ترجمات عبرية

يديعوت: تهديدات نتنياهو بخرق الاتفاق مع لبنان خطراً يحدق بأمن إسرائيل؟

يديعوت أحرونوت 4/10/2022، بقلم: اللواء احتياط عاموس جلعاد

تصريح رئيس الوزراء الأسبق ورئيس المعارضة بنيامين نتنياهو بأنه لن يحترم بل وسيخرق الاتفاق الآخذ بالتحقق بين إسرائيل ولبنان برعاية الولايات المتحدة في مسألة طوافة الغاز، من شأنه أن يؤدي إلى المس بأمن الدولة.

لماذا يعد هذا تصريحاً خطيراً؟ قوة إسرائيل مبنية أولاً وقبل كل شيء على قوتها العسكرية إلى جانب الحكمة السياسية والاستراتيجية، التي يفترض بها أن تمنع الحروب الزائدة. حروب اللامفر حيوية، وتلك غير الضرورية تنطوي على ثمن دموي جسيم وعلى أضرار اقتصادية واستراتيجية. لا شك أن إيران و”حزب الله” وكيلها في لبنان، هما في مسار مواجهة مع إسرائيل ستقع في موعد ما. لكن مسألة الطوافات فيها مزايا ومنفعة لأمن الدولة واقتصادها: قد تواصل إسرائيل النمو كقوة عظمى غازية إقليمية، خصوصاً في أزمة عالمية حالية يعد فيها الغاز ذخراً حقيقياً للأمن القومي. طوافة غاز في نطاق لبنان تنتجه شركات أجنبية سيؤدي إلى ميزان منفعة متبادل سيؤخر موعد المواجهة المحتمة، ويضيف إلى لبنان حقنة قوة اقتصادية فيها ما يجعل جمهورية لبنان المنهارة عامل توازن في المستقبل حيال “حزب الله”. ينبغي أن يضاف إلى هذا أن رفاه سكان لبنان ممن هم ليسوا جزءاً من “حزب الله” هو مصلحة لدولة إسرائيل؛ كون المواجهة العسكرية في المستقبل والتي ستؤدي إلى ضربة شديدة للتنظيم الإرهابي الإجرامي، ستلزم إسرائيل ببناء حلف مع لبنان الذي سيقوم على خرائبه. وإلا، قد نبقى في الوحل اللبناني عشرات سنوات زائدة في ظل دفع ثمن دموي باهظ وزائد.

في جوهر الأمر، وفقاً لما ينشر، لا تتنازل إسرائيل عن سيادتها، وتبقي حرية العمل الأمني للدفاع عن البعد البحري للدولة، وذلك إلى جانب باقي الأبعاد الأخرى. بالنسبة للمقدرات، يمكن التقدير بحذر بأن معظمها ستوجه إلى رفاه سكان لبنان الآخذين بالغرق في ضائقة اقتصادية شديدة جداً. من ناحية التوقيت، ينبغي أن نقرر الآن وهكذا نسمح باستنفاد المصلحة الأمنية والقومية والاقتصادية التي ينطوي عليها توسيع إنتاج الغاز لإسرائيل ومنع توريط إسرائيل في مواجهة لا حاجة لها. نيل نقاط استحقاق في الولايات المتحدة، وفي الساحتين الدولية والعربية. إضافة إلى ذلك، سيكون ممكناً التركيز لاحقاً على بناء قوتنا في مواجهة التهديد الاستراتيجي لإيران و”حزب الله”. وعليه، فإن نجاح مبادرة الوساطة الأمريكية برئاسة الوسيط عاموس هوكشتاين هو مساهمة مباشرة للأمن والاستقرار الإقليمي، بخاصة في هذه الفترة من الأزمة العالمية. تصريح او التزام نتنياهو بخرق الاتفاق برعاية الولايات المتحدة من شأنه ان يحبط الاتفاق او يمس به او يعلقه، محظور الموافقة على ذلك بأي حال. أن الاعتبار الرسمي يجب أن يكون المتصدر وهو الأساس أغلب الظن لتوافق إسرائيل ولبنان. حتى زعيم حزب الله، بخلاف تهديداته الشديدة التي اعتاد على نثرها صبح مساء، يطأطيء الرأس في خطابه أمام قوة الحكمة كالبديل الأفضل.

من هنا، يستوجب كجزء من حفظ قوة إسرائيل الدفع قدماً بسرعة لإقرار اتفاق المياه الاقتصادية بين إسرائيل ولبنان. سينتج الاتفاق لإسرائيل مقدرات هائلة تحتاجها الآن أساساً، وسيسمح لها بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر والأردن في شكل زيادة إنتاج الغاز، كما سيسمح لإسرائيل وجهات أخرى أو بدونها أن تصبح جهة توريد هامة للغاز إلى أوروبا التواقة في هذه الأيام لهذا المقدر الهام.

من المهم الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الأسبق نتنياهو برز بقراراته على مدى السنين حين فضل خطوات حكمة لاجمة حيال نزوات وضغوط لاستخدام خطير للقوة بلا أفق سياسي واستراتيجي. من هنا قد تكون أمامنا حالة أخرى تفوق فيها السياسة الصغيرة على الاستراتيجية الواضحة. وأساساً تثير أقواله الخواطر بأن حكومته، إذا ما نشأت، لن نحترم الاتفاق. يمكن القول بكامل الحذر إن هذه الأقوال بلا غطاء؛ إذ لا يمكن أن نتصور حكومة إسرائيل تخرق قراراً قانونياً واتفاقاً دولياً هاماً وقعت عليه الولايات المتحدة أيضاً وتخاطر كذلك بمواجهة عسكرية بلا تأييد عالمي.

من الحيوي إذن العودة إلى مسار الحكمة الذي يتميز به نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى