ترجمات عبرية

يديعوت: حكومة نتنياهو المشلولة: قائمة أسئلة مصيرية عالقة

يديعوت 2023-11-18، بقلم: أيهود باراكحكومة نتنياهو المشلولة: قائمة أسئلة مصيرية عالقة

7 أكتوبر سيخط في تاريخنا كالقصور الأخطر في تاريخ الدولة. قصور الاستخبارات والمنظومة العملياتية، قصور قيادة الامن ورئيس الوزراء. سترافقنا الندب لسنوات جيل فأكثر. لكننا شعب مقاتل، يصحو في لحظات الاختبار، يتحد ويعمل على إزالة التهديد. في نهاية ستة أسابيع، الجيش الإسرائيلي يتواجد عميقا في غزة، يدمر بنى تحتية لحماس، يتقدم نحو تحقيق الأهداف، وفي مركزها تحييد القدرة العملياتية والسلطوية لحماس، الى جانب تحرير المخطوفين. تدور الحرب في ظل أربعة اضطرارات كل واحد منها على حده من شأنه أن يحبط مجرد قدرتنا على تحقيق الأهداف: تحرير المخطوفين، ردع حزب الله وإيران، الإبقاء على الشرعية للعمل لزمن طويل، ومسألة “اليوم التالي”: الأمن لـ “الغلاف” وكذا ماذا وكيف سيحصل لأجل ان يتمكن سكان الشمال من العودة الى بيوتهم؟

الولايات المتحدة مشاركة في الحدث، بشكل عميق وغير مسبوق. وخير ان الأمر هكذا. قطار جوي يحمل أسلحة وعتادا قتاليا اطلق في غضون 72 ساعة. مجموعتان من حاملات الطائرات انتشرتا وعليهما نحو 150 طائرة وكذا غواصة نووية وسفن أخرى مسلحة بصواريخ جوالة واعتراض ونحو الفي مقاتل مارينز. طائرات قصف ثقيلة دفع بها الى الامام نحو قاعدة الناتو في صقلية. على الطريق، رزمة مساعدة لإسرائيل بمبلغ 14.3 مليار دولار والولايات المتحدة تحمينا من قرارات معادية في مجلس الأمن. مذكورة أيضا الزيارة التي تشكل سابقة والتي قام بها الرئيس بايدن، خطاباته الباعثة على الأمل ولقاءاته الباعثة على الانفعال التأثر مع عائلات المغدورين والمخطوفين.

عمليا، يوجد هنا تغيير جوهري في الاتجاه. فالولايات المتحدة التي كانت توشك على “ترك” الشرق الأوسط في صالح أولويات أخرى – المنافسة الاستراتيجية مع الصين والحرب الروسية الأوكرانية – اكتشفت بان الشرق الأوسط لا يتركها، وهي تعود، وبقوة. الولايات المتحدة تقف على رأس محور شرق اوسطي “معتدل ومسؤول” يضم إسرائيل، مصر، الأردن، دول اتفاقات أبراهام، السعودية وبصلة واهية أيضا قطر أيضا. وهي تقف امام محور مضاد لـ “دول وكيانات مارقة”: ايران، سورية، حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي وما شابه. محور “المارقين” مسنود من روسيا وبمشاركة الصين، وبذلك ارتبط بشكل غير مباشر بالحرب في أوكرانيا وباسواق النفط والغاز.

***

في اعقاب قصور 7 أكتوبر تقف إسرائيل امام الاختبار الأكثر تعقيدا في تاريخها. يوجد احتمال حقيقي لأن نفقد جزءا من المخطوفين وان يتسع القتال في الشمال (يحتمل حتى الى الضفة). يوجد خطر ما في أن تنشأ حرب استنزاف لعدة سنوات، بقوى تصعد وتهبط، مع ثمن عسكري – سياسي واقتصادي – اجتماعي جسيم للغاية.

يقال من جهة أخرى، إسرائيل ليست في خطر وجودي. نحو 30 ألف مقاتل حماس مع نحو 10 آلاف صاروخ، وحتى الى جانب 60 ألف مقاتل حزب الله بحوزتهم اكثر من 150 ألف صاروخ ومقذوفة صاروخية لا يمكنهم باي حال ان يهزموا إسرائيل عسكريا وان كان يدور الحديث في حينه عن حرب طويلة اكثر بكثير مع ثمن باهظ بالخسائر وكذا ثمن اقتصادي باهظ للغاية. لكن إسرائيل ستتغلب وستنتصر عسكريا.

لا يوجد كما اسلفنا خطر وجودي، لكن يوجد خطر حقيقي لقضم قدرة صمود المجتمع الإسرائيلي. في 7 أكتوبر انهار عقد الدولة مع مواطنيها، والذي في مركزه واجب الدولة لضمان امنهم الجسدي. دولة إسرائيل قامت كي تضمن ان يكون مكان واحد في العالم يمكن لليهود فيه ان يتمتعوا بهذا الأمن. للسيادة توجد ثمن. نحن نكون مدعوّين من حين الى حين لأن نقاتل في سبيل الحق في الوجود في بلادنا. ان نقاتل – نعم. ان نذبح على ايدي قتلة – لا. لكن هذا حصل. ومن هنا عمق الصدمة ومظاهر القلق.

في كل ابعاد التحدي: مصير المخطوفين، ردع ايران وحزب الله، الزمن والشرعية لاستكمال المهام ومسألة “اليوم التالي”، يوجد للولايات المتحدة دور مركزي، واحيانا دور حرج، لمجرد تحقيق اهدافنا. إسرائيل هي دولة سيادية، وحتى الولايات المتحدة لا يمكنها أن تملي على إسرائيل كيف تعمل. لكن يدور الحديث عن اهم أصدقائنا وعن رئيس التزامه بامن إسرائيل عميق ومستقر. فهو يطلب من حكومة إسرائيل أن تنظر بمسؤولية وبوعي الى الوضع وان تتخذ القرارات. قرارات ترتبط بأرض الواقع، ليس فقط بالدم الذي يغلي وعن حق. أو بدوافع وأمان بعض من زعمائنا.

الكثير من الفرضيات التي اتخذها نتنياهو انهارت هي أيضا في 7 أكتوبر. انهارت فرضية ان “حماس هي ذخر والسلطة هي عبء”. انهارت فرضية أنه وجد الطريق للسلام مع العالم العربي، في ظل تجاهل الفلسطينيين. انهارت فرضية انه يمكن الاستخفاف بالولايات المتحدة وخداعها مثلما فعل نتنياهو لاوباما وبايدن. انهارت فرضية “سيد الامن” الذي يتحدث 15 سنة عن اسقاط حماس ووجد نفسه يوجه 1.5 مليار دولار لحماس والان امام افظع النتائج. انهارت أيضا فرضية الزعيم من “مصاف آخر”. لقد اخطأ الرجل في ما يتعلق بالسنوار، ببوتين، بأوباما، بترامب والآن يخطئ ببايدن.

***

في الوضع العادي كان معقولا ان توثق إسرائيل العلاقات مع الولايات المتحدة وتعمل معها بانسجام قدر الإمكان، في محاولة لحل موضوع المخطوفين وإنتاج زمن وشرعية لاستكمال الأهداف وان تجري لهذا الغرض مباحثات مع الولايات المتحدة ومع الجيران العرب على مخطط “اليوم التالي”، الذي الى جانب ترتيبات امنية تلبي مطالبنا يحتمل ان تقام قوة عربية تنقل قطاع غزة بالتدريج الى السلطة الفلسطينية التي يتعين عليها أن تكون معززة وتثبت اهليتها. غير أنه لا الولايات المتحدة ولا الشركاء في المحور المعتدل سيعمقون مثل هذا الحوار دون أن يقتنعوا بان إسرائيل مستعدة لفصل جديد من محاولة الدفع قدما بتسوية سياسية مع الفلسطينيين حتى وان كانت متدرجة لسنوات ومع علامات طريق ملزمة.

الحكومة الحالية مشلولة عن العمل بمنطق. وجود سموتريتش وبن غفير في الحكومة يسد الطريق أمام إمكانية البحث مع الولايات المتحدة في الحلول القابلة للتحقق ويؤدي الى احتكاك خطير معها والى خطر على عموم اتفاقات السلام والتطبيع. سموتريتش وبن غفير في الحكومة لان نتنياهو يعنى ببقائه الشخصي وبانقاذ نفسه من محاكمته. القرار الذي يلوح في الأفق للعمل في ظل تجاهل موقف الولايات المتحدة من شأنه ان يتبين كبقاء للأجيال ويعرض للخطر مكانة، قوة وحرية عمل إسرائيل. الوصف كله، يبدو هاذيا، لكن هذا هو الوضع. ومحظور ان يستمر.

ان القتال في الميدان يتقدم كما ينبغي، لكن الحكومة ورئيسها لا يكادان يؤديان مهامهما. موضوع المخطوفين يلفه ضباب كثيف ويبعث على القلق. موضوع الزمن والشرعية يداران دون انصات للعقل السليم وبفائض انصات للمظاهر. موضوع “اليوم التالي” مدحور ويثير خطابا فارغا سيضطر لان يتراجع امام الواقع او ان يؤدي بإدارة الحرب الى طريق مسدود. رئيس الوزراء يتصرف كغير مؤهل للتحدي. مشغول “باليوم التالي” السياسي. يغرد في الليالي ضد قادة جهاز الامن، يجمع البروتوكولات ويستخدم “آلة السم”، يدور في النهار كمدمن على “التقاط الصور” في الوحدات العسكرية التي لا تريد حقا ان تراه. يقصون الاحتياط وينزعون السلاح عن الجنود النظاميين. فهل يحتمل أن يكون هؤلاء المقاتلون، المطالبون بإعطائه الثقة لدرجة المخاطرة بحياتهم بعد ساعة من زيارته، يكتشفون بان ليس لرئيس الوزراء حتى ولا ذرة ثقة – بهم؟

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى