يديعوت: ضم 82% من الضفة يعني تصفية الدولة اليهودية واقامة دولة ثنائية القومية

يديعوت 5/9/2025، بن درور يميني: ضم 82% من الضفة يعني تصفية الدولة اليهودية واقامة دولة ثنائية القومية
هذه هي المسألة الأكثر جوهرية لمستقبل دولة إسرائيل. نحن في ذروة الحرب الأكثر عدالة، التي أدت بنا الى الدرك الأسفل الأخطر. ستكون جدالات. سيكون الحال صعبا. لكن يخيل أن ثمة من يصر على ان إسرائيل لن تنجح في الانتعاش. لان على الطاولة توجد أيضا المسألة الأهم للمدى البعيد: دولة ثنائية القومية ام دولة يهودية؟ في هذه الأيام بالذت يطلق بتسلئيل سموتريتش إنذارا. هو يري أن يضم 82 في المئة من أراضي يهودا والسامرة. هكذا، ببساطة، ليس دولة يهودية بعد اليوم، بل كيان يضم في داخله، في المرحلة الأولى، بانتوستان فلسطيني صغير من 18 في المئة من أراضي يهودا والسامرة. في المرحلة الثانية ستكون هذه دولة ثنائية القومية. دولية واحدة. من البحر حتى النهر. منذ الان نحن على شفا الهوة لدولة ثنائية القومية. لكن لا يزال ممكنا وقف الكارثة. فالغالبية المطلقة من المستوطنين خلف الخط الأخضر يسكنون في شرقي القدس، في المدن الحريدية وفي الكتل الاستيطانية. هذه، في كل تسوية ستكون جزءا من دولة إسرائيل. لكن خطة وزير الدفاع بالفعل ووزير المالية، الرجل الاقوى في الحكومة التي يمثل معظم أعضاء الكنيست من الليكود ستؤدي الى نتائج محملة بالمصيبة. الانهيار السياسي الحالي سيبدو كلعبة أطفال مقارنة لما سيحصل لنا. بدلا من اتفاقات إبراهيم سنحصل على منحى جنوب افريقيا. اتحاد الامارات تهدد منذ الان بان “ضم الضفة تحت خط احمر سيمس بشدة بروح اتفاقات إبراهيم”. وهي لن تبقى وحدها.
منذ الان، بقدر ما يدور الحديث عن أوروبا، فهذه أساسا هي المانيا التي تنجح في منع المقاطعة الاقتصادية التي هي الحلم الرطب لكارهي إسرائيل. لكن سموتريتش، بن غفير ورفاقهما، أعضاء الائتلاف من البحر الى النهر سيحرصون على تجسيد الحلم. وهم يدعون بان الولايات المتحدة ستعطي اسنادا لمبادرة الضم. من اين هذه الأوهام؟ فالرؤيا السياسية لادارة ترامب، بالضبط مثل رؤيا سابقتها، هي دولتين للشعبين وان كانت على خطوط مختلفة قليلا. منذ الان، يجدر بالذكر، تشير الاستطلاعات الى أن إسرائيل تفقد ليس فقط مؤيدي الحزب الديمقراطي، ليس ببطء، لكن بالتأكيد مصوتي الحزب الجمهوري أيضا. كم من المؤيدين سيبقون لإسرائيل بعد الضم.
منذ عقدين وانا مجند للدفاع عن إسرائيل في وجه دعاية الأكاذيب. لماذا لا يوجد سلام، يسألونني المرة تلو الأخرى. فاجيب لان الفلسطينيين رفضوا كل عرض يقوم على أساس دولتين للشعبين. فيتحدوني بقولهم ان هذه دولة ابرتهايد. ليس صحيحا، اجيب، لان إسرائيل لم تضم المناطق وفي اليوم الذي يتفضلوا فيه فيوقفون الصراع ضد مجرد وجود إسرائيل – سيكون ممكنا الوصول الى مصالحة وتسوية نزيهة. إذ ان هذه كانت سياسة نتنياهو أيضا، الذي كان بين أولئك الذين بلوروا رؤيا لاسلام لترامب.
فماذا نقول الان؟ ماذا سيقول الن درشوفيتس؟ وجهات أخرى بات صعبا عليهم منذ زمن بعيد؟ اذن الان؟ حين تكون إسرائيل على شفا الهاوية؟ كارثة الضم تقف امام اعتابنا. هذه هي الهدية الأفضل التي من شأن حكومة الأقلية الحالية بقيادة سموتريتش، بن غفير ونتنياهو أن تمنحها لكارهينا. وهذه هي الركلة الأكثر ايلاما، ولعلها القاضية التي من شأن أصدقاء إسرائيل أن يتلقوها.
لعلكم تدورون الاحبولة الاعلامية؟
يمكن الافتراض بان نتنياهو محق، ومقترح حماس، المزعوم الجديد عن استعدادها لانهاء الحرب، هو احبولة إعلامية. غير أنه بدلا من القفز مع رد سلبي يمكن الرد بطريقة تحرج حماس. وبدلا من العناوين الدائمة في صيغة “حماس تقترح اتفاقات لوقف الحرب وتحرير المخطوفين وإسرائيل ترفض” – كان يمكن الرد بطريقة اكثر ذكاءً. بالحيل تصنع لك حربا. واعلاما أيضا. مثلا، كان يمكن القول: إسرائيل ترحب بكل اقتراح لوقف الحرب على ان يكون يستوفي الشروط التي عرضتها الجامعة العربية قبل أسابيع طويلة بما في ذلك نزع سلاح حماس وتجريد القطاع. نحن نعرف ان حماس ستقول لا. لكن هذا بالضبط هو الموضوع. بدلا من أن تقول حماس نعم وإسرائيل تقول لا، يمكن قلب الأمور والحصول على عناوين إعلامية مجدية اكثر لإسرائيل. لكن يبدو أن فكرة الرد بطريق ذكية تحت هذه الحكومة – متعذرة.
والديماغوجيون يقارنون
ليس مهما من أي جانب يأتون. واضح ان في مجتمع ديمقراطي – وإسرائيل لا تزال ديمقراطية رغم الحالي – الراديكاليون فقط يضرون بالمعسكر السياسي الذي يدعون تمثيله. زعران من التلال يضرون باليمين. الزعران الأكبر سنا، ممن احرقوا حاويات القمامة وتسببوا باحتراق سيارة، يضرون بالمعسكر ضد الحكومة. لقد قفز نتنياهو عليهم كلقية غنيمة وعرض نفسه كضحية مطلق ترعبها “كتائب فاشية”. يا له من مسكين.
الفعلة بالكاد نشرت وردود الفعل على نمط “لماذا لا يشجبون” وجهت منذ الان لاحزاب الوسط واليسار ولرؤساء الاحتجاج أيضا. أحقا. لقد مرت دقائق وانتظم الجميع في صف واحد كي يشجبوا. يدهم لم تكن العليا.
للاحتجاج، كل احتجاج، يكون من يركب عليه بالمجان. فهل كان الاحراق بالتشاور مع شيكما براسلر؟ مع لبيد؟ ولا حتى مع يئير غولان. غير أنه يوجد فرق. لانه يوجد زعران اكثر تنظيما في اليمين. هم ينكلون بشكل منهاجي بفلسطينيين أبرياء. هم يحرقون ممتلكات فلسطينية، يقتلعون الأشجار واحيانا يقتلون أيضا. فهذا هو سموتريتش لها الذي دعا الى محو حوارة. وأولئك تقريبا هم كل السياسيين من اليمين الذين بشكل منهاجي ودائم يدعمون، احيانا بالصمت، أحيانا بطريقة أوضح، الزعران الذين يمسون بالموساد، بالصهيونية، باليهودية، بدولة إسرائيل.