ترجمات عبرية

يديعوت: جنين أيقونة المقاومة الفلسطينية

يديعوت 2022-12-14، بقلم: سيفر بلوتسكر: يديعوت: جنين أيقونة المقاومة الفلسطينية

كل ليلة وأحياناً كل يوم يقوم الجيش الإسرائيلي بتصفية نشطاء «إرهاب» في جنين. هكذا يبلغ الجيش. نشطاء «الإرهاب» هؤلاء هم في الغالب – مرة أخرى حسب التقارير الرسمية – شبان فلسطينيون غير منظمين، لا ينتمون حقا لمنظمات «إرهاب» معلنة. هم يرون أنفسهم أبطالا شعبيين، ويمجدون التمرد ضد السيطرة العسكرية الإسرائيلية في مدينتهم.

الحملات في جنين، التي بدأت رداً على «عمليات إجرامية»، تصنف بأنها نجاح عسكري: لا قتلى في جانبنا، وقتلى كثيرون، بينهم أطفال وفتيان، في جانبهم.

لكن استمرارها المتواصل يضع مدى النجاح الذي يبلغون عنه ويصبح كابوسا للإعلام الإسرائيلي حين يتلو التورط تورط آخر موضع الشك.

الأصدقاء الأكثر وفاء لنا في الغرب قلقون مما يعد إصبعا رشيقة على الزناد، وتوريدا دائما للذخيرة لكارهي إسرائيل منذ الأزل.

ليس بعيداً اليوم الذي تصبح فيه جنين رمز المقاومة الفلسطينية لاحتلال إسرائيلي، مثلما كانت ماريوبول رمز المقاومة الأوكرانية للاحتلال الروسي.

قبل أن يحصل هذا، ومن المحظور أن يحصل، هيا نمتنع عن إدخال الجيش الإسرائيلي إلى جنين إلا في حالات متطرفة قليلة.

لم يعد له ما يبحث عنه هناك في جنين، يقول القادة الأكبر المسؤولون عن حملات معقدة للغاية، لم تعد قاعدة لـ «حماس» و»الجهاد». معظم من يسمون «نشطاء الجهاد» في المكان هم الآن شبان مستقلون، بالأعمال وبالآراء، بعضهم علمانيون وقوميون ممن سنضطر في المستقبل إلى أن نتوصل معهم إلى تسوية، بما في ذلك التسوية التي يسعى إليها «الليكود». فقد قبلت حكومة «الليكود» في حينه خطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تعترف بحق الفلسطينيين في دولة على قسم مهم من الضفة الغربية، بما فيها جنين.

هيا نخرج من جنين، ليس فقط بسبب الثمن الأخلاقي الذي ندفعه على الجهاد الذي بات يتواصل منذ أشهر  «لتطهيرها» من أناس ملوا سيطرتنا هناك، بل ايضا بسبب حساب الكلفة – المنفعة البارد. في مناطق السلطة الفلسطينية (التي يتعزز حكمها المدني ويتفكك الأمني ويصبح وهما) يجري مؤخراً نمو اقتصادي مبهر، سواء نتيجة العمل الفلسطيني في إسرائيل وفي المستوطنات أو الطلب على خدمات فلسطينية محلية من جانب سكان عرب في البلاد.

هذا التطور الإيجابي من شأنه أن يتضرر وأن ينقطع بسبب احتدام المعركة على جنين، معركة زائدة من ناحية المصلحة الإسرائيلية الواقعية. إن مكافحة الجريمة في النقب وفي الجليل، مثلاً، أهم بلا قياس من اعتقال/ تصفية أخرى في جنين.

فضلا عن ذلك، فإن حكومة إسرائيل الجديدة ستضع في رأس سلم أولوياتها الأمني – السياسي الإحباط السريع للسلاح النووي الإيراني.

هذا هو التهديد الوجودي على الدولة. والإعداد الشامل لإحباطه يوجب حشد وتركيز كل الجهد الاستراتيجي وتجنيد الدعم العسكري والسياسي الدولي، الخفي والعلني.

الأعمال في جنين، مع ما تتسبب به من قتل، ضارة بالتالي بوضوح للاستعدادات لـ «حملة إيران» ومن شأنها أن تشعل نوعا جديدا من الانتفاضة مع كل ما ينطوي عليه ذلك من معنى.

لن تخرج الحكومة المنصرفة من جنين، فهي أدخلت الجيش وقوات الأمن الأخرى إلى هذه المدينة الصعبة وإلى محيطها. لكن قريبا، مع تبديل رئيس الأركان ووزير الدفاع ينفتح خيار تغيير النهج.

جنين ليست مدينة الآباء، وهي لا تذكر في تقاليد إسرائيل، وعليه فلا يوجد مانع أيديولوجي أن يسيطر فلسطينيون شبان فيها ويعلنوا عنها مدينة فلسطينية محررة. ولعله هكذا يبدأ بالحركة من جديد دولاب تسوية الحل الوسط بين الشعبين.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى