ترجمات عبرية

يديعوت: حرب لا أحد يريدها

يديعوت 30/6/2024، سمدار بيري: حرب لا أحد يريدها

في أحيان نادرة جدا فقط يغادر رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبناني، نجيب ميقاتي مكاتبه في بيروت. عندما يخرج سيفضل الصعود الى طائرة والهبوط في باريس او في واشنطن. هو واخوه، طه، يسيطران على شبكة تجارية متفرعة، وهما مليارديريان كبيران بنيا جملة مراكز تجارية وشققا سكنية فاخرة. منذ ان “تطوع” لمنصب رئيس الوزراء، نقل ميقاتي، من مواليد طرابس ابن 68، لاخيه إدارة شركة الاتصالات، الاعمال التجارية في افريقيا وفي العالم العربي، شركة الطيران في سويسرا وشبكة منتجات استهلاكية فاخرة. 

والان ينبغي الانتباه للمجريات في الأيام الأخيرة. وزير الدفاع يوآف غالنت انهى جولة لقاءات في واشنطن، في اثنائها بحث مع كبار مسؤولي الإدارة في الوضع في قطاع غزة، وفي الاستعدادات في الجانبين في الساحة اللبنانية. ضمن لقاءاته التقى بعاموس هوكشتاين، بوزير الدفاع اوستن وبوزير الخارجية بلينكن. وهاكم المفاجأة: ما أن انتهت المحادثات، حتى تلقى رئيس وزراء لبنان ميقاتي مكالمة هاتفية أمريكية ناشدته للنزول الى مدينة صور في جنوب لبنان والتجول لاطلاق رسائل تهدئة. صحيح أنه لا يتخذ القرارات في الجانب العسكري ولا يدير منظومات هجومية ضد إسرائيل. فهذه محصورة بحزب الله. لكن للإدارة الامريكية ولكبار رجالات الحكم في فرنسا كان هاما ان يطلق ميقاتي بصوت واضح رسائل سلمية، والا يدعو الى حرب ضد إسرائيل. 

ميقاتي، وهذا سبق أن قلناه، لم يحلم ولم يخطط للوصول الى صور، وما كان ليفعل ذلك دون توصية – أمر من الولايات المتحدة. لبنان، اعلن رئيس الوزراء في سلسلة رسائل متضاربة عن عمد، يوجد منذ الان في حرب مع إسرائيل. بعد ذلك شرح بان هذه على الاطلاق “حرب نفسية”، أضاف بان لبنان متمسك بقرار الأمم المتحدة 1701 الذي استهدف تصميم علاقات الدولتين ومنع هجمات حزب الله. بل ان ميقاتي وقف امام كاميرات التلفزيون بكل قامته، كي يعلن بان “لبنان هو دولة سلام”. لكنه حرص على ان يضيف في نفس الوقت، نحن نؤيد حزب الله الذي يدافع عن حدودنا.

انظروا العجب، إسرائيل أيضا تراجعت عن تصريحات الحرب. 

وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب الذي يوجد الان في جولة سياسية بين بروكسل، واشنطن واوتوا في كندا، واجه ظاهرة توصيات دول اجنبية لمواطنيها ان يتركوا لبنان فورا. بعد الولايات المتحدة، بريطانيا، الكويت، المانيا وهولندا، فان السفارة الروسية في بيروت أيضا تحذير مواطنيها في الموضوع. “بدلا من مد اليد لنا، اشتكى الوزير، “بتنسيق مع الأمريكيين انتم تدعون المواطنين الى ترك كل شيء والهرب. وانا مستعد لان اتعهد بانه لن تكون حرب. لبنان، على أي حال، لا يعتزم المبادرة اليها. 

الحرب هي أيضا ليست مصلحة حزب الله وايران. هناك معنيون بان يبقوا على حاله الوضع غير المريح لإسرائيل، وعدم التصعيد. لا يزعج حزب الله ان يكون 40 الف من سكان جنوب لبنان يهربون شمالا ويخلون بيوتهم ومخازنهم لجمع السلاح والعتاد العسكري. بل ومريح اكثر للمنظمة الوضع في شمال إسرائيل، مع 60 الف نازح. احد في هذه المعادية ليس معنيا بحرب ستكون نتائجها قاسية للطرفين. ولا تنسوا، ايران على أهبة الاستعداد. الرسالة الحازمة نقلت من مستوى كبار الإدارة في واشنطن ليس فقط لغالنت بل ونصرالله أيضا تلقى رسالة مشابهة أيضا. وزير الدفاع يمكنه ان يعلن حتى الغد ان الجيش الاسرائيلي يمكنه أن يعيد لبنان الى العصر الحجري، لكن حربا واسعة ضد حزب الله، على حساب دولة لبنان لن تجدي ولن تعمل في صالح إسرائيل. 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى