ترجمات عبرية

يديعوت: خطر نزول إسرائيل عن السكة

يديعوت 2023-07-12، بقلم: سيفر بلوتسكر: خطر نزول إسرائيل عن السكة

القرار بإبقاء الفائدة على حالها، أول من أمس، كان منطوياً في أقوال المحافظ، البروفيسور أمير يرون، بالضبط قبل شهر، أي كان ينبغي فقط الإنصات له. فقد قال يرون في حينه: إن رفع الفائدة بـ 0.25 في المئة إلى 4.75 في المئة يأخذ منذ الآن في الحسبان إمكانية جدول عال نسبياً لشهر حزيران، وبالتالي للزمن القريب على الأقل تكون سياسة رفع الفائدة استنفدت نفسها. عملياً، جدول حزيران من المتوقع أن يكون بالذات متدنياً نسبياً، وجدول تموز على حدود صفرية، إن لم تكن سلبية.

إن قرار عدم تغيير الفائدة هو بالطبع نبأ طيب لأصحاب قروض السكن ولبعض أصحاب الديون، وهو جيد عملياً لكل الاقتصاد. ومع ذلك لا ينبغي الاستنتاج أن جني التضخم المالي أعيد بكامله إلى القمقم. لا، فهو لا يزال في الخارج ضعيفاً وغافياً ولكنه مستعد لأن يستيقظ ويهاجم. المحافظ هو الآخر يقول هذا بشكل صريح جداً: لا تخطئوا فيه، ولا تعتقدوا أن حربة الفائدة لديّ عادت إلى الأبد إلى غمدها. إذا رأيت التضخم المالي يرفع رأسه مرة أخرى، فلن أتردد في امتشاق سلاح الفائدة المرتفع.

وماذا عن تخفيض الفائدة: حسب التوقع الأخير لبنك إسرائيل، سيكون هذا خياراً على جدول الأعمال فقط بعد نصف سنة على الأقل. لكن من نواح أخرى هذا توقع إيجابي ومشجع؛ فالاقتصاد الإسرائيلي من المتوقع أن ينمو واقعياً في 2023 بمعدل 3 في المئة (بنصف في المئة أكثر من توقع نيسان)، ومن المتوقع للاستثمارات أن تزداد بـ 4.5 في المئة، وستبقى العمالة كاملة، وسيبقى العجز في الميزانية هامشياً.

إلى جانبها، من المهم أن نذكر دون توقف مخاطر المستقبل، كما عددها المحافظ يرون، أول من أمس. نبدأ من التكنولوجيا العليا التي وزنها في التصدير نحو 50 في المئة، ونموها المتسارع دفع الاقتصاد كله إلى الأمام. التكنولوجيا العليا العالمية دخلت في ركود في نهاية السنة الماضية، ما أدى إلى انكماش في الأعمال، وانخفاض حاد في تجنيد المال للتكنولوجيا العليا الإسرائيلية التي معظمها تصدير. هذا الميل إذا استمر من شأنه أن يؤثر سلباً على كل القطاعات الاقتصادية، وليس فقط على شركات الانطلاق الآخذ عددها على أي حال بالتناقص، كما يحذر المحافظ في استعراضه، ويحذر أساساً الحكومة غير المسؤولة وغير المؤدية لمهامها. خطر آخر: انخفاض إضافي في قيمة الشيكل، مثلاً نتيجة لتخفيض حقيقي في التصنيف الائتماني الدولي لإسرائيل، من شأنه أن يحبط وقف التضخم المالي. ما كنت لأبالغ بهذا الخطر؛ فلإسرائيل فوائض هائلة من العملة الصعبة، والمصدرون تمنوا تخفيضاً للشيكل منذ زمن بعيد.

الخطر الثالث والأصعب منها جميعاً يكمن في حملة التشريع التعسفية لحكومة روتمان – سموتريتش – بن غفير، مؤيدو الضم الثلاثي المسيحاني الذي نجح في السيطرة بسهولة على رئيس الوزراء نتنياهو وجعله عبداً طيّعاً له. فعندما يتبنى بيبي الفكر المتطرف الأكثر تزمتاً في الخارطة السياسية الإسرائيلية يجعل بكلتا يديه إسرائيل دولة ترفض الأعمال التجارية العاقلة للاستثمار فيها، والتواجد فيها، والعمل فيها.

الخطر على إسرائيل كدولة ديمقراطية طبيعية أجاد السفير الأميركي المنصرف وصفه بأنه «نزول عن السكة»، وهو خطر يغطي بخطورته على كل المخاطر الأخرى. المحافظ يحذر منه، بلغته المنضبطة، حين يدعو إلى تشريع بتوافق واسع. توافق واسع بالفعل سيعطل المتطرفين وسيسمح بتحقيق السيناريوهات الاقتصادية المثلى لإسرائيل، بما فيها تصفية التضخم المالي، لكن من الصعب أن نرى روتمان – سموتريتش – بن غفير ورفاقهم يغادرون بهدوء المواقع الأساسية التي استولوا عليها في حكم نتنياهو. وعندما يواصلون في مناصبهم وفي دوائر نفوذهم، فإن الاحتمال لتحقق التوقعات المتفائلة للاقتصاد الإسرائيلي ينفد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى