ترجمات عبرية

يديعوت: زيارة بن غفير للحرم: حرائق سياسية وأمنية لن تُطفأ قريباً

يديعوت ٥-١-٢٠٢٣، بقلم: آفي يسسخروفف: زيارة بن غفير للحرم: حرائق سياسية وأمنية لن تُطفأ قريباً

لا يمكن أن يعتبر حجيج وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى الحرم مفاجأة حقيقية. فقد وعد بن غفير بأنه ينوي عمل ذلك عشية الانتخابات، بعدها وحتى قبل يوم من زيارته إلى المكان. سُجلت المفاجأة الكبرى في الجبهة الغزية، من جانب «حماس»، التي فضلت «حاليا» التجلد، رغم أنها نثرت تهديدات في كل صوب. كما أن نار الصاروخ، أول من أمس، لا يمكنه أن يعتبر ردا من المنظمة.

على الأقل، حتى ساعة كتابة هذه السطور، اختارت «حماس» الحفاظ على هدوء نسبي على مواجهة جبهوية فورية مع إسرائيل. ولا يزال ينبغي القول، حتى بعد 24 ساعة من الزيارة موضع الحديث، والتي على ما يبدو ستوفر لبن غفير بضعة أصوات أخرى من بين مؤيدي اليمين، فإن الحدث لم ينته. دعت «حماس» في تصريحاتها، أول من امس، من ساعات الظهيرة أبناء شعبها من سكان الضفة الغربية لتصعيد القتال ضد إسرائيل أو بكلمات أخرى لتنفيذ العمليات. بالتوازي، اضطر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ليلغي زيارته المخطط لها إلى الإمارات، ودعا الأردن السفير في عمان إلى حديث إيضاح. هكذا قد تكون غزة بقيت هادئة لكننا مثلما شهدنا في الماضي، فالهدوء هو تعبير مضلل في الشرق الأوسط. حتى لو لم تطلق صواريخ كثيرة من قطاع غزة، فإن «حماس» ستحاول أن تسجل إنجازا يتحدى إسرائيل، بما في ذلك على شكل عملية في الضفة الغربية.

قرار «حماس» صحيح حتى أول من امس، حيث اختارت ألا تسخن اكثر مما ينبغي جبهة قطاع غزة ردا على الزيارة في الحرم وهو يكشف أمرا أو اثنين تمر بهم المنظمة في الفترة الأخيرة. فقد أقرت «حماس» قبل بضعة أيام فقط لحركة فتح عقد مهرجان ضخم بمشاركة مئات الآلاف في القطاع لمناسبة الذكرى السنوية لتأسيسها. وذلك رغم أن السلطة الفلسطينية و»فتح» فعلتا كل شيء ممكن، بما في ذلك اعتقال مئات من رجال «حماس»، لتحبطا الاستعدادات للذكرى السنوية لتأسيس «حماس» قبل أكثر بقليل من ثلاثة أسابيع. تبدي «حماس» نضجا نسبيا ولا تسارع للوصول إلى التفجير، مع «فتح» ومع إسرائيل.

يجب أن يعزو نتنياهو وبن غفير تجلد «حماس» بالذات لكريه نفسيهما، رئيس الوزراء الأسبق، نفتالي بينيت، الذي فضل تغيير السياسة تجاه قطاع غزة والسماح بإدخال العمال للعمل في إسرائيل. فدخول نحو 17 ألف عامل من غزة يخلق تغييرا في اقتصاد القطاع حتى وان كان صغيرا، وحتى لو كان تدريجيا. حتى الآن على الأقل، لم تقترح أي جهة في حكومة إسرائيل الجديدة على الإطلاق إمكانية إلغاء دخول العمال. وكما سبق أن تعلمنا في الماضي في سياق غزة، فقد تتبدل الحكومات لكن السياسة الإسرائيلية، التي ترغب في التفاهم مع «حماس»، بقيت على حالها. السؤال الذي بقي مفتوحا هو هل في المستقبل أيضا ستفضل «حماس» مواصلة تثبيت حكمها في القطاع حتى بثمن غض النظر عن زيارات من جانب وزير الأمن القومي؟ ليس مؤكدا على الإطلاق أن هذا سيكون خيارها في المستقبل أيضا.

أول من أمس، في البرنامج الصباحي لراديو FM103 حذر النائب منصور عباس من «الموحدة» من المس المتوقع بالثقة بين الدول العربية وبين إسرائيل حول الحرم. يرى الأردن نفسه صاحب السيادة في مجال الحرم، وقد أثارت زيارة بن غفير هناك ردود فعل قاسية جدا (مثلما في أماكن أخرى في أرجاء الشرق الأوسط أيضا). وبالفعل، فإن إحدى المشاكل القاسية التي تنشأ عن الزيارة المفاجئة لبن غفير هي تضعضع العلاقات بين إسرائيل وبين جيران مثل الأردن، الإمارات، المغرب وغيرها. كما أن الأحاديث حول إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية مع السعودية لن تخرج إلى حيز التنفيذ طالما استمر التوتر حول الحرم.

حاول نتنياهو نفسه أن يهدئ الخواطر قليلاً ويدعي بأن شيئا لم يتغير في الوضع الراهن في المكان. من حيث الوقائع الحق معه. فزيارة وزير إسرائيلي إلى الحرم ليس أمرا شاذا، فقد سبق أن تم في عهد الوزير جلعاد أردان. ولا يزال يوجد في ذلك ادعاء ما بالسذاجة. فبن غفير منذ زمن بعيد نال صورة الاستفزازي الذي يشجع العنف ضد الفلسطينيين، وبالتالي يعتبر في أوساط العرب بعامة خرقة حمراء. إلغاء زيارة نتنياهو إلى اتحاد الإمارات يلمح إلى أنه ربما بخلاف الادعاءات التي خرجت من جهة مكتبه، يحتمل ألا تكون زيارة بن غفير بالتشاور معه وبعلمه، على الأقل من ناحية توقيتها. ويبدو أن هذه الحكومة الجديدة لا تزال تحتاج اكثر من أي شيء آخر إلى راشد مسؤول يوقف محبي إشعال النار على أنواعهم ممن يبحثون عن جمع الأصوات في إطار المنافسة «من هو الأكثر تطرفا». أما حاليا فيبدو أن واحدا كهذا غير موجود.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى