ترجمات عبرية

يديعوت: روسيا تسحب بعض قواتها وسلاحها من سورية إلى أوكرانيا

يديعوت 2022-10-22، بقلم: رونين بيرغمان، روسيا وسورية

خلق الغزو الروسي لأوكرانيا موجات صدى تؤثر على العالم كله: نقص في الطاقة، زيادة ميزانيات الدفاع، توريد سلاح ومساعدة للدولة في ضائقة بالحجوم الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية – والتخوف من مواجهة نووية. في الشهرين الأخيرين يبدو واضحا تأثير الحرب أيضا على التدخل الروسي في مناطق بعيدة عن كييف ودونيتسك – الشرق الأوسط.

ان تركيز الكرملين والجيش الروسي على المواجهة المتواصلة يعطي مؤشراته ايضا على موقع آخر يراه الرئيس بوتين استراتيجيا. فقد أفادت “نيويورك تايمز” (في تقرير كنت شريكا فيه) عن مصادر عليمة غربية وإسرائيلية بان روسيا أخرجت من سورية أجزاء من قوتها المقاتلة، التي استبدلت بشرطة عسكرية، ونقلت قيادات عليا لتعزيز المنظومة في أوكرانيا.

وحسب مصادر أمنية إسرائيلية وغربية، يبدو في الفترة الأخيرة تدخل اقل فأقل لوزارة الدفاع في موسكو في الإدارة الجارية لما يجري في سورية، بما في ذلك في التنسيق العسكري مع إسرائيل. كما كشف النقاب أيضاً عن أنه قبل بضعة أسابيع أخرجت روسيا من سورية بطاريات صواريخ اس 300 التي تسببت بقلق شديد في إسرائيل منذ نصبت هناك في أيلول 2018. ونقلت البطارية الى أوكرانيا حيث تستخدم صواريخ أيضاً لغرض النار على أهداف برية. هذه التطورات قد تغير حسابات إسرائيل بالنسبة لتدخلها في سورية وبالنسبة لمساعدتها لأوكرانيا.

في إسرائيل يفسرون الخطوة الروسية باحتياجات تكتيكية عسكرية في اوكرانيا وليس كرسالة الى القدس وكأنها الآن حرة في ان تفعل كما تشاء في سورية. من جهة اخرى، فان إزالة البطارية يقلل بشكل كبير التهديد على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تواصل العمل في سورية.

في رد على الهجمات الجوية لإسرائيل في سورية طلبت دمشق في حينه أن تشتري من روسيا صواريخ مضادة للطائرات من طراز إس 300. رفضت روسيا عمل ذلك، لكن بعد إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية بنار أطلقها الجيش السوري ضد طائرات إسرائيلية، في أيلول 2018، غيرت الاتجاه وأعلنت عن أنها ستزود سورية بمنظومة السلاح.

ان مجرد وجود البطارية في سورية أثار المخاوف في إسرائيل. فالبطارية هي احد الأسباب المركزية لرفض القدس تزويد اوكرانيا بسلاح وجودي او ان تندد بشدة أكبر بالغزو لاوكرانيا. في إسرائيل خشوا من انه في ضوء مثل هذه الخطوات من شأن روسيا أن تنقل الصواريخ الى قيادة واستخدام سوريين، الأمر الذي كان سيمس بحرية طيران سلاح الجو. لو ابقت قوات روسية في حجرة القيادة لامتنعت إسرائيل عن المس بها.

في ايار الماضي، بعد أن نشرت في وسائل الإعلام شهادات عن جرائم حرب روسية ارتكبت في بوتشا أعربت محافل عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى عن رأيها أمام رئيس الوزراء الذي كان في ذاك الوقت نفتالي بينيت وأمام الوزراء بأنه حتى لو اتخذت روسيا خطوات حادة ضد إسرائيل، لو وقفت هذه الى جانب كييف، على اسرائيل أن تتخذ موقفاً حازماً وذلك من أجل أن “نقع في الجانب الصحيح من التاريخ”. رغم ذلك، لم يغير بينيت رأيه وواصل معارضة توريد السلاح او خطوات اخرى تفسرها الكرملين كعطف على اوكرانيا.

والآن، يمكن لإسرائيل أن تواصل الهجوم في سورية بل وان تخشى اقل من نقل البطارية الى أيادٍ سورية. تعبير محتمل عن التخوف المتقلص يمكن ربما ان نجده في اقرار مصدر إسرائيلي لما اقتبس عن مسؤولين أوكرانيين بأن اسرائيل تقدم لأوكرانيا مساعدة استخبارية كي تحسن قدراتها في العثور وفي الإسقاط للمسيّرات الإيرانية. كما أن مصدراً أوكرانيا رفيع المستوى قال ان إسرائيل طلبت من أوكرانيا ان تحصل على بقايا المسيّرات الإيرانية التي سقطت او تفجرت في أراضيها كي تجري عليها الفحص والتحليل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى