ترجمات عبرية

يديعوت: شموع على كعكة الاحتلال

يديعوت -عيناف شيف – 7/6/2022

تجري احتفالات مرور سنة على إقامة الحكومة تحت مزاج متكدر من ناحية سياسية. صحيح أن رسالة رئيس الوزراء تحاول إقناع الجمهور بأن المعارضة تزرع الريح على أمل حصد العاصفة، لكن مصاعد أداء الائتلاف تنبع حصرياً من حقيقة أن هذه هي المحاولة السياسية الأكثر جسارة وتطرفاً في تاريخ الدولة. فالشكوى من المعارضة او من تلك “الأغلبية” الصامتة” التي يتوجه إليها نفتالي بينيت بصفته محرر البيانات هي إهانة للذكاء. بالفعل، كان عزل بنيامين نتنياهو عن الحكم عملاً شجاعاً وبالتأكيد مشروعاً ولكن حكومة العجلة، وما العمل، ليست الصيغة التي يعترف بها الواقع الإسرائيلي.
وعليه، فإن الأزمة حول “أنظمة الطوارئ في يهودا والسامرة” (لاحقاً قانون المناطق)، بل وحول يوم السنة الأولى (وربما الأخيرة أيضاً) “لحكومة التغيير” وبالطبع 55 سنة على حرب الأيام الستة هي اكثر بكثير من حدث برلماني. من ناحية غير قليل من المحللين السياسيين، فان مصاعب الائتلاف في تمديد القانون هي دليل على أنه لا يمكن ان يقام حكم مستقر مع حزب عربي، لأنه حتى الموحدة البراغماتية – المنفعية “من ناحية سياسية” غير قادرة على أن تتعهد بتأييد قانون يمنع الفوضى في يهودا والسامرة. غير أنه حتى لو كان هذا صحيحا، فهذه ليست القصة.
ان الوعد الكبير لـ “حكومة التغيير” هو ان تضع جانباً مواضيع ايديولوجية – مبدئية في صالح “الحياة نفسها”: معالجة غلاء المعيشة قبل تسوية التوتر بين السلطة القضائية والسلطة التشريعية؛ اعادة بناء الوزارات الحكومية من اضرار الشلل السياسي قبل الحسم في مواضيع الدين والدولة؛ وبالطبع رأب الصدوع في الشعب وتهدئة الخطاب الداخلي قبل الانشغال في الموضوع الاكثر تفجرا كحدودها الدائمة. ائتلاف من 61 نائبا (قبل أن يصبح 60)، يتوزع بين أنوية قاسية لليمين واليسار، سوق للجمهور انه يمكن تجاهل هذه التفاصيل. ساعد في ذلك أيضاً عقد من الخطاب في الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية، امتطى احتجاج 2011 وجعل مفهوم “جدول الأعمال الاجتماعي” كرة أبعاد شعبوية ضد آثار الحكم الإسرائيلي في المناطق.
ان الدراما حول قانون المناطق هو انفجار لامع لذاك البالون المليء بالشفقة. فمن الأعماق الغامضة للبيروقراطية القانونية – العسكرية، خرج القانون الذي من المشكوك فيه أن يكون الإسرائيلي العادي يعرف بوجوده على الإطلاق. وذكر هذا القانون بحقيقة منسية: الفصل بين أسعار السكن، الإصلاح في الحلال او صيغة الغاز مقابل موضوع مثل السيطرة على شعب آخر هو فصل مصطنع. لا يوجد “حياة نفسها” اكثر من الاحتلال.
“حكومة التغيير”، انطلاقاً من الخوف من حكومة نتنياهو – بن غفير، اعتقدت انه توفر الساحر الذي سيخفي هذا الأرنب. يمكن أن نفهم الخطوة وينبغي ايضا تقدير المشاعر من ورائها. غير أنه للمدى البعيد، فإن اليمين هو الرابح المركزي. وفقاً لكل الإعداد، فإنهم سيكونون جزءا من كل حكم، مع نتنياهو وبدونه. أما اليسار الصهيوني (ولاحقاً الوسط) فانه يتلقى فقط المزيد من دفعات الفائدة على الخطيئة الأولى: الهرب وتجاهل الموضوع، سواء انطلاقاً من الأيديولوجيا على نمط شيلي يحيموفيتش، ام بسبب الاستسلام الفزع لرواية نتنياهو (وكذا بينيت) قبل أن يهددوه باستخدام المسيرات. في هذه الأثناء يطفئ الاحتلال جملة أخرى من الشموع على الكعكة. هذا يتحقق له بسهولة إذ لديه يعمل الزمن بشكل معاكس: السنوات تجعله أقوى فقط.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى