري خلف الكواليس في المملكة، فان عبدالله لم يعد يثق باحد– لا برئيس وزراء اسرائيل، لا بجيرانه في الدول العربية، كما يتبين ايضا بانه لا يثق باخوته في العائلة المالكة. فبعضهم اعتقل، بعضهم ابقوا في الاقامة الجبرية، ومع القسم الاخر لا بد سيأتي الحساب.

يتبين الان ايضا بما لا يرتقي اليه الشك بان نتنياهو (وليس هو فقط) كان يعرف غير قليل عما يشغل بال الملك عبدالله في الاسابيع الاخيرة. فلماذا مثلا كان هاما له ان يمنع رحلة رئيس وزراء اسرائيل الجوية الى الخليج الفارسي – فهذا لم يكن نتنياهو وحده هو الذي يحاسبه الملك. هذا اساسا، كما يتبين الان، حاكم ابو ظبي الذي تعاون مع من حاولوا التآمر ضده.

عمان، بالكلمات الاكثر صراحة، تشتبه بنتنياهو الذي كان يسره جدا أن يتخلص من عبدالله “الملك الاخير” وان يرى مكانه حاكما اردنيا آخر. كما أنه ليس مؤكدا ان يكون نتنياهو يوجه مخططاته الى ابن العائلة المالكة. يحتمل بالتأكيد ايضا رجل عسكري كبير. فحسب اشتباه آخر في القصر الملكي فان نتنياهو لم يكلف نفسه ايضا عناء الابقاء في السر لتفضيلاته واشرك فيها اصدقاءه الجدد في الخليج.

 من المهم الانتباه الى أن التقارير عن مدى الاعتقالات وهوية المشبوهين الكبار في عمان ليست دقيقة عن عمد. فمريح للقصر الملكي الاردني ان ينشر انصاف الحقائق كي يبقي المتابعين له في العراق، في السعودية وفي امارات الخليج في ظل الغموض. ولكن لا شك ان لكل واحد من الاطراف، بما في ذلك لاسرائيل، يوجد مبعوث خاص قريب من الامور في عمان ويرفع التقارير الى الديار. فجأة لم يعودوا يسألون اذا كان الملك الغاضب هو جيد لاسرائيل أم من الافضل ضفتان لحكم فلسطيني. والان يسألون ايضا مَن مِن المتطلعين الى التاج في داخل العائلة سيكون الجار المريح والمجدي لاسرائيل، يعمل مع الامارات، مع العراق، ويوجه العيون الى الحدود الايرانية.

لقد أوضح عبدالله أمس بانه سيبقى في الحكم، وسيتصدى لعبء اللاجئين، مع الحراسة الشديدة وهو يعتزم الان التعاون الاقتصادي مع سوريا. الاردن، شقيقنا الصغير والمتعثر، لا يجد حتى شريكا واحدا يساعده على النهوض. والان نحن نضيف ايضا تهديدا جديدا في داخل العائلة والقصة لم تنتهي بعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى