ترجمات عبرية

يديعوت: رئيس الأركان: سأقدم للمستوى السياسي صورة كفاءة موثوقة

يديعوت 21-7-2023، بقلم يوسي يهوشع: رئيس الأركان: سأقدم للمستوى السياسي صورة كفاءة موثوقة

إن تاريخ جيش الدفاع الإسرائيلي مليء بالتواريخ المحددة ، فبعضها يمثل إنجازات عظيمة والبعض الآخر يحيي ذكرى إخفاقات مؤلمة ، ومعظمها معروف للجمهور وبعضها لا يعرفه إلا قلة ، لكن اللحظة التاريخية والمأساوية التي لم يُحكم فيها الجيش الآن في يوم محدد ولم يولد نتيجة مهمة عسكرية بطولية أو خيبة أمل مسجلة إلى الأبد .

كل من يتحرر من كليشيهات يرى الصورة الخطيرة: حتى لو ضغطت كل الأطراف على كوابح الطوارئ، فلن يعود جيش الدفاع الإسرائيلي ليكون مثلما كان. يمكن الجدال فيما إذا كانت هذه هي النهاية الطبيعية لمسيرة طويلة المدى أو انعطافة حادة عقب ظروف شاذة. بات هذا موضوعاً للمؤرخين. النتيجة متشابهة: الأزمة السياسية والاجتماعية قلبت الجيش كما عرفناه رأساً على عقب، بمعنى ساحة يلتقي فيها كل المجتمع الإسرائيلي ليقيم أمة انبعثت من الرماد، إلى جهاز متنازع ومرهق وببساطة حزين. ما تم لا يمكن إعادته، بل يجب التفكير جيداً كيف يمكن إعادة تصميم الجيش، استعداداً للتحديات التي تنتظرنا.

الجمهور كفيل بأن يفكر، بالخطأ، بأن الفيروس الذي يصفي وحدة الصف العسكرية الإسرائيلية لا يهاجم بقوة إلا سلاح الجو. غير أن الوضع صعب أيضاً في شعبة الاستخبارات والوحدات الميدانية. وليس المقصود العرفاء في “غولاني” وفي “المظليين”، بل بالتأكيد ضباط ورجال الخدمة الدائمة في هذه الألوية وغيرها. الخطاب السياسي في شكله الأكثر تسمماً، تفشى في كل مكان. الشريط الذي نشر أمس، والذي لاقى شجباً شديداً من وزير الدفاع والناطق العسكري كان نقد شره وزيران (واحد منهما شطبه)، تسبب بمشاعر قاسية بين الطيارين. ولئن كان هدف منتج الشريط إيقاظ الوعي بالخطر من الحرب الأهلية، فقد فوته وبقوة.

وعليه، فإنه حتى لو كان مستوى الأهلية لم يتضرر بعد، يقول الجيش إن وحدة الصف تلقت عدداً من الرصاصات، وهذا بحد ذاته ضرر بقدرة الجيش في التصدي لأزمة أمنية؛ ولا تنقص أزمات كهذه. “أشعر بمسؤولية جسيمة”، قال قائد سلاح الجو اللواء تومر بار. “همي هو الأهلية ووحدة الصف في السلاح والإيفاء بالمهام الجسيمة الملقاة عليه. لا مكان داخل المجتمع لتلك الأقوال القاسية التي سمعناها في الأيام الأخيرة تجاه الجيش وسلاح الجو في “النظامي” و”الاحتياط”، وهي أقوال ألحقت وتلحق ضرراً جسيماً. أشجبها بكل حزم”. المشكلة مع بار أنه في أقواله، بعد أن خرج وعن حق ضد أولئك الذين يشهرون بالطيارين، أخطأ أيضاً خطأ جسيماً حين لم يقل كلمة ضد ظاهرة عدم الامتثال، خصوصاً أنه ظهوره العلني الأول في الموجة الحالية.

بار ورئيس الأركان هرتسي هليفي مسؤولان عن أن يعكسا للقيادة السياسية، وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، صورة الوضع الحقيقية. لم يطرأ حتى يوم أمس تغيير ذو مغزى: عدد الضباط في سلاح الجو ممن أعلنوا بأنهم سيكفون عن الامتثال للاحتياط يبلغ نحو 200 من عموم المنظومات في السلاح. قلة منهم طيارون في الأسراب: معظمهم يتطوعون في مدرسة الطيران وفي هيئة أركان العمليات. كما أن هناك عرائض وتوجهات من رجال احتياط من أجزاء أخرى من الجيش، لكن الجيش يعرف كيف يتدبر أمره مع مقاتلين أقل. بالمقابل، يعد تقليص عدد الطيارين الذين تحت تصرف سلاح الجو، ضرراً استراتيجياً. في هذه اللحظة، الحدث محتوى، لكن لا أحد في الجيش يملك معلومات مؤكدة تقول لهم ما سيحصل إذا ما أجيز التشريع بالقراءة الثالثة، وهل بالفعل ستنفذ مئات أخرى تهديدهم. لا تزال قيادة الجيش تأمل بمظاهر المسؤولية، خصوصاً في ضوء التهديدات الأمنية. لهذا السبب، يحذر بار وهليفي في تقريرهما كي لا يخلقا صورة مخففة وغير أصيلة. وقال رئيس الأركان لمقربيه هذا الأسبوع: “سأعرض على القيادة السياسية صورة وضع مصداقية عن الأهلية ووحدة الصف العسكرية. لن أغير حرفاً”.

هليفي الذي بالكاد أمضى نصف سنة في المنصب، يشعر بمسؤولية جسيمة. إذا تبين أنه بالغ في تحذيراته بأنه سيتعرض لنقد القيادة السياسية (يتعرض للنقد منذ أشهر من قبل مؤيديهم في الإعلام) بدعوى أنه تعاون مع الاحتجاج. إذا ما قلل من التهديد وتفجر في وجه الجميع، فسيقولون إنه لم يقاتل بما يكفي حيال نتنياهو وسيتعين عليه أن يقدم تفسيراته.

أمس، كتبت في هذه الصفحات عن عزلة رئيس الأركان الذي لا يمكنه التشاور مع معظم أسلافه في المنصب ممن يشاركون مشاركة فاعلة في الاحتجاج، وذلك بخلاف قائد السلاح مثلاً، الذي فعل هذا أمس (وتلقى نقداً على ذلك بسبب حضور أمير ايشل). يتبين الآن أنه بسبب الأزمة السياسية الحادة، لم يعقد هذا المحفل المهم حتى ولا مرة واحدة، بسبب هوية شخصيات مثل إيهود باراك، وموشيه بوغي يعلون، ودان حلوتس.

غير أن العطف والتعاطف أيضاً لن يساعدا هليفي الذي سيتعين عليه -بدون تراجع نتنياهو (ومن كلمته أمس لم يبدُ أنه في الطريق إلى التنازل) ومع تعاظم الاحتجاج في سلاح الجو- أن يأخذ القرار الذي يمكنه أن يعرف ولايته: رفع العلم الأحمر.

 ليس واضحاً في هذه اللحظة ما الذي سيحمل رئيس الأركان على فِعل هذا، لكنها ستكون لحظة صعبة، ستحدث هزة واسعة. كانت لسلف هليفي وأفيف كوخافي خطط كبرى اجتازت تغييراً راديكالياً بسبب كورونا، الذي تميز بنفسه كأزمة اجتماعية. لكن إلى جانب الورطة التي يعيشها هليفي، تبدو الفترة إياها كالحنين في هيئة الأركان.

وإذا لم يكن هذا بكاف، فقد زار رئيس الأركان أمس الحدود اللبنانية وصوره “حزب الله” الذي عني بنشر الصور كجزء من الحرب النفسية ضد إسرائيل. وبالفعل، مع كل الاحترام للشكوى التي انطلقت على أنه “بقي مكشوفاً وليس محمياً بشكل كاف، الويل لدولة يمتنع فيها رئيس الأركان عن زيارة استحكام مثل “تسيبورن” في الشمال، بسبب تهديد خارجي. بخلاف الادعاءات، عمل رئيس الأركان حسب تعليمات وحدة حراسة الشخصيات ولاحقاً أيضاً تجول مع سترة واقية وخوذة. وجود “حزب الله” على الجدار ليس جديداً، ووحدة الببراتشي خاصته تحرص على توثيق ضباط في مستويات أدنى من الفريق هليفي. بالمناسبة، إذا كان حسن نصر الله يريد، فيمكنه الانتقال من التقاط الصور إلى إطلاق صواريخ مضادة للدروع نحو قافلة رئيس الأركان. الحقيقة هي أن هذا لم يحصل، وخير جداً أن يزور رئيس الأركان خط الاشتباك. شيء ما صغير جداً نواسي به أنفسنا في أيام سيئة بهذا القدر للردع الإسرائيلي، وبالذات من الداخل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى