ترجمات عبرية

يديعوت: حكومة كذب ونهب !

يديعوت 2023-05-16، بقلم: ناحوم برنياع: حكومة كذب ونهب !

ما الذي يطلبه معظم الإسرائيليين بعد خمسة أيام من صافرات الانذار، التوتر، والقلق؟ يخيل لي أن الجواب واضح: يريدون أن يستعيدوا قدراً من الحياة الطبيعية. مهلة راحة من السياسة: دون أصابع في العين، ودون فساد، ودون أكاذيب. لشدة الأسف، حكومتهم مصممة على أن تسكب عليهم كل هذه، مليء – مليء.

أبدأ بالأكاذيب. في مستهل جلسة الحكومة أجمل نتنياهو تبادل النار مع “الجهاد” في غزة. “في حملة ‘درع ورمح’ غيرنا المعادلة” قال باحتفالية. لا حاجة للمرء أن يكون أنهى 5 وحدات في الرياضيات كي يعرف أنه لم تتغير في غزة أي معادلة.

العكس هو الصحيح: المعادلة ضربت جذورها. ما كان هو ما سيكون: هذه الحقيقة يعرفها كل ضابط في هيئة الأركان، ومع هذه الحقيقة يذهب كل مقيم في الجنوب لينام. مرت تسعة أشهر بين جولة “بزوغ الفجر” وجولة “درع ورمح”. السؤال الوحيد ذو الصلة هو كم شهراً سينقضي حتى الجولة التالية، مع “الجهاد الإسلامي”، أو مع “حماس” أو مع كليهما؟

فصّل نتنياهو الإنجازات: صُفي ستة مسؤولين كبار، ودمرت 17 قيادة، وقتل عشرات “المخربين”، وقصفت مخزونات الصواريخ. هذا يذكرني بالجنرالات الأميركيين في حرب فيتنام، الذين عادوا وتباهوا بأعداد جنود الفيتكونغ الذين قتلوهم، ورفضوا أن يستوعبوا أنه لا توجد علاقة بين عدد قتلى العدو ووضع الحرب. فطالما كان “الجهاد الإسلامي” قادراً على أن يطلق مئات الصواريخ في اليوم نحو إسرائيل، وكان آلاف آخرون من مؤيدي “حماس” و”الجهاد” في الضفة مستعدين لأن يضحوا بحياتهم كي يقتلوا يهودياً في موقف باص، فنحن عالقون في الحفرة ذاتها.

يحتمل ألا يكون هناك مفر: حيال منظمات “إرهاب” كهذه، ومع حكومة كهذه، نحن محكومون بأن نعيش من جولة إلى جولة. غزة هي مرض عضال. لا علاج له، وإذا كان يوجد فحكومات إسرائيل لا تريده. الثمن الذي تدفعه إسرائيل في كل جولة لا بأس به: ليس فقط تعطيل الحياة في الجنوب، وإخلاء السكان، بل مئات الملايين وأكثر على صواريخ اعتراض “القبة الحديدية” وذخائر سلاح الجو، بالقتلى والجرحى المدنيين في الطرفين وبتعزيز قوة “حماس” في غزة وفي الضفة.

لماذا الكذب؟

لا تقل إزعاجا جملة القرارات الفاسدة التي تصر الحكومة على اتباعها. حكومة كاملة تسير بملابسها الداخلية، بصخب، مثل الجوقة التي مثلت كرواتيا في الايروفيجن.

وهي تفعل ذلك بخلاف قيم المجتمع الإسرائيلي، وبخلاف إرادة الناخبين، وبخلاف ادعاءاتها.

صحيح أن نتنياهو وعد شركات التصنيف بأنه جمد الانقلاب، لكنه لم يجمد إلا الطرف الظاهر للعيان. تواصل التايتنيك الإبحار نحو الجبل الجليدي، بكل السرعة.

الأرقام مذهلة. 13.7 مليار شيكل في مخصصات سياسية. معظمها، إن لم يكن، كلها للحريديين، وللمستوطنين، لمنظمات التدين، وللمقربين وللوسطاء.

ستنقل الأموال في إطار الميزانية خلال سنتين، الميزانية الأولى للحكومة. الأموال السياسية مرض، سلب، ونهب للصندوق العام من أجل أقليات مميزة.

الظاهرة موجودة منذ سنوات عديدة: ليس للساحة السياسية رغبة أو جرأة لوقفها. لكن هذه المرة يدور الحديث عن انقلاب حقيقي: لم يسبق أن كان هذا السلب والنهب في كل سنوات الدولة، لا في حكومات اليمين ولا في حكومات اليسار، ولا في حكومات نتنياهو أيضا.

المتظاهرون في كابلن يهتفون: “العار، العار، العار”. يمكنهم أن يضيفوا إلى قاموس الاحتجاج ثلاثياً إضافياً: “سلب، سلب، سلب”.

تعطى 850 مليون شيكل في السنوات القادمة كقسائم غذائية. هذا الابتكار سائد في حكومات غير اجتماعية: بدلاً من إعطاء المحتاجين الأدوات يوزعون عليهم قسائم طعام. التبذير كبير، وكذا التعلق، التشويه، الفساد. استورد آريه درعي هذا الابتكار في فترة “كورونا”.

خلق درعي علاقة بين الاستحقاق للتخفيض في الأرنونا والاستحقاق في القسام الغذائية. وهذا أبقى قسماً كبيراً من المحتاجين الحقيقيين في الخارج وأحسن لليهود ذوي العائلات الكبرى، أي المصوتين للأحزاب الحريدية. كتاب بعث به كبار رجالات المالية يذكر المعطيات الآتية: رغم أن 42 في المئة في المجتمع العربي يعرفون أنهم عديمو الأمن الغذائي، 17 في المئة فقط كانوا يستحقون قسائم الغذاء. في المجتمع الحريدي بالمقابل، كان عدد المتلقين أكثر بضعف ونصف من عدد عديمي الأمن الغذائي.

تشترط “شاس” تصويتها لصالح الميزانية بإقرار قانون القسائم. عندما تعطل الدفع قدماً بالقانون قاطعت المداولات في لجنة المالية.

لكن هذا مال صغير مقابل ما رتب الحريديون الأشكناز لأنفسهم في الميزانية وفي قانون التسويات.

المليارات هي المشكلة لكنها ليست المشكلة الأساسية. المشكلة الأساسية هي أن التمويل الزائد للقطاع يقتل الفرصة لرؤية مزيد من الحريديين يكتسبون مهنة ويعملون. الوحيدون الذين ستكون لهم مصلحة في العمل علناً هم أولئك الذين سيكسبون من المخصصات التي تقدمها الدولة – الحاخامون، خدمة الكنس، والمتفرغون الحزبيون. المزيد فالمزيد من الحريديين سيرتزقون كـ “حماة أسوار” للغيتو.

أضيفوا إلى هذا صندوق الأرنونا التي تصر الحكومة على إقامته، كوسيلة لتحويل أموال الأرنونا إلى السلطات في الوسط الديني والحريدي.

قد يكون هناك منطق في تعزيز السلطات الضعيفة على حساب القوية، لكن ما يريده الائتلاف حقا هو السلب والإخصاء والسيطرة والثأر.

نحن نسير نحو ركود اقتصادي، هكذا يقدر الخبراء لكنهم لا يأبهون. السلب أقوى منهم. وكذا الكذب.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى