ترجمات عبرية

يديعوت: تطبيع مع السعودية مقابل تعهد نتنياهو بعدم ضم الضفة

يديعوت  2022-12-24، بقلم: ناحوم برنياع: تطبيع مع السعودية مقابل تعهد نتنياهو بعدم ضم الضفة

بدأ مناحم بيغن رئاسته للوزراء بخطوة سرية، بخلاف كل التوقعات، تجاه مصر. اللقاء في المغرب بين وزير الخارجية، موشيه دايان، ومستشار الرئيس السادات، حسن التهامي، شق الطريق لزيارة السادات إلى القدس والى اتفاق السلام الأول بين إسرائيل ودولة عربية. نتنياهو ليس بيغن، لكن يفعم فيه التطلع ذاته، الدافع ذاته، لصنع التاريخ، ولتحطيم المسلمات المسبقة وللإثبات للجميع بأنه فقط، رئيس وزراء من قلب اليمين، يستطيع.

منذ الانتخابات، يجري نتنياهو اتصالات من تحت الرادار في مثلث الرياض – واشنطن – القدس. والهدف هو تهيئة التربة لاتفاق تاريخي بين إسرائيل والسعودية. اتفاق ينهي المسيرة التي بدأت مع اتفاقات إبراهيم ويغطي عليها. مع كل الاحترام لابو ظبي، فإن الجائزة الحقيقية، الكأس المقدس، يوجد في الرياض.

التفاصيل التي سمعتها، من ثلاثة مصادر مختلفة ترسم صورة جزئية. شروط البدء صعبة. احتمالات أن تنضج إلى اتفاق ليست كبيرة، لكن، ولعل هذا هو الجديد يتبين أن الجانب السعودي يبدي اهتماما. الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، يبدي استعدادا حقيقيا للتفاوض.

أساس المفاوضات موجود: إسرائيل والسعودية تقيمان تعاونا استراتيجيا في الجبهة حيال ايران. المظلة المريحة للجميع هي قيادة المنطقة الوسطى الأميركية، التي توجد غرفتها الحربية المتقدمة في قطر. تعمل هذه القيادة بالتشاور مع الدول السنية في المنطقة ومع إسرائيل. ولكن حسب مصادر في واشنطن، انتقلت الدولتان منذ زمن بعيد إلى اتصالات مباشرة، وكلتاهما راضية جدا من النتائج.

كانت الأسرة المالكة السعودية مشاركة في الخطوات التي أدت إلى التوقيع على الاتفاقات مع الإمارات في مرحلة معينة جرى الحديث عن انضمام السعودية. لم تنضج الخطوة لكن كان واضحا للجميع انه لو لم تكن السعودية تعطي الإمارات ضوءا اخضر لما كان هناك اتفاق. منذ التوقيع مرت سنتان وربع السنة، وتبين للسعوديين أنه لم يقع للدول التي وقعت على الاتفاق أي ضرر. نجحت التجربة: يمكن المواصلة إلى المرحلة التالية.

إذا كنت أفهم صحيحا، فإن نتنياهو يقترح اتفاق تطبيع ليس فيه تعهد إسرائيلي في التقدم في الموضوع الفلسطيني. هو يتعهد بالامتناع عن ضم مناطق طيلة ولايته كرئيس وزراء. تعهد مشابه انتزعه منه الأميركيون أثناء العمل على اتفاقات إبراهيم.

في كل ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية فإن محمد بن سلمان مستعد، على ما يبدو، بالاكتفاء بهذا التعهد. لكنه تقدم بقائمة مطالب خاصة به، لإسرائيل وللإدارة الأميركية، وبدونها لن يسير إلى الاتفاق. تلبية المطالب صعبة، بل تكاد تكون متعذرة.

المطلب الأول هو أن تحرص إسرائيل على أن ترتب العلاقات بينه وبين إدارة بايدن والكونغرس الأميركي. محمد بن سلمان هو احد الزعماء الأكثر كرها في أميركا، أخ للرئيس الروسي بوتين وللرئيس الصيني شي جين فينغ، وهو مكروه بخاصة لدى البيت الأبيض، لدى الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي ولدى الإعلام الليبرالي. وكان اكتسب الضغينة نحوه بجدارة: بدأ هذا بالمس الواسع بالمدنيين في الحرب في اليمن وبلغ الذروة في قضية خاشقجي، الصحافي الذي قتله مبعوثو محمد بن سلمان وتم تقطيع جثته. خاشقجي عمل في “واشنطن بوست” ومحمد بن سلمان قوطع في أميركا.

بعد ترددات عديدة، وافق بايدن على السفر إلى الرياض، للقاء مصالحة. ناطحت أسعار النفط السماء، وأمل الرئيس في أن يحصل من ولي العهد على تعهد بزيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار. عاد بايدن من الرياض بكفي حنين، وهوجم وادين من اليسار ومن اليمين. لم يكتفِ محمد بن سلمان بذلك، بل احتفل بتوثيق العلاقات مع بوتين ومع شي، خصمي أميركا. في هذه اللحظة توجد العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، رسميا، في مرحلة “إعادة تقويم”.

نتنياهو ليس محبوبا على نحو خاص لدى الإدارة الحالية. والحكومة، التي يوشك على أن يقيمها، اقل حبا. قوته كضاغط من اجل أمير سعودي مغرور، متوحش، غير متوقع، محدودة. ومع ذلك من المسموح المحاولة.

يطالب محمد بن سلمان نتنياهو بأن يحرص على أن يزيل مؤيدو إسرائيل في مجلسي الكونغرس الحظر على بيع السلاح المتطور للسعودية، بما في ذلك طائرات “إف 35”. ثمة في هذا المطلب غير قليل من المفارقة. صفقة سلاح كبرى، تتضمن طائرات “إف 35″، كانت جزءا من رزمة اتفاقات إبراهيم. تعهد نتنياهو بأن تزيد إسرائيل ومجموعة ضغطها معارضتهما. عندما نشرت القصة في “يديعوت أحرونوت” ادعى بأن هذه أنباء ملفقة، نفى وكذب. أما الآن فهو مطالب مرة أخرى بأن يقوم بالخطوة ذاتها.

الحرم هو مشكلة أخرى. لملك الأردن عبد الله توجد ذكريات سيئة جدا من فترات ولايات نتنياهو السابقة. مع بينيت ولابيد أيضا كان صعبا عليه أن يتدبر أمره، لكن بيبي ينتمي لديه إلى مصاف آخر. الملك حساس جدا لمكانة الأردن في الحرم. إذا ما تلقت السعودية في إطار اتفاق التطبيع مكانة في الحرم، فسيطرأ تدهور آخر في العلاقات مع الأردن.

ما يأتي بنا إلى سموتريتش وبن غفير والمنافسة بينهما على التواجد اليهودي في الحرم. كل خطوة لهما في الحرم – حتى خطوة كان يمكنها أن تمر بصمت في عهد الحكومة المنصرفة – ستشعل الميدان وتلقي بظلال ثقيلة على العلاقات مع السعودية. ليس الآن، سيهمس نتنياهو لسموتريتش. انتظر قليلا. أمور كبرى تحصل. الآن نخطط لحرب مع ايران، الآن نعمل مع السعودية. وبسرعة كبيرة سيتبين أن سموتريتش يتمتع بسمع انتقائي. في البيت الأبيض يلاحظون بالتأكيد مزايا المشروع السعودي. فهو سيلزم نتنياهو بالمغازلة النشطة لبايدن وحزبه، بما فيه اليسار التقدمي. ولي العهد السعودي مستعد ربما لأن يقفز عن مسألة “المناطق”، ولكن للديمقراطيين في واشنطن يوجد جدول أعمال خاص بهم. مجموعة ضغط المستوطنين من جهة، الإدارة ومجلس الشيوخ من جهة أخرى. طويلة الطريق إلى التطبيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى