ترجمات عبرية

يديعوت: حكومة بينيت في اختبار مسيرة الأعلام

يديعوت 2022-05-28، بقلم: سيما كدمون

مسيرة الأعلام التي ستُجرى بعد غد هي بمثابة امتحان. امتحان للحكومة والائتلاف ولرئيس الحكومة أيضاً. الحديث يدور عن أكبر التحديات التي يواجهها بينيت منذ تشكيل الحكومة، بسبب الأخطار السياسية المرتبطة بهذه المسيرة.
ولكن يبدو أن الحديث يدور عن أكثر من ذلك. أي الامتحان الشخصي، الذي يمكن مقارنته عن طريق هذا الامتحان مع الحكومة السابقة، المقارنة بين سلوك رئيس الحكومة الحالي وسلوك رئيس الحكومة السابق. ويمكن قياس النتائج بشكل فوري. الفوارق أصبحت واضحة. فإذا تردد نتنياهو قبل سنة وتراجع بسبب تهديدات “حماس”، وفي النهاية حصلنا على إطلاق الصواريخ على القدس وغوش دان، فإن بينيت قرر تبني استراتيجية معاكسة. فبدلاً من السياسة الضبابية والصاخبة والتراجع قرر تبني سياسة مدروسة وهادئة. وقبل أسبوعين صدر بيان يقول إن المسيرة ستُجرى في مسارها العادي. ومنذ ذلك الحين تم إجراء تقديرات على جميع المستويات، السياسية والمهنية، وتوصيات الجميع كانت أنه رغم تهديد “حماس”، وحزب الله أيضاً، فقد تقرر إجراء المسيرة حسب مسارها التقليدي.
بالنسبة لبينيت الحديث هنا لا يدور عن موضوع سياسي، بل عن موضوع سيادي. فما فعلناه في ثلاثين سنة لن نتوقف عن فعله في السنة الـ 31. لو أن السياسة لدينا تتم بشكل طبيعي لكنا وجدنا في المعارضة من يهنئ بينيت على شجاعته. وباستثناء سموتريتش، الذي اعترف بأن هذه شجاعة، لن تسمعوا أي مديح أو تشجيع من قبل المعسكر الذي كان من المفروض أن يمدح هذه السياسة. في المقابل، في أوساط ائتلاف بينيت، بما في ذلك وزيرة ونائب وزير، زيندبرغ وغولان، تُسمع انتقادات حول المخاطرة المترتبة على هذا الأمر.
لماذا الاستغراب. فقد شاهدنا في الأسابيع الأخيرة ائتلاف على شفا التفكك. والرياضة الجديدة لأعضاء الكنيست هي القول بأنهم لن يقوموا بإسقاط الحكومة، لكن في المقابل هم لن يصوّتوا على القوانين التي لا تروق لهم. الشخص الأخير الذي انضم لهذه الرياضة هو رئيس لجنة الاقتصاد، ميخائيل بيتون. لا يوجد أي أحد لا يتفق على أنه لولا لبيد، الذي يقوم بشد أوصال الائتلاف ويجند رؤساء السلطات المحلية العربية ويقوم بإدارة أزمة قانون التعليم بالمجان للجيش، لكان هذا الائتلاف قد دفن. في يوم الأحد ينوي بينيت القول لرؤساء أحزاب الائتلاف بأن هذه القصة قد انتهت. عدم التصويت في الحكومة على جميع القوانين يؤدي الى تفككها بالتدريج. وهذا من مسؤولية رئيس كل حزب. وسيقول أيضاً بأن مثل هذه الأفعال لن تتكرر. لن تستمر مقولة “لن نسقط الحكومة، لكننا لن نصوت لها”.
إذا كانت هناك جهة يحاربها بينيت ولبيد مؤخراً فهي الأجواء الإعلامية التي تقول بأننا ذاهبون الى انتخابات. هما يحتجان على الفجوة الكبيرة بين التحليلات والمقالات وبين ما يعتبرانه إنجازاً واستقراراً للائتلاف. وقد مر أسبوعان على استئناف عمل الكنيست، والائتلاف تمكن من تمرير قوانين كثيرة، بما في ذلك القانون الدراماتيكي الخاص بالمنح للجنود. والليكود سقط في جميع حفر هذا القانون، وكل ذلك في شهر كان مليئاً بالعمليات وأثناء قتال الجنود في جنين والهجمة الإعلامية العالمية على الجيش الإسرائيلي.
بينيت يقول لأعضاء حكومته دائماً إن الأمطار عندما تسقط تسقط على الطرفين. وإذا كان الأمر صعباً بالنسبة لنا فهو صعب ايضا بالنسبة للطرف الآخر. يبدو أن احداث هذا الأسبوع أثبتت ذلك. فقد كان هذا الأسبوع أسبوعاً صعباً لليكود كما هو صعب للائتلاف، والحدث الأكثر دموية كان التسريب من مؤتمر الليكود قبل التصويت على قانون منح الجيش.
لقد سمعنا تسريبات كثيرة، لكننا لم نسمع مثل هذا التسريب. فمن كانت وزيرة في حكومة إسرائيل والمرشحة لأن تكون وزيرة الخارجية في حكومة نتنياهو نجحت في النزول الى الحضيض، ليس فقط بسبب غياب الدهاء والحكمة والتسرع في أقوالها، بل بسبب جوهر ما قيل. المخلصون لليكود شعروا بالحرج عندما سمعوها وهي تقول بأنها لا تشعر بالألم على المعاقين والناجين من الكارثة ومن تعرضوا للاغتصاب. هنا اجتمع السوء مع الغباء انطلاقاً من الولاء للزعيم الذي يريد فعل أي شيء من أجل العودة الى الكرسي.
“عملية تفجيرية”، هذه كانت الكلمات السائدة والمتداولة في الليكود بعد نشر التسجيلات. ومن هناك ازداد الأمر سوءاً: النفي، اتهام من قام بالتسريب، القول بأن الامور أخرجت عن سياقها. ولكن هذه تضاف الى السلوك المخزي لكل من يوآف غالنت وكيش وبريكت.
قام بينيت في هذا الاسبوع بامتصاص الكثير من الضربات. استقالة صديقه وأمين أسراره، طل غان تسفي. ويمكن تخيل ما شعر به في الأيام التي سبقت استقالته واستقالة مستشارته السياسية شمريت مئير. ولكن المقربين منه يقولون إنه قد قام بإزاحة صخرة كبيرة عن صدره. ويمكن أن الأجواء المسممة داخل مكتب رئيس الحكومة تصاعدت بدرجة غير محتملة. هو ولابيد يعرفان أن الحياة السياسية مركبة، ليس فقط من الحقائق بل أيضاً من الديناميكية. والأحاديث حول نهاية الائتلاف تجعلها كذلك. إذا اعتقد الجميع بأن الحكومة تتفكك سيحاول الكثيرون الظهور بمظهر أبطال اليمين أو اليسار الذين قاموا بتفكيكها. نير أورباخ هو المشتبه به الفوري، لكنه ليس الوحيد. هذه النظرية تغضب لبيد. وإذا كانت هذه هي الحقائق فكل ما يوجد هنا هو عبارة عن حملة اخترعتها المعارضة، ويجب التعامل معها على هذا الشكل.
بينيت من ناحيته اتخذ قرار أن يحافظ على الحكومة بكل القوة، لكن ليس بكل ثمن. أنا لن أقوم باتخاذ قرارات عسكرية وسياسية بناء على الضغط السياسي.
ولكن بينيت يعرف أن كل شيء هو سياسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى