ترجمات عبرية

يديعوت: رئيس شعبة “أمان” يتحدث عن اليوم التالي لابو مازن

يديعوت أحرونوت 14/9/2022، بقلم: يوسي يهوشع

لا تتوفر لنا يومياً فرصة لسماع تقديرات ومواقف رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي (أمان) كجزء من حديث حر، بلا خطاب مكتوب أو رسالة تُختار فيها كل كلمة بعناية وتوزن مرات ومرات.

لكن فرصة كهذه جاءت أمس في ندوة معهد السياسة ضد الإرهاب بجامعة رايخمن، حيث وفر رئيس “أمان” اللواء أهرون حليوة إطلالة شاذة نسبياً على فكره بالنسبة لعدد من المواضيع المشتعلة. لم يكن هذا خطاباً مكتوباً، مثل الذي ألقاه رئيس “الشاباك” رونين بار، ورئيس الموساد دادي برنياع، ولم يكن إعلاناً قصيراً بأسلوب البلاغات التي يصدرها رئيس الأركان الفريق أفيف كوخافي، الذي سينهي مهام منصبه قريباً، دون أن يجلس مرة واحدة للإجابة عن الأسئلة في طيف من المواضيع العملياتية، أو بخصوص مسائل الجيش والمجتمع كما فعل كل رؤساء الأركان حتى اليوم.

جلس حليوة لحديث مع البروفيسور بوعز غانور، رئيس معهد السياسة ضد الإرهاب، ونجح الأخير في انتزاع بضعة أقوال منه، من غير المؤكد أن يقولها في خطاب مرتب، مثل: لإسرائيل مصلحة أمنية في استقرار السلطة الفلسطينية؛ لتقليص الإرهاب. “المصلحة هي تخفيض مستوى الإرهاب في المنطقة واستقرار حوكمة السلطة”، شرح حليوة. “كما أني لا أريد اعتقال عشرات نشطاء الإرهاب كل ليلة، وعلينا أن نقوم بالأعمال الصحيحة كي تستقر السلطة. وهذه مصلحة إسرائيلية أمنية”.

حليوة ليس بالشخص الذي يحب العناوين الرئيسة الضاغطة، ولا يريد خلق دراما، بخلاف جنرالات آخرين يستمتعون بالتحذير والإعراب عن تخوفهم على أساس دائم، وإذا حصل شيء ما يذكرون في النهاية بأنهم كانوا هم الذين ضغطوا، “قلنا لكم”. بخصوص فترة الأعياد المقتربة، قال إنها “فترة حساسة دوماً”، وأوضح بأنه “من الأصح في الساحة الفلسطينية النظر إلى المستقبل الأبعد، إلى اليوم التالي لأبو مازن، وإلى صراعات الخلافة التي ستبدأ عقب ذلك”.

أما بخصوص غزة، فيواصل حليوة تبني رأيه بأن حملة “حارس الأسوار” ستحقق فترة هدوء لخمس سنوات، وذلك رغم أننا علقنا في حملة “بزوغ الفجر” بعد سنة منها. “لا أزال أقف خلف هذا القول”، قال. “في غزة، إلى جانب استخدام حماس للقوة، نرى بأن سياقات الاستقرار الاقتصادي وإدخال العمال تنطوي على احتمال هدوء طويل السنين. لسنا في ساحة واحدة مع حماس، فأمامنا لاعبون آخرون مثل الجهاد الإسلامي، الذي كان ينبغي لحماس أن تتخذ تجاهه أعمالاً ذات مغزى. إذا كانت حماس هي صاحبة السيادة في غزة، فعليها أن تمنع “الجهاد” من القيام بالأعمال الأخيرة”.

إذا كانت هناك رسالة تهديد في أقوال حليوة أمس، فهي موجهة أساساً إلى الشمال، إلى الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، الذي هدد طوافات الغاز الإسرائيلية. “آمل ألا يستخف نصر الله بالرد الإسرائيلي، إذا ما قرر التصعيد”، قال. “أذكّر بأننا أسقطنا المسيرات التي أطلقها نصر الله نحو الطوافة، ولم يكن من حزب الله رد في هذا الشأن. من ناحيته، إسقاط المسيرات كان كافياً. والرد على مجرد إطلاقها هو الصواب كما يرى”.

“القوة الإسرائيلية كبيرة جداً، وأنا واثق بأن في “حزب الله” من يفهمون هذا ولا يريدون أن يجربونا – نصر الله رجل جدي ويعرف عما أتحدث”، أوضح. “في ظل التطور الإقليمي، يجري نصرالله حساباته، مع ذاكرة عميقة لما حصل في حرب لبنان الثانية. نصر الله شخص معتبر جداً في إيران. وفرضية عملي وعمل الجيش الإسرائيلي هي أنه ليس السيد، بل شريك في اتخاذ القرارات مع الإيرانيين. ثمة احتمالية بأن “حزب الله” سينضم في أحداث معينة، إلى دائرة العنف الإيرانية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى