ترجمات عبرية

يديعوت: رئيس وزراء في حصار المشاكل تأتي تباعا

يديعوت 28/6/2024، ناحوم برنياع: رئيس وزراء في حصار المشاكل تأتي تباعا

المشاكل تأتي تباعا: بداية قرار محكمة العدل العليا في موضوع الحريديم؛ بعد ذلك التقرير الاولي للجنة التحقيق في موضوع السفن؛ تمرد يولي ادلشتاين، زيارة غالنت الى واشنطن؛ إحساس الإهانة لدى الحاخامين الحريديم. نتنياهو يمكنه ان يتغلب على كل حدث على حده، لكن ماذا يحصل عندما يلتقي حدث بحدث؟ المشكلة تقع عليه هناك، في نقطة اللقاء. 

نقطة لقاء أولى هي بين الجمهور الصهيوني – العلماني والجمهور الصهيوني – الديني. مشروع الاستيطان فصل بينهما؛ الحرب قربت بينهما من جديد. هذا هو التفسير لـ 9:0 في قرار محكمة العدل العليا: القضاة الليبراليون غضبوا على انعدام المساواة والتسييس للخدمة في الجيش؛ المحافظون غضبوا على الاستخفاف بالقانون؛ الصهيونيون الدينيون غضبوا على التمييز بين المتدين والمتدين. مساهمة الصهيونية الدينية في الجهد الحربي تفوق نصيبها بين السكان. الحكومة تتوقع منها أن تدفع الثمن مرتين بالدم، وبالاعتراف بالتفوق الحريدي. يوجد متدينون متساوون ويوجد متدينون متساوون اكثر. 

“لا يوجد صوت للحريديم في العليا”، اشتكى موشيه جفني. ليس لهم صوت في العليا لانهم يرفضون تشجيع مرشحين الى العليا. كنيست نعم، حكومة نعم، قضاة نعم، هنا وهناك. اما عليا فلا. اذا لم ترسل، فكيف ستأخذ. ومفارقة أخرى: المصلحة الحريدية كان ينبغي لها أن تقودهم الى الدعوة لوقف الحرب. الحرب خلقت الحاجة الى متجندين، الضغط، الغضب. وقفها سيغير جدول الاعمال. لكن مثلما قال غولدكنوف، ما لهم وللحرب. 

اللقاء قائم أيضا في كتلة الليكود في الكنيست وفي الحكومة أيضا. الوزراء والنواب الذين اجبروا على التصويت مع قانون التملص اجتازوا ليلة صعبة. غداة التصويت، امام الاحتجاج في الشبكات الاجتماعية، سألوا لماذا يفعلون هذا، من اجل ماذا، من اجل من، كيف يدفعهم هذا الى الامام. رأوا بان الوحيد الذي خرج كاسبا من التصويت هو غالنت، الذي صوت ضد. 

فقدان نتنياهو لهالته هو نقطة اللقاء الثانية. فهي تجمع أعضاء لجنة التحقيق مع قضاة العليا ومع غالنت والمتمردين في الليكود. التأجيل، الأكاذيب، الاحابيل والحيل افرغت ما تبقى من احترام لديهم تجاه الرجل وتجاه منصبه. كفوا عن إعطائه تنزيلات. 

من لم يكن في هذه القصة؟ الحريديم القوميون لم يكونوا. ليس لهم دور لا في الصراع على حمل عبء الحرب ولا في الصراع على جودة الحكم. لا غرو أن سموتريتش هبط الى ما دون نسبة الحسم: فهو يحمل اسم الصهيونية الدينية عبثا. 

فهل ستوجد القشة التي ستقسم ظهر البعير؟ ليس مؤكدا. يحتمل أن يجد السياسيون الحريديم السبل لامتصاص شر القضاء. يحتمل أن يخاف الموظفون، حماة الحمى فرضه. بعد شهر بالضبط، في 28 تموز، تنتهي الدورة الصيفية للكنيست، وتحظى الحكومة بتمديد آخر حتى الى ما بعد الأعياد. اول أمس التقيت في الكنيست يوآف سغلوبتش عضو كتلة يوجد مستقبل. “انا متفائل”، قال. “يكفي حاخام اشكنازي واحد يمل. ليس كل شيء في الحياة يعمل على المنطق. توجد أيضا العواطف. حاخام واحد يقوم، فاذا بالحريديم يفجرون الحكومة ونتوجه الى الانتخابات”.

حل ليبرمان

على رف في مكتب افيغدور ليبرمان في الكنيست، من تحت صورة هرتسل، توجد صورتان يفتخر بهما على نحو خاص. على اليسار، على خلفية مظلمة، صوفية، رأس رجل؛ على اليمين، نصب قديم عليه نص بالايدش. من الرجل، سألت. 

“هارينتساعر”، أجاب ليبرمان. لمعت عيناه، صارت له قصية يرويها. 

“ربينتس هي المدينة التي ولدت فيها”، قال. “وهارينتساعر هو حاييم زنفيل ابراموبتس، الحاخام الولي. انا معجب به”.

لم أفهم ما لليبرمان، عظيم أعداء الحريديم في الكنيست والحاخام الحسيدي بل وولي. 

ريبنتس هي مدينة من نحو 50 الف نسمة. مثل مدن أخرى في هوامش الإمبراطورية الروسية، انتقلت على مدى السنين من دولة الى دولة. كانت في روسيا، بولندا، في أوكرانيا والان هي في مولدوفيا. اليهود كانوا الجماعية الاثنية الأكبر في المدينة – اكثر من ثلث السكان. قال ليبرمان ان “الحاخام كان تجول كل الأسبوع في المنطقة، اذا كان سمع أن يهوديين يتنازعان فيما بينهما ما كان ليتركهما الى أن يتصالحا. يعيش بتواضع، في بيت فقير، على سرير حديدي. في الشتاء كان يحطم الجليد في نهر دنياستر وينزل الى المياه المجمدة. قالوا لي انه باركني عند الطهور”. 

كان الحاخام يجري طقوسا يهودية في الخفاء، في العهد السوفياتي. وهكذا نال المجد. في 1979 هاجر الى إسرائيل، وبعدها عاد وهاجر الى الولايات المتحدة. في 1995 توفي في مونسي، بلدة حريدية في ولاية نيويورك. 

هذه ليست القصة. 

“في تشرين الثاني 2023 كانت المحكمة توشك على ان تنشر قرارها في محاكمتي”، قال ليبرمان. “ذهبت الى أمريكا. رئيس طاقمي، شارون شالوم – كنا نسميه شارونسكي – قال لي عندي إحساس جيد في البطن بالنسبة للقرار. ماذا تقول، قلت له. 17 سنة والنيابة العامة تلاحقني. النيابة العامة والقضاة يدا بيد، وهذا لن ينتهي بخير. اقترح علي ان نحج الى القبر في مونسي. قلت، حسنا. ابي كان يقول، الشاي والتهاليل معا  لا يضران. في الواحدة والنصف ليلا حججنا الى القبر. وانت تعرف ما هو تشرين الثاني في نيويورك. مطر غزير، برد قارص. بعد أربعة أيام برأتني المحكمة. وليس مجرد تبرئة – بل لانعدام التهمة”. 

قصة جيدة. ماذا تعلمت منها؟ بانه توجد معجزات في العالم، ومهم لليبرمان أن يروي بانه معجب بحاخام حريدي. صحيح، حاخام ميت: فالحاخامون الاحياء معجب هو بهم اقل. 

قال لي “اؤمن بان عش ودع الاخرين يعيشون. زوجتي وابنتي متدينتان. في البيت لا آكل الا حلال؛ في الخارج آكل كل ما اشتهي. في ليل السبت اجري تقديسا، وفي صباح السبت العب التنس. كل ما يروج له الحاخامون الحريديم يتعارض والدين اليهودي. ماذا، محظور على اليهودي أن يكون مقاتلا؟ محظور على اليهودي ان يعمل؟ في كل عرس يهودي يتعهد العريس بان يقوم الرجل على اعالة زوجته. الحاخامون يقولون “لا، فلتعيله الزوجة”. 

إسرائيل بيتنا، حزب ليبرمان، يصعد بثبات في الاستطلاعات – استطلاع أخير أعطاه 14 مقعدا. الميل كفيل بان يفيد بشيء ما عن ميول الإسرائيليين في وقت الحرب. لماذا ليبرمان؛ لماذا الان. هل بسبب الحريديم؟ هل بسبب العرب؟ هل بسبب نتنياهو؟ هل لانه عند الازمة الناس يجتذبون الى من يعرض عليهم مخرجا واضحا، مطلقا، لا هوادة فيه؟ 

لقد درج ليبرمان على أن يبدأ كل حديث عن الوضع بكلمتي “جنة عدن”. ليس بعد اليوم. الان هو يقول، “اذا بقيت هذه الحكومة، ففي غضون سنتين لن تكون لنا دولة”. 

لا يناسبك، قلت له. الدولة اقوى من كل عناصرها. 

“انت لا تعرف الحكومة مثلي”، أجاب. “هذا ما سيكون”.

بالفعل، هو يعرف. فقد تولى كل المناصب الوزارية التي يمكن للسياسة أن تعرضها – وزير دفاع، وزير مالية، وزير خارجية وغيرها. كله، ذكرته، باستثناء منصبين – رئيس وزراء ورئيس معارضة. 

للحل السياسي يقترح أن نسميه “ائتلاف صهيوني بلا هوامش”. “يئير غولان، لبيد، غانتس وانا نحصل معا على 623 مقعدا. نقيم حكومة بدون الليكود، بدون المسيحانيين وبدون الحريديم. الليكود يلقي ببيبي وينضم الى الحكومة”. 

“مهم له ان يشدد على الفرق بينه وبين غانتس الذي يدعو الى إقامة “حكومة وحدة وطنية واسعة”. “بهذه الكلمات غانتس يعتزم غمز الحريديم”، قال ليبرمان. “هذا خطأ جسيم. الروح المتطرفة تسيطر الان في شاس أيضا. انظر ما قاله الحاخام مايا هذا الأسبوع: حتى من لا يتعلم التوراة، لن يخدم”. 

إسرائيل الجديدة

63 مقعدا في الاستطلاع هي ليست 63 مقعدا في صندوق الاقتراع، قلت. لكن لنفترض أن نعم – فماذا سيفعل هذا الائتلاف. 

“رؤيايا واضحة”، قال. “نحن نستنزف انفسنا امام وكلاء ايران بدلا من ان نركز عليها. بدون ايران لا توجد حماس، لا يوجد الجهاد الإسلامي، لا يوجد حزب الله، لا يوجد الحوثيون، لا توجد ميليشيات شيعية في سوريا”.

لديه رأي ما وكيف الهجوم في ايران. يرفض البحث فيه علنا. ماذا ستفعل في الشمال، سألت. 

“حرب”، قال. “قبل الانطلاق يجب إعطاء جواب إيجابي على أربعة أسئلة: كيف ننهي الحرب؛ هل يوجد ما يكفي من القوات المؤهلة؛ هل يوجد ما يكفي من السلاح؛ هل معنويات المقاتلين عالية. كل الاحاديث عن تسوية سياسية هي قصص الجدة. يجب أن نفترض عليهم قرار 1701 من طرف واحد”.

“بالنسبة لغزة، اليوم التالي واضح جدا. يجب استكمال خطة فك الارتباط، اغلاق غزة تماما. لا كهرباء، لا ماء. فليحصلوا على كل شيء من مصر أو عبر البحر. اذا بنوا مخرطة واحدة، ندمرها فورا. اذا جلبت سفينة واحدة سلاح الى ميناء، نفجر الميناء. الدول التي تساهم في الاعمار تعرف مسبقا ان هذه سياستنا. 

“علينا أن نقرر حدودنا، من طرف واحد. ترامب اعترف بسيادة إسرائيل في القدس وفي الجولان، يجب تحقيق هذا، تثبيت حدود في يهودا والسامرة أيضا”. 

“ستكون فترة صعبة، لكن في النهاية سيعتاد العالم على إسرائيل الجديدة”.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى