ترجمات عبرية

يديعوت أحرونوت – بقلم يوسي يهوشوع – معضلة لبنان ..!

بقلم يوسي يهوشوع / يديعوت أحرونوت 8-8-2021م

الجيش الاسرائيلي  قادر على حزب الله حتى لو كانت الاثمان في الجبهة الداخلية أليمة، واذا ما بث شيء آخر فان هذا سيؤثر على كل المنطقة

          مرت 15 سنة  منذ حرب لبنان الثانية وساحة المواجهة في الحدود الشمالية تصبح اكثر سخونة منذ 2006. ستة احداث لاطلاق الصواريخ  – ثلاثة منها في الاسبوعين الاخيرين – حين اطلقت 19 صاروخا يوم الجمعة الماضي نحو منطقة هار دوف في ظل أخذ حزب الله للمسؤولية، تطرح على الجيش معضلة العمل حيال حزب حزب الله: هل تفكك دولة لبنان والدعم الدولي، حقيقة أن المنظمة تواجه تحديات من داخل وبالتوازي – هذا حدث دراماتيكي – يحول حزب الله على مستوى صناعي صواريخ  بعيدة المدى الى دقيقة، ستؤدي الى المواجهة؟ نصرالله في خطابه أمس، بمناسبة الذكرى السنوية للحرب حاول اغلاق الحدث وتثبيت معادلة جديدة بموجبها غارات سلاح الجو سيرد عليها بشكل مشابه من حزب الله ولكن ليس بالضرورة نحو هار دوف (مزارع شبعا).

          هو، من ناحيته، عمل مثل اسرائيل التي هاجمت منطقة مفتوحة وبالتالي اطلق نحو هار دوف. وحسب نصرالله، فان اسرائيل مردوعة اكثر من اي وقت مضى بسبب احداث “حارس الاسوار” وتعزز قوة محور المقاومة. بالمقابل، قال الجيش الاسرائيلي: “اطلقوا النار الى مناطق مفتوحة، حزب الله مردوع ولا يريد حربا”. قبل ذلك حاول الجيش الاسرائيلي ان ينظف حزب الله – صاحب السيادة الحقيقي في لبنان – من النار التي نفذتها المنظمات الفلسطينية. إذن قال. لا يوجد شيء يحصل في هذه الجبهة ليست بمسؤولية وباذن نصرالله.

          هذا تذكير ممتاز على أننا يجب أن نأخذ بشكل محدود الضمان هذه الاقوال ايضا، وبالتأكيد  التقديرات الاستخبارية، ولا سيما للجيش الاسرائيلي في السنوات الاخيرة. رأينا هذا في الجرف الصامد حين قيل ان حماس مردوعة ولا تريد الحرب؛ ولاحقا في جولات القتال في غزة؛ ومؤخرا عشية حملة “حارس الاسوار” حين كانت كل التقديرات الرسمية معاكسة لاداء حماس في يوم القدس.

          لقد حاول الجيش  بكل سبيل في هذا الاسبوع تقزيم النار التي نفذتها في وضح النهار المحافل الفلسطينية من لبنان، والادعاء بان هؤلاء هم نشطاء مارقون عملوا على عاتقهم دون علم حزب الله او اذنه. وهؤلاء هم ذات الضباط الذين رووا لنا انه لا يوجد صاروخ يرتفع في لبنان دون اذن حزب الله، وبالتأكيد من المنطقة التي تحت  سيطرته الكاملة.

          وعندها جاءت النار اول امس الى هار دوف، ومرة اخرى في وضح النهار. سبعة من الصواريخ اعترضتها القبة الحديدية، وعندها على الفور قالوا لنا ان حزب الله مردوع على اي حال وانه اطلق النار نحو اراض مفتوحة. وبالمناسبة، هذا قول لم يستطيبوا سماعه أبدا في مكتب رئيس الوزراء نفتالي بينيت لان بينيت يعرف الحقيقة: بان الردع في الشمال متبادل على الاقل وقد عبر عن ذلك في سلسلة من المداولات في الكابينت. بعد ساعات قليلة من هذا القول رد حزب الله بطريقته حين نشر شريط اطلاق الصواريخ.

          حزب الله مردوع بالفعل، ولهذا فقد اطلق النار الى مناطق مفتوحة، ولكنه مردوع بالضبط مثل اسرائيل. توجد امثلة لا حصر لها من السنوات الاخيرة في مناوشات الجيش الاسرائيلي تجاهه والتي سحب فيها الجيش مثلا القوات خوفا من ان تصاب او مثّل حدثا مع مصابين في حادثة الصاروخ المضاد للدروع  قرب افيقيم كي يظن حزب الله بانه وقع لنا جرحى فيغلق الحدث. نعم، معقول الا يكون حزب الله يريد الحرب، ولكنه معني بتسخين الحدود كي يصرف الانتباه عن الضغط الدولي على ايران.

          وحتى لو تقول المعلومات الاستخبارية انه لا يريد الحرب، فان مهمتنا هي ان نتساءل  حول مستوى جاهزية الجيش الاسرائيلي لمثل هذه الحرب. كتبنا هنا كثيرا عن انعدام الجاهزية للتصدي لحجوم نار من 150 الف صاروخ لحزب الله، حين علمتنا حملة “حارس الاسوار” بان المعركة التالية ستكون متعددة الجبهات.

          بطانية الجيش الاسرائيلي قصيرة. ومن اجل ابعاد هذه المعركة يجب تعزيز الردع. وحقيقة أنه لم يكن رد على الاطلاق على مثل هذه النار الى هار دوف (نار قذائف الجيش الاسرائيلي الى ارض مفتوحة هو نوع من البيان للصحف) تمس بالردع وتقرب اكثر فأكثر امكانية الحرب حين يفهم العدو كم نخاف منه هنا. اما ترك مثل هذا الحدث دون تدفيع ثمن فيشجع العدو على مواصلة العمل.

          تستعد قيادة المنطقة الشمالية في السنتين الاخيرتين بالضبط لحالات كهذه: لايام قتالية مع حزب الله. ليس حربا بل نوع من المناوشات الجوية التي تستمر لساعات حتى ايام قلائل. للجيش الاسرائيلي محظور ان يبث بانه مردوع عن هذا.  ففي موعد ما ستستأنف نار مارقة كهذه او تلك من لبنان ويحتمل جدا ألا يلعب الحظ معنا مرة اخرى، مثلما حصل في المرات الاخيرة في سقوطات الصواريخ قرب كريات شمونا فتقع اصابات لا سمح الله. فهل عندها ايضا سيكون الرد احتوائيا؟

          السياسة الهجومية بالذات تجاه حماس في غزة، والتي تغيرت منذ حملة “حارس الاسوار” تدل على انه يمكن الحال بخلاف ذلك: الابقاء على الردع والدخول في مفاوضات للتسوية في نفس الوقت. وحسسب تلك السياسة التي اقترحها رئيس الاركان افيف كوخافي من الان فصاعدا على بالون احراق يهاجم الجيش الاسرائيلي من الجو.  وفي صالح نفتالي بينيت يقال انه تبناها ولم يتراجع في هذه الاثناء. ولديه تحديات غير بسيطة في الامن تجاه ايران نووية تواصل التموضع في سوريا وتسليح حزب الله. وهذا هو السياق الصحيح لرؤية الاحداث في الشمال.

          في هذه اللحظة فان المعضلة التي يقف امامها اصحاب القرار هي التالية: لبنان يتفكك، احداث النار ستستمر، واذا لم تتقرر شارة ثمن فانها ستتفاقم وستجر اسرائيل الى حرب شاملة غير مرغوب فيها. من جهة من يريد أن يمتنع عنها ينبغي ان يعمل بقوة ايضا في المناوشات المحلية اذا ما نشأت، حين تكون صغيرة. الجيش الاسرائيلي   قادر على حزب الله حتى لو كانت الاثمان في الجبهة الداخلية أليمة، واذا ما بث شيء آخر فان هذا سيؤثر على كل المنطقة. المنظمة في مشكلة داخلية صعبة وقد رأينا هذا في المناوشات مع الدروز الذين ضروا رجاله حين حاولوا اطلاق الصواريخ من قريتهم. وفي الخطاب الداخلي في لبنان ايضا يتعرض للنقد في انه يورط الدولة بسبب مصالح ايرانية. وبالفعل كان واضحا امس في الخطاب ان نصرالله في حالة ضغط كبير من الحادثة التي ضرب فيها الدروز رجاله، وحاول أن يشرح لهم انه اختار نقطة النار فقط لسبب عملياتي كي يطلقها الى اراض مفتوحة في اسرائيل. بالمقابل يدعي المعارضون انه في الوقت الذي تمارس فيه الدول الغربية الضغط على ايران بسبب الهجوم على سفينة ميرسر ستريت في خليج عُمان يجب استغلال ذلك وليس صحيحا اجتذاب الاهتمام العالمي الى ايام قتالية في لبنان وبالتوازي محاولة استنفاد كل المزايا من الضغط الداخلي في لبنان ضد حزب الله. الايام ستقول اي نهج  كان هو الاصح.

مركز الناطور للدرارسات والابحاث FAcebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى