ترجمات عبرية

يديعوت –  حكومة بديلة ، ثمانية في قارب واحد

يديعوت– بقلم  ناحوم برنياع  – 19/4/2021

” هذه الحكومة ستكون حكومة رقع، لوحة فسيفساء من ثمانية أجزاء، ان شئتم، لبيد والاقزام السبعة. قوتها ستكون في ضعفها: كل من يبحر في هذا القارب يمكنه أن يغرقها في كل وقت، ولكنه سيغرق معها. الاغراء سيكون كبيرا؛ والعقاب اكبر منه “.

       ثمة شيء مثير للحفيظة، محرج، في استناد مناهضي بيبي الى رفض سموتريتش وبن غبير. صوصان كهانيان يعدان الان كسياسيين يصران على مبادئهما، غير قابلين للرشوة، شجاعين – يعني اناس قدوة. من شدة الحماسة ينسون ما هي المباديء التي باسمها يعملان. ما هي الايديولوجيا: واحد حريدي قومي، والثاني كهاني، والثالث كاره للبشر، وثلاثتهم يرتبطون بكراهية مشتركة لنمط الحياة، القيم والاراء لدى باقي الاسرائيليين.

       لقد أدخل نتنياهو الطفرة السموتريتشية الى التيار المركزي لليمين. الكثير من حبكات بقائه جديرة بالغفران وبعضها حتى يثير الحماسة في الجانب الابدائي، ولكن خطيئة السموتريتشيين لديه لا تغتفر. لو لم يدعو مرارا وتكرارا الناخبين للتصويت لهم، لما كانت لهم فرصة للوصول الى الكنيست. حذروه، حتى من على هذه الصفحات، من أنه يدخل ظلا الى القصر: قالوا له انه لا يقدرهم بما يكفي، وانهم لن يعملوا من أجله. اما هو فرفض السماع.

       والان، عندما يهدد سموتريتش بإخراج نتنياهو من بلفور، فان المفارقة تصرخ الى السماء. بيبيون ممن صوتوا بتأثير زعيمهم للقائمة الحريدية القومية يشعرون بانهم طعنوا بالخيانة. وغضبهم يذكر بغضب ناخبي العمل الذين ادخلوا اورلي ليفي ابقسيس الى الكنيست فقط كي يجدوها بعد ذلك في الكتلة المضادة. في هذه الحالة كان الغضب زائدا: فرؤساء قائمة الصهيونية الدينية لم يخدعوا أحدا. وفي اقصى الأحوال يمكن اتهامهم بنكران الجميل. يبدو أن بن غبير وسموتريتش ليسا جنتلمانيين؛  قصة كبيرة.

       ان رفض سموتريتش يفتح شقا لاقامة حكومة بديلة. اذا ما قامت حكومة كهذه – واذا بألف معظمة – فانها ستكون مختلفة عن كل الحكومات التي سبقتها. كانت لنا حكومات يسار ويمين ووحدة، حكومات تمتعت بأغلبية كبيرة وحكومات اقلية. لكل واحدة منها كان محور مركزي او محوران مركزيان، وأحزاب تدور بالفلك في الهوامش. اما هذه الحكومة فستكون حكومة رقع، لوحة فسيفساء من ثمانية أجزاء، ان شئتم، لبيد والاقزام السبعة. قوتها ستكون في ضعفها: كل من يبحر في هذا القارب يمكنه أن يغرقها في كل وقت، ولكنه سيغرق معها. الاغراء سيكون كبيرا؛ والعقاب اكبر منه.

       النسغ الذي ربط معا أحزابا متخاصة من المشتركة وميرتس حتى ليبرمان وساعر، كان الاعتراف بالحاجة الى انهاء ولاية نتنياهو. وهذه الحاجة ستزاح جانبا في اللحظة التي تتشكل فيها حكومة لا يقف على رأسها. والمقارنة الواجبة هي مع التغيير في البيت الأبيض:  ترامب رحل وائتلاف مضاد لترامب يتصدى لغيابه. بايدن يتلقى الضربات الان ليس فقط من اليمين الجمهوري، بل ومن اليسار التقدمي. في هذه الاثناء يؤدي المهمة على نحو جيد. فهل حكومة الركع التي سيشكلها لبيد وبينيت ستفي بها أيضا؟ هل سيكون فيها ما يكفي من الثقة المتبادلة، الاحترام، ضبط النفس، التسامح؟ هل الشبكات الاجتماعية لن تذبحها، كل يوم؟

       نتنياهو، كتلته ومؤيدوه سيهاجمونها في كل سبيل: سياسيا، قانونيا، سريا. الكثير من المال الأجنبي، الخفي، سيستثمر في المشروع؛ الكثير من النية المبيتة. مثلما تعلم اولمرت على جلدته، مثلما تعلم ليبرمان وبينيت وساعر، نتنياهو هو خصم لا يفرز الأدوات. عندما خسر نتنياهو في الانتخابات في 1999 ذهب ليخدم بيته. مشكوك أن يتصرف هكذا هذه المرة. فهو يريد أن يكون الفارس على الحصان الأبيض الذي يعود الى بلفور، لإنقاذ الوطن.

       في مثل هذه الأجواء من الصعب تخفيض مستوى الشك بين رؤساء الأحزاب، تحطيم الاسوار التي نشأت بين اليمين واليسار، اليهود والعرب، العلمانيين والمتدينين، والوصول الى قرارات ذات مغزى، موضوعية، بروح طيبة. حكومة لا تتخذ قرارات تفقد ثقة الجمهور؛ حكومة تتخذ قرارات تخاطر بمغامرات داخلية: التوتر مضاعف عندما تعتمد الحكومة على ثمانية أحزاب من الحائط الى الحائط.

       في الخلفية توجد المحكمة في ملفات نتنياهو، غائب عن اللعبة السياسية وحاضر فيها. حكومة برئاسته ستعين نائبا عاما للدولة ومستشارا قانونيا للحكومة من مؤيديها. والهدف سيكون إعطاء نتنياهو صفقة قضائية مخففة تسمح له بمواصلة مهام منصبه. اذا اقامت كتلة مناهضة نتنياهو الحكومة سيكون مصير المحاكمة مختلفا. قد تكون صفقة قضائية ولكنها ستكون اكثر تشددا. مهما يكن من أمر مشكوك أن تستنفد المحكمة الإجراءات القضائية.

       اذا لم تعطي الـ 28 يوما التي أعطيت لنتنياهو  ثمارها، سيعود القرار الى الرئيس. ينبغي الامل في أن يأتي هذه المرة لبيد، بينيت، ساعر وليبرمان مع اسم ومع خطة متفق عليها لتغيير الحكم. هذه المراوحة الكريهة في المكان يجب أن تتوقف: على هذا على الأقل يوجد اجماع وطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى